بين فضى دماغك وحديث العرب؟

أثناء العودة من العمل يكون الراديو هو الرفيق والصديق حتى انتقلت العدوى من السيارة فقط لا غير الى المنزل ايضا .
وفجأةبالراديو استمعت الى برنامج اسمه فضى دماغك ؟
فقررت اكب دماغى ،واكتب لكم عن برنامج اخر تماما اسمه حديث العرب بالتليفزيون المصرى اى من ماسبيرو فاكتب مقالا عن حشو الوقت الاعلامى ،وهو مصطلح يعرفه أهل الاعلام جيدا. اى اكتب الفرق بين حشو وفضى الدماغ فى علاقة محشى واجبة ؟!
 
انتهت المقدمة
 
فضى دماغك أو أخلص وفى قول اخر (خلص وانجز )او (فكك بقى )وملحوظة هامة جدا هنا وهى عجبنى العنوان اللى من تأليفى (فكك )و قررت ان اتقدم بهذا الاسم كعنوان برنامج تعليمى وليه لأ ؟).
 
لست اقصد الهجوم على برنامج (فضى دماغك) او مقدمه او مضمونه فهو ليس برنامجا سيئًا جدا على الاطلاق فهو برنامج خفيف للاغانى يقدم خصيصا فى موعد العودة بعد يوم عمل منهك اى يقدم عصرا ،،فيسلى الجمهور بالاغانى وليس الهرى فقط خاصة فى ظل زحمة المرور التى لا تنتهى اذن فهو برنامج خفيف ولطيف ومطلوب ولكن ما استوقفنى ليس المضمون له وانما تعجبت للغاية من اسم البرنامج نفسه (فضى دماغك ) وذلك ايضا ليس من باب حملة الاعتراض انه يتماشى اسمه مع اغانى وموسيقى المهرجانات فهى لها جمهور يسمعها ويدفع مقابل مادى لحضور حفلاتها ولها وقت او مناسبة وهى الرغبة فى الرقص وحالة انتشاء امارسها فى مناسبات الافراح والليالي الملاح واسعد بموسيقى الراب او المهرجات وفضى مخك ياباشا ؟!
 
أذن فالاعتراض ليس على الاغانى او الموسيقى حتى لو مهرجانات وانما على المفهوم والفكر نفسه وراء الاختيار اسم فضى مخك اقصد دماغك ؟! وكأن المخ أو العقل غالبا بطيخة او شمامة انزع ما بداخلها وبالعامية افضيها واكبها ؟! هكذا هو مدلول الاسم .
 
الغريب ان البرنامج بالراديو فاذن هو يستهدف الجمهور الموجه اليه ،وهو جمهور من يملك سيارة وغالبا طبقة الشباب الذى انتهى من تعليمه وغالبا ايضا هو تعليم باللغات او لغات مختلط !وربما لذلك اختار عنوان (فضى)لذلك كثيرا ما أستخدم البرنامج كلمات لا أفهمها. 
 
وفما المانع ان كان بدلا من ذلك الاسم الذى لم اهضمه وعمل لى حموضة عقلية ان يختار اسم سلى نفسك مع الزحمة او تسلية الزحمة لانه البرنامج يستهدف الطريق .
 
لجأت الى القاموس أقصد المعجم لربما وجدت (فضى ) لغة عربية او حتى عامية عربية وانا لا اعرف بحكم تخلفى العمرى وكهولة النساء من الفكر بعيدا عن القراء وليس السامعين ،،فوجدت تفاسير اخرى لا تستقيم مع( فضى دماغك )لان الفض اماتعبير أمني، أو ومن النفر او من الفضة وكلاهما لا يستقيم مع كلمة الدماغ ؟
 
أذن الكلمة والمفهوم وما تدل عليه ليس له علاقة سواء بالعامية او الفصحى وانما هو لفظ دارج (فضى دماغك )نستخدمه احيانا ، وليس معنى ذلك ايضا اننى من انصار الفصحى فهذا ايضا غير صحيح واحب العامية بمعناها المقبول والصحيح لان هناك عامية ذات مضمون متداولا ومستخدما وليس عامية بدون مضمون
 
فى المقابل كنت اشاهد واتابع برنامجا أخر،، لذلك قررت ان اضع كلاهما فى مقال كومبو للدماغ. إى اضع مقابلا (لفضى دماغك )لكى يستقيم الفهم بين الصورتين والهدفين والبرنامج الاخر اسمه (حديث العرب )الذى تقدمه المفكرة المثقفة د درية شرف الدين والبرنامج يقدم بالتليفزيون المصرى الرسمى او جهاز الدولة .
 
قد يقول قائل هذا برنامج حوارى لفرد وذاك (فضى دماغك )هو برنامج سولو وتعنى مفرد ولكنه واقعيا برشة ونكهة احيانا حوار واتصالات من مستمعين باعتباره فى الراديو ؟
ولكن ما أقصده اننى لا اتكلم عن الشكل صوت ام صورة او حتى كتم الصوت ؟.
 
وانما اتكلم عن المقارنة بين مضمون الذى يعكسه العنوان والدور والوظيفة والتراكم والانتشار فالاعلام ونحن جزء منه فى الصحافة القومية مازال لدينا مانقدمه تماما كما ماسبيرو وبرامجه ليست متجهمة او جادة فقط ولكنها نوافذ متعددة بين الجاد والترفيه ولكنه طبقا لمذهب فتح دماغك !
 
فبرنامج حديث العرب يقدم نافذة حقيقية حتى للاغانى فمثلا طريقة د درية شرف الدين فى الهدوء وعدم مقاطعة الضيف وانما تهدف الى اكمال منظومة الحوار لاستخراج الهام من الضيف وهذا يدل عن الحنكة والخبرة والعلم نهيك عن شياكة اللغة و الملبس والإطلالة فجزء من صناعة الاعلام القبول فمثلا شاهدت حلقات لها بها اغانى ومن الاوبرا ومع عمر خيرت (الحضور له بالالاف ) ومع هانى شنودة ومع الرواية والفن ومع أقطاب العلم والعلماء والمفكرين ولا اعتقد انها فكرت ابدا فى عنوان اسمه (حشو دماغ ) هنا الاجادة فى الاختيار جاء ايضا من الاعداد ورئيس تحرير البرنامج الزميل محمد الشبة وقد ان الاوان ان نتحدث عنه ،و عن انفسنا ومهمتنا ومهنتنا والمجدين العمالقة بهم ولا ننتظر بعد الوفاة ليكتب عنهم وعنا كلمة رثاء او ذم أومدح لن نسمعها الحمد لله !
 
فمهنة الاعداد هى أحد مكونات و اجزاء من الصحافة المكتوبة ولكن عبر برنامج مرئى او مسموع
 
فمحمد الشبة هو الجندى الغير المجهول فى البرنامج وصناعة الاعلام وشهادتى عنه غير مجروحة رغم ان علاقتى به تعود الى عقود طويلة ولكن اقول ذلك لانه دوره هام للغاية وتأسيسى فى الاعلام من داخله ،فهو مكتشف الجواهر فى الساحة الاعلامية والصحفية ولايحتكر العمل ابدا بمفرده(سولو) رغم انه كان رئيسا للتحرير مطبوعة نهضة مصر لعدة سنوات ومن خلالها اكتشف اسماء كثيرة ،واعطاها الفرصة للعمل والكتابة فلم يحتكر المطبوعة ابدا وكثير من الزملاء على ساحة الصحافة والاعلام الان عملوا معه ،،فهو صحفى عبقرى بل وادارى من طراز فريد ومبدع افكار و عنوانين لا مثيل له واخرها كتب تعليق لى على مقالى بالمصور وكان بعنوان جامعة ربحية فكتب. تعليم دوبلكس لان اصحاب الجامعة مطورين عقارين هذا العنوان العبقرى فتح نفسى لاكتب مقالا اسمه جامعات التايم شير سأكتبه قريبا ؟!
 
ان اهمية ماسبيرو وما يقدمه ليس لانه تاريخ ولكن لان به كوادر حقيقة مثل د درية شرف الدين والشبة مثلا .
 
فلماذا لا نقيم دروس تعليم للشباب بالاعلام من اقطاب الاعلام لدينا فتستفيد ونفيد ، دروس او كورسات للتعليم المستدام على فترات للعاملين فنجدد الدماء والحوار بين الاجيال بدلا من نظم الجزر المنعزلة .
 
واعلم عوائق العمل بالاعلام الرسمى ولكن لدينا بالفعل هامش متاح وكوادر بالصحافة متميزة فى الاعداد التليفزيون ،حتى لو عددهم قليل فعلينا ان نستثمره حتى فى اعادة التدريب والهيكلة لبرامج الترفيه وهى هامة جدا ،فليس معنى الاغانى او الترفيه انها تكون فضى دماغك أوفككك منى ساعة العصارى ( ملحوظة ده فكرة عبقرية منى )ليصبح اسم برنامج جديد من اعدادى ويكون ربط بين تخصصات بينية مختلفة طبقا لمؤشرات تطوير التعليم العالمية و هو ربط بين دراستى للفلسفة وكونى امرأة. فيكون عن فلسفة الطبخ والاكل وبدائل البروتين من لحمة وفراخ وبيض ولبن بعد الارتفاع الجنوني فى اسعارهم ؟أوالتحول للطاقة النباتية وهى غير النظام النباتى ويذاع بعد العودة من انهاك متابعة اعمال التعليم. ،،والان اترككم لاستمتاع مع البرنامج الجديد او زق عجلك وهو برنامج اخر يذاع بالراديو طبقا لنشرة رسمية منشورة عن اعمال التجديد والتطوير ،ولذلك قررت ارفع كفاءة نفسى وتطورها وازق عجلى يعنى اغور من كتابة المقال ده لاذهب لاعمال الصيانة العقلية وحشو المحشى بلا خوتة دماغ .
 
المقال / إيمان رسلان 
المصور
 
التعليقات