الكرة العربية تفشل بامتياز في مونديال روسيا.. والمغرب الاستثناء الوحيد

بعد الخسارة المذلة للمنتخب التونسي على يد نظيره البلجيكي يوم السبت (5-2) في ثاني جولات المجموعة السابعة بمونديال روسيا، اكتمل مسلسل الفشل الذريع للمنتخبات العربية بعد خروج كل من السعودية ومصر والمغرب، قبل الجولة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات.
 
وعلى الرغم من الرقم القياسي الذي سجله مونديال روسيا على مدار تاريخ هذا المحفل الكروي بتواجد أكبر عدد من المنتخبات العربية في نسخة واحدة، إلا أنها فشلت في استغلال هذا الرقم الإيجابي وخرجت الواحدة تلو الأخرى وبشكل مخز، باستثناء المنتخب المغربي الذي قدم أداء مشرفا وكان قريبا للغاية من البقاء ضمن حسابات التأهل قبل الجولة الأخيرة.
 
فبعد سقوط أول مدو في افتتاح البطولة على يد أصحاب الأرض، منتخب روسيا، بخماسية نظيفة، استطاع "الصقور الخضر" أن يحسنوا الصورة الباهتة التي ظهروا بها في المباراة الأولى ولكنهم خسروا مجددا بهدف أمام أوروجواي ليتأكد خروجهم من البطولة.
 
ولم يكن المنتخب المصري أفضل حالا، فبعد انتظار دام 28 عاما لرؤية العلم المصري يرفرف في المحفل الكروي الأكبر في العالم، خيم الحزن على الجماهير المصرية بخسارة أولى قاتلة أمام "السيليستي" بهدف نظيف، وبأداء جعل كثيرين يظنون إلى حد بعيد أن منتخبهم سيكون قادرا على اصطياد "الدب" الروسي في ثاني مبارياته والمنافسة بقوة على بطاقة التأهل لثمن النهائي، لاسيما مع تأكد أنباء عودة نجمه الأول محمد صلاح للمشاركة في اللقاء.
 
إلا أن حلم هذه الجماهير سرعان ما تحول لكابوس بعدما شاهدت لاعبيها يسقطون بثلاثية مقابل هدف، سجله صلاح من ركلة جزاء، ليضيع حلم تحقيق الفوز الأول لـ"الفراعنة" في المونديال ويقطعوا تذكرة العودة سريعا.
 
أما ثالث الفرسان العرب، المنتخب المغربي، فكان الوحيد من بين أقرانه الذي قدم مستوى مشرفا وسط مجموعة صعبة للغاية تضم بطل العالم قبل 8 سنوات، إسبانيا، وحامل لقب بطولة أوروبا، البرتغال، دون نسيان المنتخب الإيراني "العنيد" تحت قيادة المدرب المخضرم البرتغالي كارلوس كيروش.
 
وفي أولى مواجهات كتيبة الفرنسي هيرفي رينار أمام إيران، كان "أسوط الأطلس" هم الطرف الأفضل في اللقاء وهددوا مرمى "أسود فارس" في أكثر من مناسبة، حتى أطلت عليهم كرة القدم بوجهها القاسي وتحرمهم من حصد نقطة "مستحقة" على الأقل، بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة وبمساعدة النيران الصديقة برأسية عزيز بوهدوز.
 
وفي المباراة الثانية، لم يرهب المنتخب البرتغالي، بقيادة النجم كريستيانو رونالدو، لاعبي المغرب، وعلى الرغم من تأخرهم بهدف مبكر برأس صاحب الكرة الذهبية (5 مرات)، إلا أنهم أظهروا شخصية كبيرة وتوازنا نفسيا ليعودوا سريعا لأجواء المباراة بل ويهددوا مرمى روي باتريسيو في أكثر من مناسبة كانت كفيلة بقلب مجرى اللقاء تماما لصالحهم.
 
وعلى الرغم من هذا الأداء القوي، إلا أنه يعاب على لاعبي المغرب الرعونة في اللمسة الأخيرة التي كلفتهم الخروج المبكر من المونديال.
 
وفيما يتعلق بالعضو الرابع في مربع العرب، تونس، فلم يكن القدر رحيما بها عندما أوقعها في مجموعة قوية ضمت منتخبي إنجلترا وبلجيكا، المرشحين للمنافسة على اللقب، بالإضافة لبنما.
 
وعلى الرغم من الأداء القوي الذي ظهر به "نسور قرطاج" خلال المباريات الودية وعدم الخسارة على مدار أكثر من عام، باستثناء، مباراة إسبانيا الودية قبل أيام من انطلاق البطولة، إلا أن الصورة اختلفت تماما عند بدء مشوار المونديال.
 
فبعد خسارة أولى درامية بهدف مقابل اثنين على يد "الأسود الثلاثة" بفضل المهاجم المتألق هاري كين وبأخطاء قاتلة من الدفاع، كانت خيبة الأمل هي العنوان الأبرز لمواجهة "الشياطين الحمر" بلجيكا.
 
ولم يكن رفاق النجم إيدين هازارد رحماء بالمنتخب التونسي ودكوا شباكه بخمسة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت استمرارا لمسلسل الأخطاء الدفاعية الكارثية التونسية التي لم تكلفه فقط فقدان الأمل في التأهل للدور التالي، ولكن أيضا الخسارة بنتيجة ثقيلة بعد أداء باهت للغاية.
 
وقبل خوض هذه المنتخبات لمبارياتها الأخيرة في روسيا، تبدو المحصلة النهائية لها كارثية بثمان هزائم وأربعة أهداف فقط مسجلة، 3 لتونس وهدف لمصر، مقابل 19 هدفا سكنت شباكها.
 
وسيبحث المربع العربي في الجولة الأخيرة عن فوز يحفظ به ماء الوجه قبل مغادرة الأراضي الروسية، حيث سيلتقي المنتخبان المصري والسعودي في "دربي" عربي يوم الاثنين على ملعب (فولجوجراد أرينا)، بينما سيدخل المغرب اختبارا صعبا أمام إسبانيا على ملعب (كالينينجراد)، أما تونس فستكون في نزهة، نظريا، أمام بنما يوم الخميس على ملعب (موردوفيا أرينا) لاقتناص فوز معنوي تمحي به مرارة الهزيمة المهينة أمام بلجيكا.
 
وعلى الرغم من اختلاف آمال وطموحات كل منتخب قبل خوض غمار البطولة، إلا أن القاسم المشترك بينهم بعد نهاية المشوار هو كلمة واحدة وهي "خيبة الأمل". 
التعليقات