جدل حول فتوى المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان

أثار البعض جدلا حول فتوى منسوبة لدار الإفتاء حول موقف الشرع من المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان، حيث رأى البعض أنها موجهة لغير المسلمين، فى حين أكد عدد من علماء الأزهر الشريف أن المقصود بالفتوى المسلمين الذين يجاهرون بالإفطار فى نهار رمضان وغير موجهة مطلقا للمسيحيين، لأنهم لم يكونوا صائمين فى نهار رمضان أصلا حتى يجاهروا بالإفطار.
 
وذكرت دار الإفتاء فى نص الفتوى أنه «لا يجوز لمسلم يؤمن بالله وبرسوله واليوم الآخر، أن يفطر فى نهار رمضان جهراً لغير عذر أمام أعين الناس ومشهد منهم، وأن الذى يفعل ذلك مستهتر وعابث بشعيرة عامة من شعائر المسلمين».
 
وأشارت الفتوى إلى أنه «على المسلم إذا ابتلى بمرض أن يتوارى حتى لا يكون ذنبه ذنبين وجريمته جريمتين، وإذا كان غير المسلمين يجاملون المسلمين فى نهار رمضان ولا يؤذون مشاعرهم- بعدم الأكل أو الشرب فى العلن- فأولى بالمسلم المفطر أن يكون على نفس المستوى من مراعاة شعور الأغلبية الساحقة فى الشوارع والمواصلات ومكاتب العمل والأماكن العامة».
 
ومن جانبه وصف نجيب جبرائيل، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان الفتوى بأنها «غريبة من نوعها تلك التى تتضمن أن المجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان ليست من الحرية الشخصية وأنها اعتداء على قدسية الإسلام».
 
بينما قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الفتوى لم تتطرق مطلقا، سواء من قريب أو بعيد للإخوة المسيحيين وأنها موجهة فقط للمسلمين الذين يجاهرون بالإفطار فى نهار رمضان، لأن الإخوة المسيحيين ليسوا صائمين أصلا فى نهار رمضان حتى يجاهروا بالإفطار.
 
وأضاف أن المعترضين والباحثين عن المشاكل كتبوا أن هذه الفتوى يُقصد بها غير المسلمين (الأقباط) وأنها لم تراع المدنية، وأخذوا فى التعليل والنفخ فى الكير بدون وعى، وبتخبط لا يُحسدون عليه، والحقيقة أن اللعب بهذه الورقة كلما ظهرت فتوى رسمية، صار فضيحة لهؤلاء، فالإخوة الأقباط هم أول من يراعى المشاعر، ولم نر مسيحيا مصريا يجاهر قصدا بالإفطار أمام إخوانه فى الوطن، وإنما من يفعلون ذلك هم أغلبهم من غير الفاهمين لدينهم من المسلمين، والفتوى موجهة لهم لنصحهم لا لغيرهم.
 
وتابع: «إخواننا المسيحيون يراعون مشاعر إخوانهم جيدا عبر الزمان، وإن كان من حقهم أن يفعلوا ما يريدون ويفطروا، لكنهم حكماء فيما يقومون به، ولو فعلوا ما لامهم مسلم واحد، لأن عقيدتنا لا تُلزم غيرنا بما نتعبد به، بل منهم من يُقدم موائد إفطار على طريق السفر، ويوقف السيارات إجبارا لتقديم الإفطار إلى إخوانهم الصائمين من المسلمين، وهذا واقع ملموس (وما شهدنا إلا بما علمنا) فورقة اللعب باسم الأقباط، ورقة ساقطة، ولا يليق استخدامها كل عشية وضحاها، ولقد حاول البعض من خارج بلادنا اللعب بها فلم يُفلحوا، وبقيت وحدتنا الوطنية سدا منيعا أمام من يحاول إسقاط البلاد فى الفتن، والطائفية».
 
وشدد على أبوالحسن، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، على أن الفتوى موجهة للمسلمين فقط ولا علاقة لها مطلقا بالإخوة المسيحيين من قريب أو بعيد وإنما تتحدث فقط عن المسلمين الذين يجاهرون بالإفطار فى نهار رمضان.
 
 
التعليقات