إشارات مضيئة في جلسة الحوار الوطني

لقطات لافتة للنظر بما حملته من إشارات مع كل المعطيات الإيجابية التى سادت مشاهد الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى.

وجود عدد كبير من السادة سفراء الدول الغربية بالإضافة إلى مراسلى أهم صحف ومواقع هذه الدول.

السؤال هنا، بعد الأمانة والشفافية التى سادت كلمات الجلسة وتعددية شرائح حضورها بكل ما تحمله من تباين فى أوجه النظر، هل تصل الصورة الحقيقية لحرية التعبير عن الرأى والقضايا التى تشغل الشارع المصرى إلى الإعلام الغربى الذى ما زال بعض كتّابه ومنظّريه للأسف يسطرون تقاريرهم من داخل المكاتب المغلقة فى واشنطن ولندن اعتماداً على الأكاذيب التى تبثها «الدكاكين الفضائية» وتسعى لتسويقها بين منظمات حقوقية لا تملك حتى شجاعة الكشف عن مصادر تمويلها المشبوهة.

هل ستصل فكرة أن هدف الحوار الوطنى هو طرح حلول جادة لقضايا تمس المواطن وتفاصيل حياته اليومية بعيداً عن صياغات إنشائية لمصطلحات هى أبعد ما يكون عن الواقع المصرى.

هل ستجرؤ بعض الأقلام والتقارير إطلاق وصف «معارضين سياسيين» على مَن تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء وكادت مخططاتهم الشيطانية تدفع مصر نحو حرب أهلية. الأهم، هل تمتلك شجاعة إطلاق هذا المسمى على مَن نفذوا تفجيرات وعمليات إرهابية فى دولهم.

ليس بعيداً عن كل هذه المراجعات المطلوبة من بعض وسائل الإعلام الغربية يأتى تصريح المنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان، وهو اختيار متقن جداً لقيادة هذا الحدث الهام لكاتب ومحلل سياسى على أعلى درجة من المهنية أن جلسات الحوار ستبثها قناة إكسترا لايف على الهواء مباشرة ما يضع المواطنين على اختلاف شرائحهم الاجتماعية أمام صورة شفافة تهدف إلى وضع حلول جادة لما يشغلهم اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً، وتسهم فى تقريب مساحة العلاقة بين الشعب ومؤسسات الدولة.

نسبة الحضور الكبيرة من فئة الشباب ظاهرة إيجابية تؤكد اهتمام وحرص الجيل القادم على اكتساب خبرات تبادل الآراء، كما تصحح بعض الخلط بين خطيئة إشاعة الفوضى وبين فضيلة طرح قضايا حقوق الإنسان وحرية الاختلاف فى الرأى وتقبل الآخر طالما اجتمعت الآراء تحت مظلة وطنية هدفها البناء لا الهدم.

إذا كانت الحياة السياسية خلال العقود الماضية عانت من عزوف الشباب عن المشاركة الفعالة، ما أوقع هذا الجيل فى أخطاء عديدة، إقبالهم حالياً على المشاركة يمثل رغبة حقيقية فى بناء فكر جديد لجيل يمتلك من الوعى والخبرات ما يجعله يدرك قيمة الحفاظ على الوطن.

منذ الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لبدء الحوار الوطنى حرص على متابعة الملفات والمحاور التى لخصتها بدقة كلمة الدبلوماسى المحنك عمرو موسى فى صيغة تأكيد أن صوت رجل الشارع البسيط وهموم الطبقات الاجتماعية على اختلاف مستوياتها ستكون الملف الرئيسى ضمن محاور الحوار الاقتصادية والاجتماعية تحديداً ارتفاع الأسعار وتنشيط الصناعة المحلية.

إشارة أخرى تمثلت فى مشاركة غالبية الأحزاب والمنظمات الحقوقية فى الحوار الوطنى حتى تلك التى تتبنى موقف المعارضة والانتقاد للحكومة. وجود النخب على اختلاف تخصصاتها بما تملكه من مخزون الرؤى المتعددة يثرى العملية الديمقراطية ويفتح مسارات لتجاوز السلبيات والعوائق.

خطوة تعكس قمة الوعى السياسى من الجانبين.. المنسق العام ضياء رشوان بقدرته على احتواء جميع الأطراف التى أثبتت مراجعاتها درجة عالية من الانتماء عند تلبية دعوة صادقة إلى توحيد الجبهة الداخلية، وهى حالة من الوعى تكررت تاريخياً فى معظم دول العالم تحديداً خلال الأزمات والحروب الدولية.

المشاركة أيضاً تضع هذه الأحزاب والمنظمات أمام مسئولية دعم وتقوية كياناتها، خصوصاً أن جدية طرح مقترحاتهم وبرامجهم فى إطار وجود فعال سيكسبهم ثقة الشارع.

تضافر المشهد العام الأولى جلسات الحوار الوطنى مع كل المؤشرات على هامش الحدث تؤكد أن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمام خطوة تحقق لها كل ضمانات النجاح وجدية التنفيذ على أرض الواقع تحديداً بعد أن يتم رفع كل النتائج ومقترحات الحلول إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى.

المقال / لينا مظلوم

الوطن

التعليقات