ثارت المكالمة التليفونية التي أذاعتها فضائية "إكسترا نيوز"، للإرهابي محمد عايش الهارب بإحدى الدول العديد من التساؤلات حول السر في استخدام تطبيق "التليجرام" في مكالمات الإرهابيين، وقال أحدهما للآخر "أخويا قالي ما تكلمنيش على التليفون تاني وتواصل معايا على التليجرام".

وجاء نص المكالمة: آلو إبراهيم معايا.. آه إزيك يا إبراهيم، أهلا يا عبده، بقولك اطمنت على أخوك، والله يا عبده ما كلمتوش معنديش طريقة أوصله، والتليجرام أول حاجة ما حملتوش وقولتله آخر مرة وهو معايا حملوه ونسينا، وبعد كده مشينا من غير ما أعمله، ومن ساعتها معرفتش أوصله، ولما اتصلت عليه، قالي ما ترنش عليا تاني وكلمني على التليجرام، وأنا لما أحتاجك هكلمك".

وكشف الدكتور طارق أبوهشيمة، المشرف على المؤشر العالمي للفتوى، عن السر الحقيقي وراء استخدام الجماعات الإرهابية تطبيق "التليجرام"، موضحا أن ذلك يرجع إلى امتلاك البرنامج خاصية التدمير الذاتي والخصوصية الشديدة في المراسلات، حتى أن بعض الدول طالبت الشركة الروسية بتسليمها "الداتا" الموجودة بين الأشخاص لكنها رفضت للمحافظة على المشتركين.

وقال أبوهشمية، إن التطبيق يعتبر الأكثر أمنًا في برامج التواصل الموجودة حاليا على مستوى العالم، ويمنع التتبع الأمني، بجانب أنه يمكنهم من تدشين جروبات للدردشة بحيث لا يستطيع أحد التنصت عليهم مهما كان، وبعد الانتهاء من عملهم يفعلون خاصية التدمير الذاتي لكل المراسلات الجارية بينهم.

وأضاف أن خطوات "التليجرام" صعبة الاختراق ولا تحدث إلا بعلم المجموعة القائمة على التطبيق، ما يصعب اختراق التطبيق تماما، موضحا أن التنظيمات الإرهابية تعتمد عليه بنسبة 4%؛ للسرية التي يتمتع بها وإمكانية حذف الرسائل بشكل أسرع، وأن 65% من فتاوى "داعش" عبر تليجرام حول الجهاد ومواجهة الحكام.

وكشفت اعترافات الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري، المتورط في عملية الواحات، عام 2017 عن استخدام جماعته الإرهابية لتطبيق "التليجرام" للتواصل من خلاله بين أعضاء الجماعة المتواجدين في مصر وليبيا، الأمر الذي أثار جدلًا حول هذا التطبيق الجديد، والذي تتواجد عليه أغلب الجماعات المتطرفة.

وقال وليد حجاج، باحث أمن المعلومات والملقب بـ"صائد الهاكرز"، إن تطبيق تليجرام، لا يحظى بعدد كبير من المستخدمين المصريين لعدة أسباب أبرزها أن تعامل العامة مع التكنولوجيا حديث، والمستخدم يتعامل مع التطبيقات الجديدة نسبيا مقارنة بـ"تليجرام" مثل الـ"واتساب".

وأضاف حجاج، لمصراوي، أن نسبة المتعاملين الذين يبحثون عن إمكانات التطبيق ويقبلون على استخدامه فيما يتعلق بالأمن المعلوماتي، أو قوة التشفير، تكاد تكون منعدمة، متابعا: "التعامل في مصر مع التطبيقات يتم بناء على ترشيحات الآخرين، والتطبيق الأكثر انتشارًا.. كأن يقول صديق لصديقه حمِّل واتساب علشان أكلمك عليه".

ويتمتع تطبيق "تليجرام"، بميزات كثيرة تتعلق بقوة التشفير، وصعوبة الوصول لمستخدمه وتتبعه مقارنة بـ"فيسبوك" و"واتساب".

ويقول أحمد بان الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن كل الجماعات الإرهابية تحرص على التواصل بشكل سري شديد واستخدام أحدث البرامج؛ منعا لعدم التتبع الأمني ورصد تحركاتهم ومراسلاتهم السرية.

وأوضح بان، لمصراوي، أن اختراع التطبيق يرجع إلى الشركات التكنولوجية الروسية التي أنشأته، وطالبت بعض الشركات الأخرى من روسيا الحصول على المعلومات لكنها رفضت ذلك تماما.

وأضاف أن تطبيق التليجرام اكتسب سمعة كبيرة لدى أوساط الجماعات الإرهابية وأصبح وسيلة الاتصال المفضلة لديهم ما ساعدهم وسهل لهم طريق التواصل فيما بينهم لتنفيذ العمليات الإرهابية، مشيرا إلى أن كل الجماعات الإرهابية خاصة جماعة داعش تستخدمه، وربما اللجوء إلى استخدامه من قبل مجموعات "حسم" محاكاة لداعش.

وأكد أنه حتى الآن لم تستطع ولم تنجح أي مؤسسة أو دولة في اختراق "التليجرام"، سوى روسيا التي تملك القدرة على اختراقه؛ لأنه موثوق لديهم ومؤمن في الاتصال بشكل كامل ولا يمكن اختراقه.

ويتيح "تليجرام" إرسال البيانات والرسائل حول العالم بشكل سريع وآمن، وتقول الشركة المطورة للتطبيق إنه أكثر أمانا من تطبيقات التراسل الفوري الأخرى مثل "واتس آب ولاين" بفضل اعتماد الشركة على بروتوكول خاص يعتمد على "شفرات" تضمن سرعة تسليم الرسائل بسرية، كما تحمي الشركة رسائل المستخدمين من اختراقها، في حين وصل عدد مستخدمي التطبيق أكثر من 900 مليون مستخدم نشط شهريا يتبادلون أكثر من 10 مليار رسالة يوميا حول العالم.

واستطاعت الجماعات الإرهابية تكوين "قنوات" تشبه (جروبات) التواصل بين أعضائها، واستخدموا أسماءً حركية.

ويُمّكن التطبيق لمستخدميه بدء محادثات سرية ويتم تشفير جميع الرسائل فيها من طرف إلى طرف أي أنه لن تستطيع أي جهة ثالثة قراءة الرسائل غير الراسل والمرسل إليه فقط حتى شركة تليجرام نفسها، وعند حذف أي محادثة سرية سيتم حذف المحادثة تلقائيا لدى الطرف الآخر، ويمكن للمستخدمين تفعيل خيار في المحادثات السرية لحذف الرسائل تلقائيا بعد أقل من دقيقة من إرسالها.