.. ولا تزال إسرائيل تدرس أسباب هزيمتها
Sunday, October 8, 2023 - 18:12
أكدت حرب أكتوبر لإسرائيل استحالة الاحتفاظ بأرض اغتصبها بالقوة، وتؤكدها أكذوبة انتصارات جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني الأعزل، وأنها لن تتمكن من الانتصار على شعب مهما حاولت، ويتعاملون بصلف غير معتبرين من الدرس، وهم يدمرون ويفككون مستوطناتهم في سيناء، وقد تركوها ورحلوا عنها.
وبرغم أنهم خدعوا أنفسهم وأعلنوا ضم هضبة الجولان بالكامل في عام 1981، فما زالت مرتفعات الجولان أرضًا سورية محتلة وفقًا للقانون الدولي، ويمارس سكان الجولان السوريون حياتهم اليومية، ويزرعون مزارعهم، كأنهم يعلنون رفضهم لقرار الضم، وتعلن معابد وقلاع الجولان تحديها، وأنها سوف تظل شاهدة على حضارة الشام.
بعد مرور 50 عامًا لا تزال إسرائيل تدرس أسباب هزيمتها في حرب 73، وتتعامل مع أحداثها بأسلوب علمي وبحثي، حتى تعي أخطاءها، وفي عام 2020 أظهرت الوثائق الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر سيطرة حالة من الهلع والذعر على القيادة الإسرائيلية، وخرجت تلك الوثائق السرية بناء على حكم قضائي من محكمة العدل الإسرائيلية، ونشرها مركز الدولة بإسرائيل.
ومن ناحية أخرى كشفت صحيفة هيرتزل الإسرائيلية تقريرًا بعنوان "الفشل النسبي لسلاح الجو"، وهو ما يتناقض مع فكرة تفوق الطيران الحربي الإسرائيلي على مدار حروبها السابقة مع العرب، وعرض التقرير كتابًا للمفكر الإسرائيلي "أوري بارجوزيف"، اعترف فيه أن سلاح الجو الإسرائيلي عاني في حرب أكتوبر من الإدارة الفاشلة ومجموعة من القرارات الخاطئة، وأوضح جوزيف في كتابه أن قائد القوات الجوية الإسرائيلية تابع آثار تدني الروح المعنوية على وجوه زملائه داخل هيئة الأركان العامة، وسارع يحثهم على التحرك للعبور غرب القناة قبل نفاد الطائرات.
ويصر جيش الاحتلال على عدم إدراك العبرة من حرب أكتوبر، التي تجلت بشكل لا يقبل الشك، أن اغتصاب الأرض بالقوة وممارسة العدوان لن يٌحقق أي انتصار، وبرغم ذلك تخطت حدة الاعتداءات على الفلسطينيين كل حدود العقل، ولم تترك الآن بلدة من بلدات الضفة الغربية أو الشرقية إلا ونالت منها، وترتفع كل يوم وتيرة الغارات على غزة.
واستمرارها في هدم المنازل وانتهاك باحات المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من أداء مناسكهم، زاد من درجة حرارة المقاومة في جنين، وجعل الشباب الفلسطيني يدفعون بالمزيد من عمليات المقاومة ضد جنود الاحتلال، وشكلوا جيوبًا للمقاومة في كثير من أنحاء الضفة، مما يعني أن قادة إسرائيل يخاطرون باستقرار أمن بلادهم، مثلما يغامر نتنياهو بمستقبل إسرائيل بتعديلاته القضائية حسب رأي المحاربين القدامى الإسرائيليين.
المقال/ حسين خيري
الأهرام
التعليقات