دعائى فى العيد

يا رب

اجعل هذا العيد بداية أيام سعيدة بلا أزمات وبلا مشكلات. اجعلها أيام راحة بال وحب وسلام، لا كراهة فيها ولا خصام. اغسل قلوبنا من الغل والانتقام، وافتح قلوبنا للحب والوئام. لا نريد أن نكون شعبا كبيرا بعدده، وإنما كبيرا بعمله وأخلاقه، لا نريده شعبا مليئا بالمليارديرات، ولكن نريده شعبا مليئا بالمحسنين!

 

 

نحن فى حاجة لصحوة جماعية، تجعلنا نعمل اكثر مما نتكلم، فيضحى كل واحد منا من أجل وطنه بكل ما يملك من جهد وفكر. نحتاج لإيقاظ النائمين، وهز الغافلين والكسالى، الذين مازالوا يلعبون فى ساعة الجد التى تحتاج إلى يقظة الأمة كلها وتنبُهها. فالعالم من حولنا يتحرك بسرعة يجدد ويبتكر وينطلق ويخترع. لا يعرف الخنوع والاسترخاء والكسل. نريد أن نتحرك بسرعة لنعوض تخلف الماضى ونلحق بموكب المستقبل.

 

 

يا رب!

 

 

اجعلنى أخاف الله وحده.. فأرضى باللقمة الحلال القليلة، ولا أفكر أن أمد يدى للحرام الكثير. لا تجعلنى أنسى أن الكفن ليس له جيوب، فلا أفقِر الفقراء لأغتنى، ولا أسلِب الضعفاء لأكتنِز!

 

 

اجعلنى أقدر ظروف الناس وأعذرهم كما أعذر نفسى. لا تجعلنى قاسية فى أحكامى واجعلنى رحيمة متفهمة!

 

 

الحكمة لا يمكن أن تكون وفقا على فرد مهما كان عالما. ساعدنى أن أستفيد من رأى الإنسان البسيط إذا كان كبيرا بتجاربه وخبراته.

 

 

يا رب.. ابعد عنى الكراهية والحقد والغل حتى أضاعف عدد من يحبوننى وأقلل عدد من يكرهوننى!.

 

 

يا رب أعطنى القدرة على أن أسعد تعيسا وأن أمسح دمعته! لا تجعلنى أنشغل بالدنيا ومشاكلها، فأنصرف عن الاهتمام بهموم الآخرين ومحاولة تضميد جراحهم.

 

 

لا تضعِفنى بحيث أقبل الخطأ ولا أقاومه. اجعلنى أغلق قلبى عن المنافقين والمتزلفين، ولا أنسى أبدا فضل من أحسنوا إلىّ (أحياء وأمواتا)!

 

 

يا رب أعطنى قلما شجاعا يدافع عن الضعفاء.. يتكلم عندما تكون المصلحة فى السكوت، والحكمة فى السكون!

 

 

علمنى الصبر وامنحنى الثقة بالنفس لا الغرور. علمنى الرضا لا الاستسلام والتخاذل!

 

 

اجعلنى أقبل الرأى الآخر، المخالف لرأيى وأقبله كما هو، مادام لا يُحدِث ضررا. يا رب.. أعطنى الحكمة كى لا أشارك فى المناقشات البيزنطية التى لا طائل منها، لأنها ترهقنى وتضعف قدرتى على التحمل!

 

 

هذا هو دعائى اليوم بمناسبة عيد الفطر.. وكل عام وأنتم بخير.

المقال / صفية مصطفى امين 

المصرى اليوم 

التعليقات