الجمهور مش عاوز كده!!
الدراما انعكاس لحال المجتمع، وكل محاولات تحويل الدراما إلي مدرسة أو ملقن باءت بالفشل وتعليقات الناس تؤكد ذلك، وتقدم مؤشراً مهماً للمزاج العام، لذا أحاول دائما أن أفهم ماذا يشاهد الناس.. وقراءتي البسيطة حتى الآن تقول؛
إن الأعمال ذات المضمون الجاد القوي تحظى بتقدير وإعجاب الناس، الدراما العائلية والاجتماعية التي تعبر عن حال بيوت المصرين تجد إقبالاً في المشاهدة.
الكوميديا والضحك دون ابتذال أو إسفاف، الناس تريد الضحك التلقائي البريء.
أما الأعمال التي تعكس قاع المجتمع وثقافة الحارة الجديدة بتدنيها وعنفها وإسفافها وقاموسها اللغوي الرديء وأزيائها التي تعبر عن حالة من انحطاط الذوق العام، فلم أسمع ثناء عليها، أعتقد أن الناس يبحثون عن بطل الحارة القديم العادل والمنصف والمنحاز للضعفاء..
وأخيرا تظل للأعمال التاريخية مكانتها عند طبقات بعينها..
ماعدا ذلك من تكرار أو استسهال أو محاولة لفرض منطق آخر لأعمال رديئة بحجة أن الجمهور عاوز كده، فكلها محاولات تبوء بالفشل؛ لأن الجمهور فعلا مش عاوز كده..
الجمهور أكثر وعيا وقدرة علي تقييم كل ما هو جيد، وصار اكثر تعطشا للقيمة والجدية والانتصار لكل ما هو قيم.. والتطلع لكل جديد ومفيد.
لذا يزداد التحدي في أننا نحتاج إلى رؤية وفكر المنتج، وجهده للبحث عن نصوص قوية، و ورق أقوى، وأقصر الطرق لذلك المنهج القديم لتحويل الروايات إلي سيناريوهات، والابتعاد عن تعميم فكرة المخرج الكاتب التي نجحت فقط في بعض الأعمال، أو تفصيل سيناريوهات لتناسب نجوم بعينهم ووفق هواهم، فالقاعدة أن نبحث عن بطل للرواية لا أن نبحث عن رواية لبطل.
وهنا يتأكد الاحتياج لدور "لجنة الدراما" من كبار المفكرين والمثقفين وقادة الرأي لتقييم ما يستحق أن ينتج وخاصة في رمضان .
واخيراً سيظل المنتج هو صاحب الرؤية للعمل وسيبقي دور الكاتب كاتباً والمخرج مخرجاً يقدم فكرة الكاتب وحدوتته وفق خيال المخرج وما عدا ذلك فهو استثناء لا يجب أن يعمم .
وتلك كانت قراءتي!!
** من صفحته..