بتحب الورك ولا الدندوو؟ .. استطلاع " المصريين شايفين المرأة ازاي ؟"

بتحب الورك ولا الدوندو ؟ جملة يعقبها ضحكات شريرة يقولها الرجال أمام النساء ويعقبونها بالحديث عن تناول الدجاج، مما يجعل سياق الحديث لائقا ولكن النوايا يشوبها تحرش .

ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية عن التحرش اللفظي إلا أن جميع النساء يؤكدن التعرض له يوميا سواء في العمل أو الشارع ، ولكن الطامة الكبرى أن مصطلح الدوندو أصبح كلمة جديدة في قاموس التحرش الجنسي أضافها إعلان لشركة منتجات غذائية مستخدما الأطفال .

 

سيدة " موظفة حكومية، 34 عاماً" تؤكد أن التحرش اللفظي بات عادة مؤسستها الحكومية عن طريق النكات الجنسية التي يتبادلها الموظفين الذكور مع إلقاء نظرات خلسة إلى الموظفات .
وتتابع: في الأغلب تتظاهر الموفات بعدم فهم النكات أو الانشغال تجنبا لأي صدامات ولكن منذ عرض إعلان الدوندو فأصبح هو الحديث الشاغل للرجال كل يوم يطلع علينا أحدهم قائلا أكلت الدوندو امبارح كان لذييييذ بشكل ، وتتوالى التلميحات الجنسية ليختموا عباراتهم في النهاية عن أكل الفراخ .

 

سائق التاكسي
سمر " طالبة جامعية، 18 عامًا" تؤكد أن التحرش في الشارع بمصطلح الدوندو أصبح فجا، وتحكي تجربتها قائلة: في أول رمضان وبعد عرض الاعلان توقف إلي سائق تاكسي في نهاهر رمضان وأخرج نصف رأسه من الشباك قائلا لي " كل ه دوندو ؟! .. ياما نفسي أتمرمغ في الدوندو" .
وتضيف : استشاطت غضبا وقولت له : عجبك ؟ فرد جدا .. فقولت له ثواني اركب معاك وتشوفه كويس ، فتحركت من جواره والتقت بسرعة طوبة من الشارع وألقيتها على الزجاج الأمامي للتاكسي فتهشم على الفور وانطلق السائق سريعا".

استفزاز حقوقي

أما الناشطة النسوية غدير أحمد فتؤكد أن إعلان الدوندو مفجر لكارثة انسانية على مستوى الجنسين وهو ما استفزها لتكتب عنه مقالا مفصلا بمدونتها " فيمينستا" وهي أو مدونة نسوية في الشرق الأوسط .

 

وتقول غدير لـ"الحكاية": أرفض قولبة المرأة كأداة جنسية في الاعلانات بصفة عامة ولكن إعلان الدوندو أصابني بصدمة لسببين، أولهما كونه يقدم صورة نمطية عن الرجال كنوع اجتماعي.
وتوضح: " الطفل صاحب الجملة الشهيرة: "ولا عمرك هتنسى الدوندوو"، يلعب دور نمطي للرجال مرددًا عبارات مثل: "أومال أنت هتبقى راجل إزاي ياض..." هذه العبارات وغيرها مما نسمع يوميًا في الإعلانات، تُشجع على قولبة الرجال بشكل نمطي  متماسكون، متحكمون، لا يبكون، وبناء عليه فإن  فهذا الطفل يلوم الآخر على كونه عاطفي ويشعر بحنين لصدر أمه كمصدر للغذاء، وكأن الرجال يجب ألا يتعلقوا بشئ أو شخص فقط لكونهم رجال.

وتضيف: السبب الثاني لرفضي الاعلان جملة وتفصيلا رغم قبول البعض له، هو التشييء الجنسي أي الاشارة والترميز واختزال النساء لأدوات إثارة جنسية، فكان الاعلان يمر مرور الكرام لولا آخر جملة للطفل وهي " ولا عمرك هتنسى الدوندو" حيث نطقها بلهجة توحي جنسيا لأثداء النساء جميعا ، في محاولة لتشبيك المصطلح للتدليل على التأثير الجنسي للنساء .

تجزم غدير بأن هذا الاعلان أدى إلى تغذية قاموس التحرش الجنسي بمصطلح جديد، ولكن هناك آراء معارضة بأن ذلك القاموس ليس في حاجة إلى مصطلحات جديدة، فترد قائلة: " صحيح أن المتحرشين ليسوا في حاجة إلى مصطلح جديد يضاف إلى قاموسهم اللغوي فهو عامر بالعديد من الألفاظ مثل " مزة ، مكنة، جمل، وتكة .. إلخ" بل تأتي المشكلة في كون هذا الاعلان سياق ساخر للتحرش، استخدمه المتحرشون بحفاوة".

إسفاف جنسي

أما الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فترى أن الجمتمع أصبح يعاني من اسفاف جنسي مقدم في الاعلانات وأن هذا النمط الاعلاني في حاجة إلى وقفة، وتقول: استعمال المرأة كسلعة جنسية في الاعلانات لا يؤذي كرامتها وإنسانيتها فحسب بل يؤذي الأسرة ، فالمرأة أحد افراد الأسرة وان تم اختزالها في قالب جنسي يعني ذلك انهار الأسرة فالمرأة عمود البيت كما قال أجدادنا .

وتتابع: الانصياع خلف قولبة المرأة كسلعة في الاعلانات تقليد غربي ولو انساقنا في هذ الطريق المبتذل دون الالتفات إلى العادات والتقاليد سنفقد هويتنا المصرية وتلك الهوية هي التي تجعل لنا مكانة محفوظة بين الشعوب والدول ، وبناء عليه أتهم الاعلام بصفة عامة صانعي الاعلانات بصفة خاصة بمحاولة هدم الهوية المصرية، وبناء عليه يجب أن يكون للمجلس القومي للمرأة دور أكبر في الحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز وتحسين صورة المرأة في المجتمع، بصفته إحدى مؤسسات الدولة المعنية بشئون المرأة .

 

التعليقات