يحدٌث في أمريكا.. «الراشد مكارثي" و"البطة ترامب»

أخيرًا نجحت المحاولات لمنع إغلاق المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، وبتأييد الديمقراطيين بغالبية واسعة نجح مقترح جمهوري للحفاظ على استمرار التمويل الفيدرالي لمدة 45 يومًا، وإن كان يعني تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. تبنى مجلس النواب الأمريكي إجراء لتمويل طارئ يٌشكل مرحلة أساسية لتجنب شلل الإدارة الفيدرالية قبل بضع ساعات من استحقاق الإغلاق، تم طرح الاقتراح المؤقت الذي اعتمده مجلس النواب بغالبية 335 صوتًا مٌقابل 91 من رئيس المجلس الجمهوري (كيفن مكارثي)؛ وذلك قبل ساعات فقط من موعد الإغلاق في منتصف الليل، والذي كان سيجعل ملايين الموظفين الفدراليين والعسكريين يلازمون منازلهم أو يعملون بدون أجر، ولا يزال يتعيّن أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على المشروع، ومن المرجح أن يدعم البيت الأبيض مشروع القانون من أجل تواصل نشاط المؤسسات الفدرالية مع توقع أن تكون الإدارة قادرة على استئناف المساعدات لأوكرانيا في وقت لاحق.. 
 
وكانت أزمة الإغلاق الحكومي قد اندلعت إلى حد كبير بدفع من مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتشددين الذين تحدوا قيادة حزبهم أثناء ضغطهم من أجل تخفيضات كبيرة في الإنفاق وقد يؤدي الإنفاق الأخير إلى أن يخسر مكارثي منصبه بعدما هدده المٌتشددون بإقالته من رئاسة مجلس النواب إذا تم تمرير الإجراء المؤقت لتجنب الإغلاق الذي عارضوه.
 
وخلال عرضه اقتراحه الأخير لتجنب الإغلاق ناشد مكارثي الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء أن يضعوا تحزبهم جانبًا، ورفض تهديده بالإقالة، وقال إذا أراد شخص ما إقالتي لأنني أريد أن أكون الشخص الراشد في الغرفة فليتفضل ويحاول، ومن شأن الخطة المٌقترحة أن تٌبقي تمويل الحكومة عند المستويات الحالية من دون تخفيضات الإنفاق التي يريدها المتشددون الجمهوريون.. 
 
وبالنسبة للمناظرة التمهيدية الرئاسية الثانية للحزب الجمهوري لعام 2024 انتهت كما بدأت تمامًا إذ ظل ترامب الرئيس الأمريكي السابق الذي لم يحضر المناظرة مع منافسيه هو المرشح الأوفر حظًا لانتخابات الحزب، وظل ترامب متصدرًا استطلاعات الرأي فيه، وخلال المناظرة وجه منافسوه بعض الانتقادات إليه إذ انتقده حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بسبب العجز في الإنفاق، فيما سخر منه حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي خلال اللحظات الأولى من المناظرة ووصفه بـ "البطة دونالد" بسبب عدم حضوره، ثم قال في تعليقاته الأخيرة إنه قد يصوت لإخراج الرئيس السابق من الحزب بشكل كامل.
 
وأضاف كريستي : هذا الرجل لم يقٌم بتقسيم حزبنا فحسب؛ بل قسم العائلات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.. فالأصدقاء أصبحوا منقسمين؛ ولذلك يجب علينا التصويت لصالح خروجه من الحزب، وإخراجه من هذه العملية برمتها.. وللحديث بقية.
 
المقال/ عثمان فكري
بوابة الأهرام
التعليقات