عندما يكون الطبيب صاحب مدرسة

شاهدت منذ أيام قليلة الحلقة القيمة من برنامج مصر تستطيع الذي يعرض على قناة DMC وقد كان ضيف الحلقة واحدا من علماء مصر الأجلاء وأحد الأستاذة الكبار في مجال طب الرعاية المركزة ، وهو الأستاذ الدكتور محمد إسماعيل ، الذي يعد نموذجا نادرا للطبيب الإنسان الذي لا تتوقف إنسانيته عند كفاءته العلمية أو حتى رقة تعامله مع المرضى لكنها تمتد إلى أهل المريض وذويه ، في مشاهد تحقق قمة التحضر والإنسانية ، وقد شاهدت هذا عن قرب ، حتى رأيت كيف تحولت العلاقة بين هذا الطبيب الإنسان وبين كل عائلتنا إلى علاقة صداقة وثقة بلا حدود في آرائه الطبية والإنسانية.

يستخدم دكتور إسماعيل طريقة الاجتماعات التي تعقد بشكل مستمر حسب كل حالة بين أسرة المريض وعدد من الأطباء المعالجين وأي تخصص يمكن أن تكون له صلة بحالة المريض من قريب أو بعيد ، وهو في ذلك لا يتعدى على طبيب آخر فأي سؤال أو اقتراح أو ملاحظة يصمم على الرجوع فيها إلى صاحب التخصص ، ويعتبر ان اتخاذ قرار منفرد هو مسئولية كبيرة يجب أن يشارك فيها الجميع .كثيرا ما كنت أصادف حالات إنسانية لبسطاء لا يعرفون حتى لمن يلجأون ، وكنت على الفور وبلا تفكير ألجأ لهذ العالم الكبير الذي لا يبخل بوقت أو جهد أو علم على أحد ، فيدلي بدلوه ويوجه ويتابع ، وهو في كل هذا ملم بكل ما يحدث من حوله سواء في العلوم الطبية أو التطورات التي تحدث في أرض الواقع للخدمة الطبية في مصر ، وله دائما كلمة يرددها إن ما يحدث في مجال الصحة في مصر هو ثورة وتطور خطير لم يشهده القطاع الطبي من قبل ، خصوصًا في قوائم الانتظار للعمليات الجراحية.لكن ظلت مشكلة توفر أسرة أقسام الرعاية المركزة وتجهيزها هي شاغله الأول بحكم تخصصه ، وهذا ما تناوله من خلال برنامج (مصر تستطيع) الذي يقدمه بكفاءة واقتدار الإعلامي أحمد فايق ، وتلك هي المشكلة التي تعاني منها كل المستشفيات بلا استثناء ، وقد حققت جامعة عين شمس التي يعد دكتور إسماعيل أحد أعلامها الكبار- تقدما هائلًا في هذا المجال ، وكانت جهود الدكتور محمد إسماعيل وتلاميذه في مقدمة الجهود الكبيرة التي بُذلت من أجل تطوير مستشفيات جامعة عين شمس خاصة مستشفى الدمرداش ، والمدينة الطبية التي تنشئها الجامعة. وهي نقلة كبيرة في الأداء الكمي والكيفي ستشهده الساحة العلاجية في مصر.

وهذه الجهود وغيرها ستعيد للطب المصري مكانته التي تليق به ، وتعيد للمواطن المصري الرعاية الصحية التي افتقدها على مدى عقود .

الحقيقة أنه من يقترب من طبيب كبير مثل دكتور محمد إسماعيل الذي يعد صاحب مدرسة علمية وإنسانية وغيره من النماذج المضيئة في الساحة الطبية يعلم أن مصر بخير ، وأن مدرسة الطب المصري ذات القيم الراسخة لا يزال هناك من يحافظ على قيمها ومبادئها ويعمل علي استمرارها ، ويدرك أن هناك رسالة سامية تستحق أن تتضافر كل الجهود من أجل نجاحها ، فوجود المستشفى المتطور والأجهزة الحديثة ومن قبلهما الطاقم الطبي رفيع المستوى العلمي والإنساني هو أهم ما يحتاجه المواطن حتى يتوفر له الحد الأدني من الحقوق الإنسانية.

نتمنى للدكتور محمد إسماعيل وزملائه وتلاميذه ولكل الإنجازات الطبية التي تتحق على أرض مصر النجاح والاستمرار

المقال / اميرة خواسك

التعليقات