سيناء من التهديد إلى التعمير

يا مصرُ أنتِ أرضُ كل مُعجزة
 
كم فيكِ من آثار فخرٍ مُنجزة
 
(رفاعة الطهطاوى)
 
 
نعم ان مصر معجزة، فمن كان يتصور بعد ما حدث فى 2011 ومن الفوضى القاتلة التى أرادوها لمصر ان ينتفض الشعب المصرى فى 2013 رافضا هذه الفوضى وكنا قبل 2013 كما يقال (قاب قوسين او أدنى) من الوقوع فى براثن حرب أهلية. نعم ما حدث هو معجزة..
 
عشنا بعد حرب تحرير سيناء وبعد اتفاقية السلام، لا يربط بين سيناء بمصر سوى نفق واحد فقط هو نفق الشهيد أحمد حمدى، فمن كان يتصور خلال اقل من 8 سنوات فقط ان يعمل اليوم بجانب نفق أحمد حمدى خمسة انفاق أخرى مرة واحدة هذه الأنفاق هى بمثابة الشرايين فى الجسد المصرى الواحد يربط بعضه بعضا إلى جانب المعديات والكبارى. 
 
من كان يتصور ذلك بعد ان اشتدت الحملة الإرهابية فى مصر بعد 2013 بل خرج رموز المؤامرة على شاشات الفضائية وقتها يؤكدون بدون خجل او مواربة مسؤوليتهم عن الإرهاب فى سيناء وان هذا الإرهاب سيتوقف شريطة ان يحكموا مصر.
 
ودخلت سيناء على خط المواجهة المباشرة، وأعلنت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المواجهة وتم تدشين العملية الشاملة سيناء لمواجهة فلول الإرهاب التى حاولت جهدها، ولكن امام بسالة ابناء الشعب المصرى من الجيش والشرطة وأهالى سيناء تم دحر هذه الجماعات الإرهابية ومن يقف خلفها من دول ومنظمات وكيانات وانتصرت مصر فى معركة الإرهاب.
 
ورغم وتيرة العمليات الإرهابية لم تتوقف عمليات البناء والتنمية فى سيناء، يد تواجه الإرهاب ويد أخرى تشيد وتبنى فى ظروف قاسية.
 
ولهذا لم يكن من المستغرب على الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تدشين المرحلة الثانية من عمليات التنمية فى سيناء واصطفاف المعدات التى ستشارك فى هذه العملية، ان يقف دقيقة حدادا على ابناء مصر الذين روت دماؤهم الطاهرة رمال سيناء فى سبيل الحفاظ على وحدتها وأمنها من ابناء الجيش والشرطة واهالينا فى سيناء. 
 
مؤكدا ان كلمة الشكر لأهالينا في سيناء لن تكون بالكلمات فقط ولكن ستكون بعمليات التنمية والتعمير فى كامل سيناء..
 
وكان حديث الرئيس خلال مداخلته كعادته واضحا ومحددا بدون مواربة مؤكدا أهمية وعى الشعب المصرى مشيرا إلى ان الإرهاب لم ينتهِ فما تواجهه مصر من شائعات وأكاذيب كبيرة جدا ما وصفه بالأمر غير الطبيعى.
 
ونوه بأنه لولا ترابط الشعب المصرى ووعيه وانهم على قلب رجل واحد، ما كنا نستطيع مواجهة هذه التحديات ومنها الإرهاب، فالإرهاب كان يعيق الحياة وليس التنمية..
 
وكان رئيس الوزراء قد استعرض فى كلمته ما قامت به الدولة من جهود فى تنمية واعمار سيناء وجانب من التفاصيل منشورة فى هذا العدد.
 
سيناء هى المكان الوحيد على ظهر الكرة الأرضية الذى تجلى الله سبحانه وتعالى فيه. 
 
وتستحق كل حبة عرق وكل قطرة دم فى سبيل الحفاظ عليها وتنميتها لصالح ابنائها ولصالح الشعب المصرى..
 
فكلمات الشكر والتقدير تعجز امام التضحيات والدماء التى تم بذلها فى سبيل الحفاظ علي هذه الأرض الغالية من الوطن.
 
وما شاهدناه من بدء المرحلة الثانية من عمليات التعمير فى سيناء هى خطوة بالغة الضرورة والأهمية فى مثل هذا التوقيت..
 
لتغلق سيناء بابا للتهديد وتفتح أبوابا للخير والتعمير..
 
ولله الأمر من قبل ومن بعد 
 
حفظ الله مصر وحفظ شعبها
 
 وجيشها وقائدها 
 
المقال / أيمن شعيب
بوابة الأهرام
 

 

التعليقات