جنازة تاريخية لأخر أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو" تفاصيل الأيام الأخيرة لـ خالد محيى الدين"

شهد مستشفى المعادي العسكري قبل ساعات رحيل أخر اعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 خالد محيي الدين، عن عمر يناهز 96 عامًا.

وتبحث أجهزة عليا في الدولة تجهيز جنازة رسمية لأخر رموز الضباط الأحرار،  والذي كان له دورًا مشهودًا في القيام بثورة 1952 مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورفاقه الأحرار.

وتوفي خالد محيي الدين بعد انهيار صحته في الشهور الأخيرة وإثر متاعب شديدة في جهازه التنفسي، حيث أصيب بنزلة شعبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى المعادي العسكري وهو في حالة خطيرة.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي،أوفد أمس  السبت، عبدالعزيز الشريف، أمين رئاسة الجمهورية إلى مستشفى المعادي العسكري؛ للاطمئنان على صحة خالد محيي الدين.

وفور علمها برحيل المناضل الديمقراطي، نعت رئاسة الجمهورية في بيان رسمي، ببالغ الحُزن والأسي السياسي الكبير الأستاذ "خالد محي الدين" الذي وافته المنية اليوم، وتتقدم رئاسة الجمهورية لأسرته وذويه بخالص التعازي والمواساة.
وقالت في البيان "لقد كان الفقيد على مدار مسيرته السياسية الممتدة رمزاً من رموز العمل السياسي الوطني، وكانت له إسهامات قيمة على مدار تاريخه السياسي منذ مشاركته في ثورة يوليو 1952، وكذلك من خلال تأسيسه لحزب التجمع الذي أثري الحياة الحزبية والبرلمانية المصرية.
وتؤكد رئاسة الجمهورية أن مصر ستبقى ممتنة لإسهامات الفقيد الوطنية وسيرته الخالدة، والتي ستظل محفورة في تاريخ الوطن بحروف من نور لتحتفظ بمكانتها في ذاكرة العمل السياسي المصري بكل تقدير واحترام من الجميع.

ولد خالد محيي الدين في كفر شكر في محافظة القليوبية عام 1922. تخرج من الكلية الحربية عام 1940، وبعد أربع سنوات فقط من تخرجه انضم محيى الدين لصفوف الضباط الأحرار، بل إنه كان من أبرز 6 شخصيات فى التنظيم من بداياته، وفى عام 1951 حصل على بكالوريوس التجارة، وفى عام 1952، أى خلال قيام الثورة ومشاركته فى صنعها كان برتبة صاغ (رائد).

ويعتبر خالد محيي الدين أحد الأعضاء اليساريين في تنظيم الضباط الأحرار،  ومؤسس حزب التجمع اليساري الذي جمع الناصريين والقوى الإشتراكية في حزب واحد  بعد إعلان السادات عودة الاحزاب عام 1977.

وقد يكون التاريخ الأسوأ بالنسبة له هو عام 1954 حين دعا رفاقه من الضباط فى مارس إلى العودة إلى ثكناتهم العسكرية لإفساح المجال أمام إرساء قواعد حكم ديمقراطى، فنشب الخلاف بينه وبين جمال عبد الناصر ومعظم أعضاء المجلس، وفى العام ذاته سافر إلى سويسرا، عقب احتدام الخلاف بينه وبين عبدالناصر الذى كان يطلق عليه اسم «الصاغ الأحمر» نتيجة لميوله اليسارية، لمدة عامين، وعاد ليشارك فى انتخابات «مجلس الأمة» عن دائرته بكفر شكر فى عام 1957 وفاز فيها.

تولى خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح ، وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970.

ونشر خالد محيي الدين مذكراته في كتاب بعنوان "الآن أتكلم"، وهو عبارة عن مذكرات حول حدث تاريخى هو ثورة يوليو، وينقسم الكتاب إلى 25 فصلا منها البدايات، عبد الناصر والإخوان، والخلاف على الزعامة، وغيرها من الفصول والأحداث، بالاضافة الى الكثير والجديربالمعرفة من أحداث متعلقة بتنظيم الضباط الأحرار، وليلة 23 يوليو، وجلسات مجلس قيادة الثورة، وكل ما هو ضرورى لتنشيط الذاكرة عندما يحين وقت تدوين المذكرات، ومن مؤلفاته ايضا الدين والاشتراكية.

وجاءت مذكرات خالد محيى الدين بعد ٤٠ عامًا من قيام الثورة، بصياغة الأستاذ الدكتور رفعت السعيد وتضمنت قدرًا كبيرًا من الأسرار، مثل: لماذا عارض عبدالناصر التقيد ببرنامج التنظيم، حقيقة العلاقة مع أمريكا، علاقة عبدالناصر وخالد محيى الدين بالإخوان وبالشيوعيين، وصلة السادات بالسفارة البريطانية.

فى السبعينات أسس خالد محيي الدين منبر اليسار بعد أن أعلن الرئيس السادات عن تأسيس المنابر السياسية، الوسط واليمين واليسار، قبل ان تتحول الى أحزاب سياسية ليؤسس محيي الدين حزب التجمع الوحدوى الديمقراطى 76 ويستمر به رئيس للحزب عام كان عضوا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الاخوان. واعتزل الحياه السياسية بعد اصابته بالمرض.

التعليقات