العمل والزراعة والصناعة طريقنا للمستقبل
قيمة العمل واحدة من أهم القيم التى تحتاجها مصر فى وقتنا المعاصر، خاصة فى مواجهة العديد من الأزمات المتلاحقة التى يشهدها العالم، والتى ما إن نتجاوز أزمة حتى تلاحق العالم أزمة أخرى، فما أن استوعب العالم وباء كورونا وما تسبب به من وفيات وإغلاق وتوقف اقتصاد عالمى، فلحقته الحرب الروسية الأوكرانية والتى أنهت فكرة القطب الأوحد الذى سيطر على مقاليد العالم بعد انتهاء صراع القطبين، وعاد العالم إلى فكرة الأقطاب المتعددة غرباً وشرقاً وجنوباً.
ومصر فى قلب العالم فى محيطها العربى والإفريقى، ليست بعيدة عن التأثر بكل هذه الأحداث، خاصة وأن مصر اليوم غير مصر بعد 2011، فمصر اليوم استقرت مؤسساتها واستعادت جانباً كبيراً من عافيتها، وما كان هذا ليتم لولا الإدارة الذكية والحكيمة التى قادت مصر فى هذه الفترة القلقة، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
خاضت مصر معركتين فى آن واحد معركة إعادة مؤسسات الدولة، وإقامتها من عثرتها الاقتصادية والاجتماعية، ومعركة محاربة الإرهاب وأذرعه التى حاولت بكل الطرق أن تسقط الدولة المصرية..
فللأسف البعض ينسى كيف كان حالنا بعد2011، وكيف حال العديد من الدول فى محيطنا السياسى والجغرافى، نسى البعض أو تناسى معركة محاربة الإرهاب ومحاربة أطرافه، التى كانت داعمة له من خلف شاشات الفضائيات وكم خلف شاشات الموبايل وأجهزة الكمبيوتر.
كيف كانت طوابير البنزين وتوالى انقطاع التيار الكهربائى، بل كيف حاولوا زرع الخوف من الذهاب لممارسة العبادات فى المساجد والكنائس..
ووجب أن نتذكر كيف كان حالنا وكيف أصبحنا..
فلولا الجهود الضخمة التى بذلتها قواتنا المسلحة فى معركتى محاربة الإرهاب والتنمية على حد سواء، لم يكن من الممكن أن نجلس بهدوء فى قاعات فاخرة ملبين دعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، للحوار الوطنى بين مختلف أطياف الوطن..
ففى الوقت الذى خاف العديد من رجال الأعمال والمستثمرين، العمل فى ظل الظروف التى كانت تواجه مصر فى ذلك الوقت، وذلك حرصاً على مصالحهم ومكاسبهم، فمن المعروف أن (رأس المال جبان)، اقتحمت قواتنا المسلحة مختلف المجالات ملبية دعوة الوطن، ومستجيبة لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبهدف أن مصر وأبناء مصر يستحقون دائماً الأفضل..
فكل الشكر لقواتنا المسلحة على ما قدموه ويقدمونه من مجهودات فى تأمين الوطن، بمفهوم التأمين الشامل عسكرياً واجتماعياً..
وكما عهدنا الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحاً وصريحاً، ففى كلمته فى احتفال عيد العمال طمأن الشعب المصرى، بأن لا نقلق من الأحداث التى نشاهدها فى محيطنا، طالما بقى هذا الشعب وجيشه وشرطته يداً واحدة، بوعى وفهم لما يجرى، مؤكداً أن هذا الترابط، والوعى هو سبيلنا إلى عبور أى أزمة تواجه الوطن مهما كانت..
قائلاً:(إن بناء الوطن والمستقبل، لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم، ومهاراتهم التى تتطور باستمرار، وهو ما يتطلب من الحكومة القيام بالتنسيق اللازم، مع كل المؤسسات المعنية، للتوسع فى برامج التدريب للشباب من الجنسين، والاستمرار فى تطوير المراكز التدريبية، التى تعمل تحت مظلة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة").
مؤكداً:"إننا معاً قادرون - بإذن الله تعالى - على مواصلة العمل، والتقدم بإصرار على النجاح، وثقة فى توفيق الله لنا لتحيا مصر دائماً وأبداً وطناً عزيزاً غالياً، يستحق منا كل الإخلاص والتضحية".
نعم هذا هو سبيلنا الوحيد لعبور أى أزمة فى العالم، والذى أصبح بالفعل قرية صغيرة، ما يحدث فى أقصى العالم نرى آثاره على الفور فى كل موقع.
وبالفعل؛ إن مصر منذ 2013 استطاعت أن تحقق قفزات عملاقة فى مختلف المجالات، سواء فى الأمن أو فى الاقتصاد، قفزات بالفعل حمت مصر من الأزمات الدولية التى حدثت، وخففت كثيراً من آثارها، مصر اليوم تنظر إلى مسقبلها وتفتح أبواب الحوار مع مختلف أطيافها، بعد أن وقفت مصر اليوم على قدم ثابتة فى جمهوريتنا الجديدة.
وفى إطار متابعة المستقبل، عقد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً، لمتابعة تطورات الموقف التنفيذى لمشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعى، بحضور اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، والعقيد طيار بهاء الغنام المدير التنفيذى لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة.
وصرح المستشار أحمد فهمى، المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول عرض الجهود الجارية على جميع محاور مشروع "مستقبل مصر" بالقطاعات المختلفة بالجمهورية، سواء فيما يتعلق باستصلاح الأراضى، وإنشاء الصوامع لتخزين الغلال والحبوب، أو التصنيع الزراعى لتعظيم القيمة المضافة للإنتاج الزراعى، كما تم عرض الجهود المبذولة لزيادة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة فى استصلاح الأراضى، واستخدام أحدث أنظمة الرى والميكنة الزراعية فى نطاق المشروع.
وأضاف المتحدث الرسمى أن السيد الرئيس، وجه بمواصلة التنفيذ المُحْكَم لكل مكونات المشروع الحالية والمستقبلية، بما يضمن استيعابه لمسار التنمية والتطور العمرانى، وما يتبع ذلك من كثافة لحركة النقل والتجارة، مشيراً إلى أن مشروع "الدلتا الجديدة" بوجهٍ عام، يهدُف إلى إحداث إضافة نوعية للرقعة الزراعية فى مصر، ليسهم بشكل كبير فى سد الفجوة فى المحاصيل الاستراتيجية المختلفة، وتحقيق الأمن الغذائى، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل فى التخصصات المختلفة، بما يضيف إلى جهود تعزيز التنمية الشاملة فى البلاد.
فالزراعة والإنتاج الزراعى بجانب الصناعة، هما الطريق الوحيد لتحسين الأوضاع الاقتصادية لكل أبناء الشعب المصرى..
فاليوم نحن بحاجة إلى الكثير من العمل وإن كان لابد من الكلام فليكن الكلام البناء.. فكم من الكلام ما ضيع شباباً وأهدر دماءً..
المقال / ايمن شعيب
الاهرام