الذكاء الاصطناعي وتطوير الصحافة!

سألت والدى «مصطفى أمين»: كيف استطعتَ أن تتقن الكتابة فى جميع مجالات الحياة!، فمرة تكتب فى السياسة ومرة تكتب فى الأدب ومرة ثالثة تكتب فى الفن، ورابعة فى السياسة وغيرها وغيرها؟!.

 

قال: كنت أهوى فى شبابى وطفولتى ان أجالس الكبار، وتعلمت منهم واستفدت من خبرتهم. كنت أبحث عن أكبر السياسيين وأحضر صالوناتهم. كنت أزور كبار الأدباء فى مكاتبهم وأحرص على حضور محاضراتهم!.

 

 

كنت أجد متعة فى مشاهدة العمالقة السياسيين من كل حزب ولون. لم أكن أنبهر بالسياسيين وحدهم.. كنت أحب أن أجلس مع «محمد سيد ياسين»، الذى أدخل صناعة الزجاج فى مصر. استمعت بتركيز لكل ما يقوله عن مشواره الطويل وعن العقبات التى صادفها، وكيف تغلب عليها.

 

 

كنت أهتم بمجالسة العصامى «سيد جلال»، الذى جاء من أسيوط إلى القاهرة يجر مركبًا فى النيل، والذى كان يفخر بأنه عمل حمّالًا فى بورسعيد، يحمل الفحم على رأسه، ويحكى كيف كان فخورًا بفقره وبؤسه وكفاحه وصبره!.

 

 

كنت أنظر بإعجاب إلى أصابع الطبيب الجراح «على باشا إبراهيم»، وكنت أحب أن استمع إليه وهو يتحدث مع صديقه «فتح الله باشا بركات»، وأتعجب كيف كانا يتعارضان فى السياسة ويختلفان وهما يضحكان!.

 

 

كنت أهتم بقراءة كتب التراجم، التى كانت تتناول تفاصيل حياة الشخصيات المؤثرة فى المجتمع عبر الأزمنة، وكنت أشعر أننى أعرفهم!. قرأت كتبًا كثيرة عن الإمبراطور الفرنسى «نابليون بونابرت» وعشت معه معاركه.

 

 

تتبعت قصة حبه لـ«جوزفين»، ثم خيانتها له. استغرقت فى قصة حياة المخترع الأمريكى «توماس أديسون»، وقرأت كثيرًا عن تطويره لجهاز الفونوغراف، وآلة التصوير، والمصباح الكهربائى المتوهج.

 

 

أما الكاتب المسرحى الكبير «وليم شكسبير» فكنت معجبًا به جدًّا، رغم الصعوبة التى كنت أجدها فى قراءة مسرحياته مستعينًا بالقاموس. كنت أيضًا أبذل مجهودًا فى قراءة ما يكتبه الكاتب الأيرلندى الساخر «برنارد شو»، وأظل أحاول وأحاول حتى أفهم ما يريد أن يقول فأغرق فى الضحك!.

 

 

ورغم اهتمامى الشديد بالقراءة وحرصى على مجالسة الكبار لأستفيد من تجاربهم، كنت أجد الوقت لأذهب إلى النادى الأهلى لأشاهد «حسين حجازى» و«محمود مختار» وغيرهما وهم يلعبون كرة القدم.

 

 

استفدت كثيرًا فى حياتى الصحفية من تجارب الرواد فى كل مجالات الحياة!.

 

 

ترى لو عاش «مصطفى أمين» عصر الذكاء الاصطناعى (AI) فكيف كان سيستفيد منه فى تطوير صاحبة الجلالة الصحافة؟!.

المقال / صفية مصطفى امين 

المصرى اليوم 

 

التعليقات