مسودة البيان الختامي لقمة العشرين.. خلافات مع واشنطن بسبب "إتفاقية المناخ"

بعد إزاحة الستار عن مسودة البيان الختامي لقمة العشرين التي تنعقد في هامبورج بألمانيا غدا الجمعة وبعد غد السبت، فأن هناك خلافات عديدة بين الدول مع أمريكا بسبب إتفاقية باريس للمناخ.
 
وتتضمن المسودة التي تم الكشف عنها خلال الساعات الماضية، الإشارة إلى الخلاف بين الولايات المتحدة وبقية دول المجموعة حول اتفاقية باريس للمناخ، حيث سيورد البيان اعتزام بقية دول المجموعة التنفيذ " العاجل" للاتفاقية التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج بلاده منها.
 
وفي حال نص البيان الختامي بالفعل على الخلاف في بين الولايات المتحدة وبقية دول المجموعة، ستكون هذه بمثابة خطوة غير معتادة بالنسبة للبيانات الصادرة عن القمم السابقة للمجموعة.
 
وفي ردها على سؤال حول ضرورة التوصل لحل توافقي حتى لا تحدث في القمة مواجهة 19 مقابل 1، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل:" لا يمكنني أن أقول ذلك اليوم، فنحن في مفاوضات بشكل دائم، وثمة خيارات مختلفة يمكن مناقشتها".
 
وأضافت ميركل أن الشيء الواضح الوحيد هو أن الولايات المتحدة خرجت من اتفاقية باريس للمناخ، بينما الكثير من المشاركين في القمة لا يزالون يؤيدون هذه الاتفاقية.
 
من جانبها، حذرت جماعات معنية بالحفاظ على البيئة، من التخفيف من حماية المناخ، ووجهت انتقادات حادة إلى الصياغة، حيث قال توبياس مونشماير، خبير حماية المناخ في منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) إن هذه الصيغة " تتعارض مع اتفاقية باريس التي تنص على التزامات وطنية قوية في حماية المناخ، ومثل هذه الصياغة ستكون بمثابة ترخيص بعدم فعل شيء".
 
ورأى مونشماير أن اعتزام المشاركين في قمة العشرين التأكيد على الأهداف المتفق عليها " ستروج له المستشارة الألمانية على أنه نجاح".
 
ويطالب حماة المناخ بإشارة قوية من القمة حيال تنفيذ اتفاقية المناخ، مشيرين إلى أن هناك الكثير من الالتزامات الكثيرة للدول من أجل تحقيق هدف الاتفاقية الخاص بالإبقاء على متوسط ارتفاع درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين.
 
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد المناخ الألماني، الباحث الألماني الباكستاني الأصل مجيب لطيف، مخاطبا المشاركين في قمة العشرين:" مستقبل الكوكب في أيديكم، ولا يمكننا أن نضيع المزيد من الوقت".
ووصف هدف الدرجتين المئويتين بأنه حل توافقي سياسي " ولا أدري ما إذا كانت الطبيعة ستشارك في هذا الحل".
 
ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت ستظل مسودة البيان الختامي بهذا الشكل، إذ أن الصين ترفض أن يصدر البيان بدون الولايات المتحدة، وقال نائب وزير المالية الصيني مهو جوانجياو إنه " لا ينبغي استبعاد أحد"، مشيرا إلى أن من الممكن للمحادثات أن تتضمن انتقادات لكن البيان يجب أن يتحمله الجميع.
 
ووفقا للمسودة، فإن دول المجموعة (عدا الولايات المتحدة)، عازمة على أن يتضمن البيان الختامي للقمة إشارة بشأن " تنفيذ عاجل" لاتفاقية باريس للمناخ " التي لا رجعة فيها".
 
كما أن من المنتظر، حسب المسودة، أن ينص البيان الختامي على أن الدول الأخرى في المجموعة قد " أحيطت علما" بتراجع الولايات المتحدة عن الاتفاقية.
 
في الوقت نفسه، نصت المسودة على أن "الولايات المتحدة أكدت التزامها القوي باتباع نهج عالمي يقلص غازات الاحتباس الحراري، ويدعم النمو الاقتصادي ويفي بحاجات أمن الطاقة".
التعليقات