قصص النهايات الدموية لـ 10 رؤساء حكموا اليمن .. من قتل يقتل

تاريخ حافل بالانقلابات والتصفيات الدموية، شهدته دهاليز الرئاسة بجمهورية اليمن الشقيقة عبر عقود طويله، وربما فكرة تبادل وتداول السلطة عبر انتخابات رئاسية هناك أصبح من المستحيلات الأربعة، اغتيال الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح اليوم الإثنين، على أيدى المليشيات الحوثية، بالتوازى مع تفجير عنيف استهدف منزله في صنعاء.

وخلال هذا التقرير نقوم بعرض محطات الدم التى طالما لطخت كرسي الرئاسة، وشهدت حوادث قتل وتصفيه وحرق، كان ضحيتها الآلاف من اليمنين وحكام اليمن شماله وجنوبه، كأن اللعنة تطارد حكام البلد الذى كان سعيدا قبل أن تأخذه الخلافات السياسية فى خندق التقاتل والتناحر  .

قحطان محمد الشعبي

اول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال (1967 – 1969)

- من مواليد 1920 في محافظة لحج. حصل على الشهادة العليا من السودان، وعمل في وزارة الزراعة واصبح مديراً لإدارة الأراضي في 1955.

- عمل مستشاراً لشؤون الجنوب اليمني لدى اول رئيس للجمهورية في الشمال المشير عبدالله السلال في (1962-1963).

- في 30 نوفمبر 1967 أعلنت الجبهة القومية تأسيس جمهورية اليمن الجنوبي، ونصبت قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية لمدة سنتين.

- حاول خصومه الاطاحة به أكثر من مرة، كان آخرها عام 1969م، عندما دعا اليساريون في الجبهة إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة العليا والتي حضرها الشعبي وتفاجأ في الاجتماع بفصله من الجبهة بموافقة حلفائه الأقوياء كوزير الدفاع.

- أعلنت القيادة العليا للجبهة في اليوم التالي للاجتماع انها اعتقلت قحطان الشعبي.

وبقي قيد الاقامة الجبرية إلى أن توفي في منزله عام 1981.

 

سالم ربيع علي (سالمين)

ثاني رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1969 - 1978)

- من مواليد 1935 قرية الدرجاج محافظة أبين، لأب من صيادي الأسماك.

- بعد الاطاحة بقحطان الشعبي من قبل يسار الجبهة القومية تولى سالمين رئاسة الجمهورية في 22 يونيو 1969، باتفاق قيادة الجبهة القومية على أن يكون الحكم جماعياً.

- قاد انتفاضة شعبية ضد مشائخ وأعيان متحفظين على النظام، وأصبح يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف الفقراء والمعدمين، بعد تمليكهم منازل من أراض مؤممة.

- عام 1977 بدت ملامح تيارين متصارعين في السلطة، وبدت الاصوات المعارضة لسالمين ترتفع إزاء سياسته الخارجية على هيئة تيار تزعمه عبدالفتاح اسماعيل.

- تعاون سالمين مع الحمدي من أجل قطع خطوات وحدوية أبرزها اتفاق قعطبة مطلع 1977.

- مثل اغتيال الحمدي في 11 أكتوبر 1977 ضربة قوية لسالمين الذي أصر على حضور جنازة الحمدي برغم تحذيرات دولية له.

- اعتُبر مقتل الرئيس احمد الغشمي في 22 يونيو 1978 بصنعاء كحادث مدبَّر من قبل سالمين الذي اشيع أنه أقسم على الانتقام للحمدي، واستغل خصوم سالمين في الجبهة القومية هذه الحادثة للإطاحة به، فتم اعتقاله وتصفيته جسدياً في 24 يونيو.

 

عبدالفتاح اسماعيل

ثالث رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1978 - 1980):

- من مواليد 1939 في مدينة عدن، لأبوين من فلاحي الشمال (الحجرية).

- جاء إلى الرئاسة في 24 يونيو 1978 بعد أن تمكن ورفاقه من الاطاحة بسالمين.

- أمسك بزمام السلطة من خلال توليه أهم المناصب في وقت واحد (رئيس مجلس الشعب الأعلى، وأمين عام الحزب).

- أعلن ولادة الحزب الاشتراكي اليمني في اكتوبر 1978م وتولى الامانة العامة واصبح الحزب محوراً لكل السلطات في البلاد.

- عرض عليه رئيس الوزراء (علي ناصر محمد) أن يقدم استقالته بعد اصطدام مؤسس الحزب الاشتراكي بمراكز النفوذ العسكري والمناطقي، مقابل تأمين حياته والخروج بسلام من البلاد.

- قدم استقالته في النصف الأول عام 1980 وخرج من السلطة وسط حفل اقيم لتوديعه ومنح منصب رئيس الحزب الاشتراكي وهو موقع فخري لم تنص عليه اللائحة الداخلية للحزب.

- غادر إلى موسكو في 1980، وتوفي في 13 يناير 1986م، ونجى من محاولة تصفيته في اجتماع المكتب السياسي الشهير، ويعتقد أنه قتل فور مغادرته لمقر اجتماع المكتب السياسي للحزب في عدن

 

علي ناصر محمد

رابع رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال (1980-1986)

- من مواليد 1939 في منطقة دثينة بأبين.

- في اغسطس 1971، أصبح رئيساً للوزراء وعضواً في المجلس الرئاسي.

- في اكتوبر 1980 عقدت الجبهة القومية مؤتمراً استثنائياً وقررت تنحية عبدالفتاح اسماعيل، وتعيين علي ناصر محمد رئيساً لمجلس الشعب الأعلى، وأميناً عاماً للحزب ورئيساً للوزراء.

- نشب صراع بين علي ناصر ومعارضيه، آخذ أبعاداً مناطقية، وأدى إلى أحداث 13 يناير، فغادر بعدها إلى الشمال، وبعد قيام الوحدة اليمنية سافر إلى دمشق، ثم سافر إلى مصر واستقر فيها حتى الآن .

 

علي سالم البيض

خامس رئيس لليمن الجنوبي (1986-1990)

- من مواليد 1939 في قرية معبد مديرية الريدة بمحافظة حضرموت، والتي تلقى تعليمه في مدارسها.

- أول وزير دفاع بعد استقلال الجنوب.

- تولى مقاليد الحكم بعد احداث 13 يناير 1986.

- في 1994م اعلن انفصال جنوب اليمن عن دولة الوحدة بعد اندلاع حرب بين قوات الشمال والجنوب.

في 7/7/1994، غادر البيض إلى سلطنة عمان التي منحته اللجوء السياسي، بعد انتصار معسكرات الشمال على الجنوب وسيطرت القوات الموالية لعلي عبدالله صالح على كافة مناطق الجنوب.

 

المشير عبدالله السلال

أول رئيس لليمن الشمالي بعد قيام الثورة (1962-1967)

- من مواليد 1917 في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء.

- تولى إدارة المدارس والكليات الحربية التي افتتحت عام 1958 التي كان لها الدور الأكبر في إعداد وتدريب الضباط الشباب الذين دبروا فيما بعد ثورة عسكرية ضد نظام الحكم الإمامي.

- قبل قيام الثورة بيوم واحد في 25 سبتمبر 1962، وفي اجتماع لتنظيم الضباط الشباب والتجمع الوطني، تقرر أن يكون المشير عبدالله السلال رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للجمهورية، وتم إبلاغه بذلك وأبدى استعداده واصبح في صبيحة 26 سبتمبر أول رئيس لليمن الشمالي.

- في5 نوفمبر 1967، خرج من الحكم عبر انقلاب عسكري تم تدميره أثناء تواجده في العراق في جولة خارجية اعتبرت مرتبة لتجنب وقوع صدام مع الانقلابيين.

- توفي في صنعاء عام 1994 بعد أن أمضى 15 عاماً في القاهرة وكان عاد إلى اليمن عام 1982.

 

عبدالرحمن الارياني

ثاني رئيس لليمن في الفترة (1967 – 1974)

- من مواليد 1910، في قرية حصن إريان في محافظة إب.

- تولى رئاسة الجمهورية، وكان حينها في الستين من عمره، في 5 نوفمبر 1967 بإجماع الفئات السياسية والاجتماعية التي اطاحت بالسلال.

- استطاع الارياني بعد أسابيع من ترؤسه أن يتزعم المقاومة الجمهورية.

- قدم استقالته في 13 يناير 1974 إلى العقيد ابراهيم الحمدي الذي كان حينها نائب القائد العام للقوات المسلحة.

قام الحمدي بتوديعه في مطار تعز حيث توجه إلى دمشق التي استقر فيها إلى أن توفي في 14 مارس 1998.

 

ابراهيم الحمدي

ثالث رئيس لليمن الشمالي (1974 - 1977)

- من مواليد (1942) في مديرية ماوية محافظة تعز، حيث كان والده القاضي محمد يتولى الشرع فيها، وهو ينتمي إلى مدينة ثلا.

- عقب تسلمه استقالة القاضي الارياني والشيخ عبدالله الاحمر، 13 يناير 1974 ترأس مجلس قيادة تشكل من ضباط الجيش لحكم البلاد من ضباط الجيش.

- في اكتوبر 1977، اغتيل ابراهيم الحمدي وشقيقه في ظروف غامضة اثناء تلبيته لدعوة غداء في منزل الغشمي رئيس هيئة أركان الجيش، وذلك عشية سفره إلى الجنوب لتوقيع اتفاقية بشأن الوحدة اليمنية، وشكلت لجنة تحقيق رسمية للوقوف على ملابسات الحادث.

 

احمد حسين الغشمي

رابع رئيس للجمهورية العربية اليمنية (1977 – 1978)

- من مواليد 1941 في ضلاع همدان إحدى ضواحي صنعاء.

- بدأت رئاسة الغشمي ثاني يوم اغتيال الحمدي في 11/10/1977م. وفي بداية حكمه حافظ على المعالم الرئيسة لعهد الحمدي.

- في فبراير 1978م أصدر إعلاناً دستورياً بتشكيل «مجلس الشعب التأسيسي» كبديل عن انتخابات مجلس الشورى، وقام بتعيين اعضائه.

وبسبب ذلك اصطدم مع مشائخ اليمن وتحديداً عبدالله بن حسين الاحمر الذي رأى في الغشمي خروجاً على الاتفاق الذي التزم به الحمدي وكذا الغشمي في بداية عهده باجراء انتخابات لمجلس شورى جديد.

- في 22 يونيو 1978 اغتيل الغشمي في مكتبه بواسطة عبوة متفجرة كانت موضوعة في حقيبة مبعوث شخصي من «سالمين» رئيس الجنوب.

- مساء 24 يونيو صدر بيان في صنعاء حمل سالمين مسؤولية قتل الغشمي.

عبد الكريم عبد الله العرشي 24 يونيو إلى 18 يوليو من عام 1978

رئيس الجمهورية العربية اليمنية لفترة قصيرة، من 24 يونيو إلى 18 يوليو من عام 1978، بعد ثورة عام 1962 كان له دور بعض العمليات العسكرية للدفاع عن الثورة.

وقد عين رئيساً بعدما اغتيل الرئيس أحمد حسين الغشمي في يونيو عام 1978. ولم يستبدل العرشي رئيس وزراء بلاده عبد العزيز عبد الغني أثناء توليه الحكم. بعد ذلك أصبح نائباً للرئيس، وخاف هذا الأخير من أن يصبح مصيره مثل مصير الرؤساء الآخرين وتنحى عن الرئاسة، وتوفي في 10 يونيو عام 2006.

علي عبدالله صالح

يمكن القول إن علي عبد الله صالح، شخصية استثنائية في اليمن، وربما على مستوى العالم العربي، فقد تمكن من قيادة بلدة رئيسا منذ عام 1978، وبقي طرفا فاعلا حتى بعد تنحيه عام 2012.

دخل صالح التاريخ سادس رئيس للجمهورية العربية اليمنية، اليمن الشمالي سابقا، عقب مقتل الرئيس أحمد الغشمي، وأسس علي في عام  1982 حزب المؤتمر الشعبيّ العام الذي ظل يتزعمه حتى آخر لحظة من مشواره الطويل في السلطة وفي الصراع حولها لاحقا.

ولد صالح في 21 مارس/آذار 1942 في قرية بيت الأحمر في منطقة سحنان باليمن لعائلة فقيرة تنتمي إلى قبيلة سحنان، وما أن بلغ السادسة عشر من عمره حتى التحق بجيش الإمامة، ثم دخل مدرسة الضباط بعد عامين، والتحق بالقوات  الجمهورية خلال ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962.

على عبد الله صالح أصبح يحمل رتبة ملازم ثان عام 1963، وفي العام التالي التحق بمدرسة المدفعية، وأصبح عام 1975 قائدا للواء تعز.

من سخريات القدر أن صالح، رئيس اليمن كان قد قام بست حملات عسكرية ضد الحوثيين في صعدة بين عامي 2004 – 2010، إلا أن خروجه من السلطة الرسمية عام 2012، مهد الطريق  ليصبح الحوثي، العدو اللدود القديم، صديقا وحليفا جديدا له في معركة ضروس ضد ما يمكن وصفه بتوابع زلزال الربيع العربي الذي أطاح به.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين هذين الحليفين – النقيضين اتسمت  بالتوتر منذ إبرام التحالف عام 2014، إلا أن انفجار الأزمة الأخيرة بينهما في قتال شامل عنيف، كان مفاجأة بشكل ما خاصة أن الرئيس السابق كان قد كال للحوثيين المديح منذ أيام مرطبا الأجواء معهم، فيما هاجم بشدة السعودية وكشف عن رسالة من الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز كان بعث بها إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون عام 1966.

 

التعليقات