«بنات البرشا»
أنظر إلى المستقبل بكثير من التشكك وأنا أرى ما الذى يتم الاهتمام به من فضائح ونميمة وما يحتل مواقع التواصل الاجتماعى من قصص الفضائح والزواج والطلاق وشائعات العلاقات الخاصة والخوض فى الأعراض بكل بساطة.. توارى تمامًا الجاد والعميق والهام مما يتم تداوله بحيث بت أتساءل بخوف عما سيكون عليه جيل الشباب الحالى والأجيال القادمة.. هل هذه ثقافتنا؟ هل هذا ما يكوّن وجداننا؟.. كان عمالقة الفكر والثقافة هم من يشكلون ثقافتنا ووجداننا فمن يقوم بهذا الدور الآن؟ هل من يتساءلون عن العلاقات الخاصة فى حياة الفنانين أم من يخوضون فى خلاف فلانة مع فلانة وشجار فلان مع فلان؟!.
أنظر إلى المستقبل بكثير من التشكك وأنا أرى ما الذى يتم الاهتمام به من فضائح ونميمة وما يحتل مواقع التواصل الاجتماعى من قصص الفضائح والزواج والطلاق وشائعات العلاقات الخاصة والخوض فى الأعراض بكل بساطة.. توارى تمامًا الجاد والعميق والهام مما يتم تداوله بحيث بت أتساءل بخوف عما سيكون عليه جيل الشباب الحالى والأجيال القادمة.. هل هذه ثقافتنا؟ هل هذا ما يكوّن وجداننا؟.. كان عمالقة الفكر والثقافة هم من يشكلون ثقافتنا ووجداننا فمن يقوم بهذا الدور الآن؟ هل من يتساءلون عن العلاقات الخاصة فى حياة الفنانين أم من يخوضون فى خلاف فلانة مع فلانة وشجار فلان مع فلان؟!.
لم تكن هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها عن فرقة بانوراما مسرح البرشا ولم تكن هى المرة الأولى التى يتم الكتابة فيها عن هذه الفرقة لكن رؤية الفتيات القادمات من عمق الصعيد إلى منصة كان أشعرتنى بالكثير من السعادة حقا بل الأمل فى المستقبل..الأمل أن التغيير ممكن فقط لو حاولنا ولو وصلت الثقافة والفن إلى عمق بلادنا.. المهم هنا أننى أتذكر أن نفس القرية قرية البرشا حصلت فى سنة من السنوات على لقب «قرية بلا ختان»، وكان هذا يعنى الكثير لمن يحاولون منذ سنوات طويلة القضاء على الختان فى مجتمعنا.. وكان هذا يعنى أيضًا أن الخطاب التنويرى قد استطاع التأثير فى هذه القرية، وها هى نفس القرية تخرج لنا عملًا فنيًّا يصل إلى العالمية وها نحن نرى بنات البرشا على السجادة الحمراء يخطفن الأنظار والعقول خاصة بعد أن قمن بتقديم عرض من عروضهن للجمهور بطبلة وحكايات تخص كل بنت مصرية من التحرش إلى أحلام السفر والعمل والفن وتفاعل الجمهور معهن بشدة.
هذه التجربة دالة بشدة على ما يمكن أن يفعله الفن وما يمكن أن تغيره الثقافة فى مجتمعاتنا وكيف يمكن أن نصل إلى التغيير الحقيقى عبر هذا الفن وهذه الثقافة وأنه يجب ألا ينحصر الأمر على ما تبثه التيارات المتشددة من أفكار بالذات فى هذه المناطق النائية، مما أثر بشدة على مجتمعنا وما يستدعى أن ننظر بدقة لمثل هذه التجربة لكى نرى ما الذى نحتاجه بحق ليس فقط فى هذه المناطق النائية بل فى مجتمعنا ككل بعد أن سادت التفاهة والضحالة والأفكار المتشددة حتى إننى شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعى من تحذر الفتيات من لبس الشورت فى المنزل حتى لا يتم استثارة أمهاتهن.. لهذه الدرجة وصلنا فهل نصمت ولا نتحرك فى مواجهة كل هذا؟!
** عن المصري اليوم..