«الكتيبة 101».. البطولة في رؤية جمالية

يحتل مسلسل «الكتيبة 101» منطقة خاصة فى كل عناصره الفنية تجعله على رأس الأعمال الدرامية التى حازت النصيب الأكبر من اهتمام المشاهدين وأصبحوا ينتظرونها من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كل رمضان. تنتقل الدراما الوطنية بنا هذا العام إلى صفحات أخرى من بطولات الجيش ربما لم تظهر تفاصيلها سابقاً.. إلى صورة صادقة تكشف خطط الجماعات التكفيرية التى صوَّر لها الوهم تحقيقها بالسيطرة على سيناء كموقع استراتيجى يمثل البوابة الشرقية لمصر، فى ذات السياق الذى يعرض وقائع تصدِّى الكتيبة 101 لإحباط هذا المخطط.
 
لعل أبرز العناصر فى صياغة المؤلف إياد صالح للمسلسل الطابع الجماعى لمشاركة الممثلين، مع الأداء المتميز لعمرو يوسف، آسر ياسين، فتحى عبدالوهاب وجميع الفنانين المشاركين.
 
استعرض المؤلف صورة شاملة عن إحدى أهم كتائب الجيش ومناطق أخرى من صور مكافحة الإرهاب والتصدى لجرائمه.. لعل أخطر هذه الآفات الأنفاق ودورها فى إيواء وعبور التكفيريين واستخدامها فى التهريب، من الأسلحة الثقيلة حتى الاتجار بالبشر، ما يؤكد أن المخطط لم يقتصر على إثارة الفوضى والدمار فى سيناء وتحويلها إلى منطقة حاضنة للإرهاب.. بل تجاوزت أطماعهم الخبيثة إلى ما هو أبعد وأخطر، تحويل سيناء إلى مركز تجارة للجماعات التكفيرية فى كل شىء وأى شىء.
 
هذه الأنفاق طالما ظلت عاملاً يعيق إعادة الأمن إلى سيناء حتى قام الجيش بتدميرها.الجماعات التكفيرية لم يقتصر إجرامها على مهاجمة كمائن الجيش، لكن واقع وجودهم خلال مرحلة زمنية فى سيناء كشف حالة العداء الشديد الذى تكنه لأهلها والرغبة بالتنكيل بهم عبر قطع المنشآت الخدمية عنهم مثل إيقاف عمل محطة التيار الكهربائى فى العريش ومنع وصول المهندسين لإصلاحها، وخطف الأطفال، بالإضافة إلى قطع طرق وصول الإمدادات لكمائن الجيش والأهالى.
 
كادرات كاميرا مدير التصوير محمد مختار ونقلاتها عكست الفرق بين سرعة التنقل فى مشاهد سيناء وعمليات الجيش مقابل هدوء إيقاع الحركة فى المشاهد التى تقدم ملامح من الحياة الاجتماعية لأبطال العمل، وأضفت على العمل بُعداً إنسانياً، بالإضافة إلى مواكبتها بدقة مشاهد المعارك التى صممتها القوات المسلحة ومتابعة الكاميرا لحركة الممثلين، ما خلق حالة إبداعية مميزة.
 
التنسيق ظهر أيضاً بوضوح بين كاميرا محمد مختار والمخرج محمد سلامة الذى نجح فى تقديم مشاهد بصرية رائعة أقرب إلى لوحات إبداعية تعكس مختلف المواقف والحالات فى حياة أبطال العمل.
 
الموهوب محمد سلامة حقق معادلة النجاح فى صياغة رؤية جمالية حتى فى إطار عمل وطنى يتضمن مشاهد لمعارك.أجمل المفاجآت التى تطرّق لها المسلسل إلقاء الضوء فى أحداثه ليس فقط بما يكشف عن شجاعة رجال وشباب سيناء فى التعامل مع العناصر التكفيرية ومساعدة الجيش فى القضاء على الإرهاب.. لكنه للمرة الأولى تطرّق إلى شجاعة السيدة السيناوية التقليدية التى جسّدتها وفاء عامر.. إقدامها وشجاعتها فى الوقوف أمام إجرام التكفيريين.. هى نموذج للسيدة التى تجاوزت كل المخاوف من تعرُّض حياتها للخطر نتيجة تعاونها مع الجيش، بالإضافة إلى صورة مشرقة للمرأة السيناوية المعاصرة فى نموذج الطبيبة التى تتحدى كل المخاطر التى تحيطها من أجل المساعدة فى إنقاذ الجرحى من الجيش والمدنيين.
 
النجاحات التى حققتها الدراما الوطنية ومازالت تحظى باهتمام المشاهدين لمعرفة تفاصيل عن بطولات لا حصر لها تحديداً خلال مرحلة زمنية كانت تشكّل تهديداً للأمن القومى المصرى حتى عادت سيناء أرضا للخير والأمان، تعكس رؤية إبداعية متكاملة لعرض الواقع بعيداً عن التهويل أو التهوين لتضع المشاهدين أمام حقائق عما كان يدبَّر لمصر من مخططات شيطانية.
 
المقال / لينا مظلوم
الوطن
التعليقات