كرمة واتفاق الصلح بين البحر والريح
«ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن».. بيت شعر شهير ضمن قصيدة طويلة وجميلة للشاعر الكبير المتنبى.. وبعد رحيل المتنبى بأربعمائة سنة، عرف العالم وبدأ منذ سنة 1600 يمارس لعبة الرياح والسفن.
لعبة جديدة حملت اسم «الشراع»، بدأها الهولنديون، ثم طورها الإنجليز، وبعدها أسس الأمريكيون أول ناد لها فى نيويورك، وأقاموا أول سباق أيضا.. وتأسس اتحادها الدولى 1907 بعد 7 سنوات على أولى مشاركاتها الأوليمبية فى دورة باريس 1900.
وعلى الرغم من اختلاف أشكال اللعبة وسفنها وأنواع مسابقاتها، تبقى الفكرة الأساسية هى الرد على ما قاله المتنبى، وكيف يمكن تطويع الرياح لتجرى بما تشتهيه السفن ومن يقودونها.. أو كيف تعقد اتفاق سلام بين البحر والرياح ليستجيب البحر وتقود الرياح سفينتك إلى حيث تريد وبالسرعة التى تحتاج إليها.
وهكذا نجحت فتاة مصرية اسمها «كرمة وليد» فى الفوز بميدالية الذهب فى مسابقة الأوبتيميست ضمن البطولة الإفريقية للشراع التى استضافتها مدينة المضيق بالمغرب.. مدينة صغيرة وجميلة فى أقصى شمال المغرب بالقرب من مضيق جبل طارق ومحاطة بسلسلة من التلال كأنها تحميها من البحر لتستمتع به دون خوف أو توتر.
وكانت كرمة ابنة الإسكندرية ولاعبة نادى اليخت هناك هى المصرية الوحيدة التى شاركت فى البطولة.. وبلاعبة واحدة فقط، ومن بين تسع دول إفريقية مثلها 89 لاعبا ولاعبة، فازت مصر بذهبية اللاعبات، بعدما نجحت كرمة فى أن تسبق ويليكا دى سوسا من موزمبيق التى كانت الثانية، وجولبوسا رودريجز كاموتا من أنجولا صاحبة المركز الثالث.
وهى البطولة الثالثة لكرمة فى تسعة أشهر فقط.. ففى أكتوبر 2022، كانت كرمة هى الأولى سواء فى سباق البنات أو الترتيب العام فى بطولة العرب التى استضافتها سلطنة عمان.. وفى فبراير 2023، كانت كرمة الأولى أيضا فى البنات والترتيب العام فى بطولة الجمهورية التى استضافها نادى اليخت.. وتملك مصر أيضا غير كرمة لاعبات ولاعبين كثيرين مميزين فى رياضة الشراع.
مثل: تاليا حسين عماد وعصام عمرو علوى وخلود مصطفى منسى ومؤمن سليمان وجانا محمود شعبان وفهد محمد وأسماء وائل محفوظ وليلى محمد ومريم أحمد وحسن عبدالرسول ومحمد محمود عامر ومحمود الطنبولى ومهند أيمن وأحمد هشام.
المقال / ياسر ايوب
المصرى اليوم