الدمرداش ومسرة والمظلات وكوتسيكا.. أسماء خلدتها "محطات المترو"

وراء كل إسم حكاية تفسر وتشرح سبب تسمية محطات مترو الأنفاق المختلفة، فلم يكن الأمر من قبيل الصدفة، حيث يقع وراء كل إسم معنى ورواية تنساها الأجيال، فم يحفظون عن ظهر قلب أسماء وترتيب المحطات، لكن الكثيرين  لا يعلمون أن وراء تلك الأسماء قصص وحكايات تاريخية، بعضها لشخصيات ورموز في التاريخ المصري التي سميت على أسمائهم.

ونستعرض في هذا السياق، ما وراء أسماء محطات المترو، وحكاية كل محطة.

الخط الأول «حلون-المرج»

البداية من الخط الأول «حلوان-المرج»، وتحديدًا من محطة حلوان، حيث تقع في منطقة لها أصل تاريخي، فهي مدينة فرعونية ترجع بدايتها إلى أكثر من 7 آلاف عام.
 
وعن التسمية «حلوان»، فتعددت أسبابها، فيقول البعض إنها كانت تُسمى في الماضي «عين آن»، بينما هناك رأىٌ آخر يؤكد أن «حلوان» هى نسبة إلى مدينة «حلوان» بالعراق، وهو اللقب الذي أطلقه عليها، الملك عبد العزيز بن مراون، لأنه وجد فيها أجواء تُشبه المدينة العراقية من صحراء وهدوء.

وقد تم افتتاح محطة مترو حلوان في عام 1987.

 

وادي حوف

وسميت محطة المترو بذلك الاسم نسبة إلى مدينة وادي حوف بحلوان، وتم تسميتها بذلك نظرا للانخفاض النسبي لها عن المدن المحيطة بها.

الجامعة وحدائق حلوان

تم تسمية محطة مترو جامعة حلوان نسبة للجامعة وتم افتتاحها عام 2002 للتسهيل على الطلاب والعاملين بالجامعة في الوصول إليها، فيما تم تم افتتاح محطة مترو حدائق حلوان في عام 1997، وسميت بذلك الاسم نسبة إلى ضاحية حدائق حلوان التي أنشأت في أربعينات القرن الماضي في العهد الملكي وهى ملك لشخص كان يعمل في البلاط الملكي وكان مسئولا عن علبة الدخان الخاصة بالملك وكان يطلق عليها (توتونجي) وأراد الملك أن يمنحه قطعة أرض فأهداه حدائق حلوان والذي عهد بالأرض لشركة سويسرية أو فرنسية لتقوم بتقسيمها وبالفعل تم تقسيمها إلى مربعات كبيرة تطل على أربعة شوارع ، وكل مربع مقسم لأربع قطع للبناء، وكل قطعة كان يبنى فيه بناء لا يزيد على ثلاثة أدوار ويلحق به حديقة.

المعصرة

تم تسمية محطة المترو التي افتتحت في عام 1992 نسبه للمكان، وتعد المعصرة قرية قديمة أسمها شهران وهى تقع جنوب طرا البلد، وكانت عامرة بالسكان على الشاطئ الشرقي لنهر النيل، ولا يزال بها ديرا شهير وهو معروف باسم دير العريان على شاطئ النيل، اشتهرت بنوع من الحجارة يسمى المعصراوي، ولذلك سميت بهذا الاسم.

كوتسيكا

 
تم افتتاحها في عام 1993 ويطلق عليها اسم «كوتسيكا» أو كوزيكا، نسبة إلى «تيوخاري كوزيكا» أغنى أغنياء الجالية اليونانية التي امتد وجودها التاريخي في مصر منذ القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
 
ويعتبر «كوتسيكا» أول شخص يدخل صناعة الكحول والسبرتو إلى مصر عام 1893، وأنشأ مصنع الكحول في منطقة طرة القريبة من محطة المترو.

ثكنات المعادي

تم افتتاح محطة المترو في عام 1992، أما حكاية تسمية «ثكنات المعادي» فترجع إلى أيام الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي رأى أن الإنجليز في مصر كانوا يستغلون قصور والده الخديوي إسماعيل بشكل سيىء فاسترجع منهم «قصر الجزيرة»، وكذلك قصر هضبة الأهرام، وأمر بإجلاء الجالية الإنجليزية من منازل وسط القاهرة، وبناء منازل جديدة لهم على حساب الحكومة الانجليزية في منطقة المعادي.

وبعدها تم نقل الجنود الإنجليز من سراي الإسماعيلية إلى منطقة مجاورة لمنطقة المعدّية «المعادي»، وأصبحت المنطقة المجاورة محفوظة لثكنات الجيش الإنجليزي، فسُميت «ثكنات المعادي».

الدمرداش

نسبت إلى الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش، والذي أنشأ مستشفى الدمرداش وتبرع لها بمائة ألف جنيه للبناء والتجهيزات، وتم افتتاح المحطة في عام 2005.

 

المعادي

سميت نسبة إلى حي «المعادي» الذي خططه الضابط الكندي ألكسندر آدامز على الطراز البريطاني، فيما كانت مدينة صغيرة وهادئة، بعيدًا عن ازدحام المُدن المصرية التقليدية، وسُميت المعادي بهذا الاسم نظرًا لوجود «معدية»، لعبور النيل من ناحية إلى ناحية أخرى، وتم افتتاح محطة المترو في عام 1995.

عين شمس

وسميت بذلك نسبة إلى حي عين شمس الذي أسس منذ عهد الفراعنة القدماء، ومن المعروف أن حي عين شمس يحتوي على بقايا من هيليوبوليس أقدم مدينة أثرية في التاريخ الفرعوني، وتم افتتاح المحطة في عام 1989.

المرج

كانت أرض تلك المنطقة مُمهده لزراعة النخيل والنباتات، فسُميت المنطقة النائية على أطراف القاهرة، باسم «المرج»، وهى الأرض الواسعة المُمتلئة بالنباتات والأشجار، ومن ثم تحولت إلى حي سكني، وسميت اسم المحطة باسم الحي، وتم افتتاح المحطة في عام 1989.

الخط الثاني "شبرا الخيمة- المنيب"

 
أما الخط الثاني «شبرا الخيمة- المنيب»، فتعددت أسماء وحكايات محطاته، التي تبدأ من المنيب، والتي سميت بذلك الاسم نسبة إلى حي المنيب، وذلك على اسم أحد الأثرياء المشاهير الذي كان يعيش داخل قصر في تلك المنطقة.

ساقية مكي

ويعود تسميتها إلى الساقية التي كانت موجودة في تلك القرية، حيثُ قررَ أحد أعيان القرية أن يُنشأ هذه القرية لكّي يشرب منها الحجيج في طريقهم إلى مكة.

الجيزة

سميت محطة الجيزة بذلك نسبة إلى منطقة الجيزة التي تحتضن ملايين المواطنين.

جامعة القاهرة

نسبة إلى جامعة القاهرة، أكبر جامعة في مصر، والتي تستقبل طلابًا من كل محافظات مصر.

الأوبرا

 
تقع محطة المترو أسفل دار الأوبرا المصرية بمنطقة قصر النيل بوسط القاهرة وتمثل رسمة جدرانها عازفة فرعونية تمسك آلتها الوترية وتعزف عليها، ومحطة روض الفرج نسبة لقربها من الكثير من المراسي على كورنيش النيل، فتم رسم مراكب شراعية على جدرانها.

السادات

 
سميت باسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويطلق البعض عليها اسم «التحرير» نسبة إلى ميدان التحرير الذي كان يسمى بميدان الإسماعيلية نسبة إلى الخديوي إسماعيل، الذي أمر بتأسيسه ثم تحول الاسم إلى «التحرير» بعد ثورة 23 يوليو حيث قامت وزارة الإرشاد القومي في عهد الرئيس الأسبق محمد نجيب بتغيير اسم الميدان إلى ميدان التحرير.

محمد نجيب

تقع في منطقة عابدين، فلوحتها مصممة على شكل كتابة إسلامية مزخرفة محتواها «ما شاء الله» وذلك نسبة إلى وزارة الأوقاف المتواجدة فى تلك المنطقة، ويقال إن المحطة كانت تحمل اسم «محطة الأوقاف» وتم تغيير الاسم لتكريم الرئيس الأسبق محمد نجيب.

العتبة

 
سميت بذلك الاسم نسبة إلى ميدان العتبة الذي تعود قصة تسميته بذلك الاسم، إلى عهد الخديو عباس حلمي الأول، حيث كانت أرض ميدان العتبة منذ ما يقرب من 500 عام عبارة عن بركة يغذيها الماء.
 
وبعد دخول العثمانيين إلى مصر، بنى الوالي العثماني دار عند الحافة الشرقية للبركة عرفت باسم «العتبة الزرقاء» ثم هدمها الخديو عباس حلمي الأول وأطلق عليها العتبة الخضراء، لتشاؤمه من اللون الأزرق.

الشهداء

تم تغيير اسم المحطة نسبة إلى شهداء ثورة 25 يناير الذين قدموا أرواحهم هدية لتغيير نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وطالبوا بإنهاء الفساد، وكانت تسمى من قبل بمحطة «مبارك» فيما كان يطلق عليها العامة اسم «رمسيس» نسبة إلى ميدان رمسيس الذي كان يزينه تمثال الملك رمسيس الثاني، إلا أنه تم نقله للمتحف الكبير.

مسرة

 
تحمل اسمها هذا نسبة إلى طبيب أنف أذن وحنجرة شهير أطلق عليه «مسره»، حيث تم تصميم لوحة جدارية مرسوم عليها أذن وعين وشفاه، في إشارة إليه وإلى المنطقة التي حملت اسمه.

سانت تريزا

 
أما محطة سانت تريزا، فجاءت تسميتها نسبة إلى كنيسة سانت تريزا القابعة بالمنطقة وذلك للدلالة على تواجد الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
   

الخلفاوي

 
سميت على اسم منطقة الخلفاوي بشبرا، نسبة إلى الشيخ محمد الخلفاوي أحد أكبر أحد كبار علماء الأزهر الذين تصدوا للخديو توفيق أثناء الثورة العرابية.

المظلات

 
بينما جاءت تسمية منطقة «المظلات» من وحي أواخر أيام محمد علي باشا، حيثُ أصدر حاكم مصر أمره بتمهيد طريق متسع بين مصر وشبرا، فكانت البداية شارع شبراِ، وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر.
 
كمّا أمر محمد علي بغرس أشجار اللبخ والجميز بالتبادل على حافتي الطريق الذي أنشأه من «شبرا» إلي «قنطرة الليمون» بالقاهرة حتى صار طريقًا مظلاً والمنتزه الجميل لأهل القاهرة تحت اسم منطقة «المظلات»، بينما استمر طريق شبرا على جماله البديع إلى أن افتُتحت قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل 1869.

كلية الزراعة

 
تم تسمية المحطة نسبة إلى كلية الزراعة التابعة لجامعة عين شمس، وتتواجد في منطقة شبرا الخيمة.

شبرا الخيمة

 
سميت على اسم مدينة شبرا الخيمة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة، وهي  مدينة صناعية مصرية تتبع محافظة القليوبية، وتعتبر أكبر مدن المحافظة.
 
الخط الثالث
 
أما الخط الثالث فيشمل محطات المطار وعمر بن الخطاب ونادي الشمس والألف مسكن وهيوبوليس وهارون والأهرام وستاد القاهرة والمعرض والعباسية وإمبابة وغيرها، وسميت المحطات باسم المناطق التي تعلوها.
التعليقات