مقال عمر خيرت
تصورت أن ما نشرته «المصرى اليوم» عن مقالى عن الموسيقار عمر خيرت سوف يوقف سيل التعليقات التي قيلت ولا تزال تُقال حوله منذ أن رأى النور في ١٧ من هذا الشهر!.
فالجريدة نشرت اعتذارًا وتوضيحًا في اليوم التالى مباشرةً، وقالت بصريح العبارة إن خطأً فنيًّا قد وقع في مراحل إعداد الجريدة للصدور، وإن الخطأ غير المقصود أدى إلى إعادة نشر المقال مرةً ثانية في المساحة المخصصة لعمود الدكتور عمرو الشوبكى على الصفحة المقابلة للصفحة التي ينُشر عليها مقالى.. ولكن وضوح الاعتذار لم يوقف سيل التعليقات، ولا وضع حدًّا للتساؤلات، وبعضها كان على حق، بينما البعض الآخر كان يدل على انعدام في الفهم من الأساس.
وفى مرحلة تالية، تخيلت أن ما بادر به الدكتور عمرو على صفحته على «فيس بوك» كفيل هو الآخر بإنهاء هذا الصداع المستمر، ولكنه لم يكن كافيًا للأسف، وبدا الذين طالعوه وقرأوه وكأنهم لم يقرأوا ولم يطالعوا، رغم أنه كان في وضوح الشمس!.
وكنت كلما جاءتنى رسالة من أحد الأصدقاء تستفسر، أرد، فأكتب القصة كما حدثت، ولكن القضية لا تزال ممتدة ومتواصلة، رغم مرور أكثر من أسبوعين على وقوع الخطأ.. ففى كل صباح أستيقظ على أكثر من رسالة تسأل وتطلب تفسيرًا.
وقد وصل الأمر إلى خارج الحدود، فجاءتنى رسائل كثيرة من أصدقاء في الخارج، وكان من بينها رسالة من الكاتب الأستاذ عبدالجليل الساعدى في لندن.. وأخرى من الكاتب الأستاذ عبدالله محمدى في موريتانيا.. وثالثة من الدكتور عبدالله المدنى في البحرين.. وهكذا.. وهكذا.. وقد حدث هذا بخلاف رسائل الأصدقاء داخل البلد، وهى كثيرة جدًّا، وكلها كانت ترسل صورة من المقالين متجاورين، ومعها تساؤل من كلمة واحدة تقول: ما هذا؟!.. فالمستشار عدلى حسين اتصل يستكشف الأمر، واللواء أبوبكر الجندى كتب يقول إنها سابقة لا مثيل لها.
إن نشر المقال مرتين في عدد واحد من الجريدة، وفى صفحتين متقابلتين، وبتطابق كامل في الفاصلة والنقطة والهمزة، كان يكفى لأن يفهم القارئ منذ الوهلة الأولى أن خطأً فنيًّا غير معتاد قد وقع، وأن هذا كل ما في الموضوع من أوله إلى آخره، وأنه لا شىء آخر يدعو إلى التخمين أو التأويل.
وقد أعجبتنى خفة الدم في تعليق الكاتب الأستاذ محمد سلماوى، عندما كتب يقول ما معناه إنه لم يكن يتصور أن يصل الاتفاق في الرأى بينى وبين الدكتور عمرو إلى حد التطابق الكامل.. فلما أوضحت له الموضوع كتب يقول: أُحييك على المقالين!.
ولابد أن الموسيقار عمر خيرت يستحق التحية لأنه أعطانا هذه الفرصة للأخذ والرد والتوضيح، ولأن كثيرين من الذين تابعوا القصة في كل مراحلها قد عرفوا عنه ما يجب أن يعرفوه.
المقال / سليمان جودة
المصرى اليوم