أم كلثوم وسيد درويش.. مصر تحتفي بـ"رموزها الإبداعية"

تواصل مصر تأكيد مكانتها كموطن للرموز الموسيقية التي صنعت وجدان الأمة، من خلال مبادرات وفعاليات نوعية تسعى إلى تخليد رموزها الكبرى، وتقديم تجارب إبداعية تعيد قراءة هذا الإرث في صياغات جديدة.

وفي إطار هذا التوجه، تطلق وزارة الثقافة المصرية حدثين بارزين خلال أغسطس الجاري وسبتمبر المقبل، أولهما افتتاح المعرض الفني الكبير "صوت مصر"؛ احتفاءً بكوكب الشرق أم كلثوم بمشاركة نخبة من الفنانين وعرض مقتنيات نادرة.

ويحمل الحدث الثاني عنوان "اليوم المصري للموسيقى" في 15 سبتمبر من كل عام، ليكون مناسبة وطنية سنوية تخلد ذكرى فنان الشعب سيد درويش وتحتفي بالموسيقى المصرية كأحد أعمدة الهوية الوطنية.

بهذين الحدثين، ترسِّخ وزارة الثقافة مساعيها للاحتفاء بالرموز التي صنعت هوية مصر الفنية، مؤكدة أن أم كلثوم وسيد درويش سيظلان شاهدين على قدرة الموسيقى المصرية على تخليد الماضي وصناعة المستقبل.

صوت مصر

تنطلق مساء بعد غد الاثنين فعاليات المعرض الفني الكبير "صوت مصر" بمجمع الفنون "قصر عائشة فهمي" بحي الزمالك الشهير، والذي يفتتحه الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ضمن البرنامج الثقافي والفني المخصص للاحتفاء بعام كوكب الشرق أم كلثوم.

المعرض، الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، يقدم تجربة بصرية توثيقية تستعيد ملامح السيرة والمسيرة الاستثنائية لكوكب الشرق، من خلال صياغة إبداعية تمزج بين الأعمال التشكيلية المعاصرة والوثائق الصحفية والمقتنيات الأصلية، بما يعكس قيمة أيقونة الغناء العربي ومكانتها في الوجدان المصري والعربي.

ويضم المعرض أعمال 29 فنانًا من أجيال مختلفة تنوعت بين التصوير والنحت، ليبرز حجم الإلهام الذي شكلته أم كلثوم في مسيرة الفنون المصرية، كما يقدم عرضًا توثيقيًا لمسيرة كوكب الشرق عبر الصحافة المصرية على مدى قرن كامل، إضافة إلى مجموعة من المقتنيات النادرة المعروضة بالتعاون مع متحف أم كلثوم بالمنيل، ليمنح الزوار تجربة ثقافية متكاملة تستعيد أجواء العصر الذهبي للغناء.

وأكد الفنان علي سعيد، مدير عام مراكز الفنون ومنسق المعرض، أن المشروع يمثل تجربة استثنائية تهدف إلى تقديم سيرة أم كلثوم بصيغة بصرية مختلفة، تتقاطع فيها الفنون التشكيلية مع الأرشيف الصحفي والذاكرة الغنائية، لتقدم صورة متكاملة عن أحد أهم الرموز الثقافية في تاريخ مصر الحديث.

سيد درويش فنان الشعب

وفي خطوة أخرى تعكس حرص الدولة على تكريس دور الموسيقى كرافد أساسي للهوية الوطنية، أعلن وزير الثقافة تخصيص يوم 15 سبتمبر من كل عام ليكون "اليوم المصري للموسيقى"، بالتزامن مع ذكرى رحيل الموسيقار سيد درويش، فنان الشعب ومجدد الموسيقى المصرية.

ومن المقرر أن يشهد اليوم المصري للموسيقى برنامجًا متنوعًا في مختلف المحافظات، يشمل كلمة سنوية لأحد رموز الموسيقى المصرية، وتكريم نخبة من المبدعين الذين تركوا بصمات مؤثرة في المشهد الفني.

وكلف "هنو" المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان بإعداد وتنفيذ البرنامج، بالتعاون مع قطاعات الوزارة المختلفة، لضمان مشاركة واسعة تعكس ثراء وتنوع الموسيقى المصرية وتمزج بين التراث والحداثة.

ويأتي ذلك انسجامًا مع دور المركز، الذي تأسس عام 1980، في حفظ الذاكرة الفنية الوطنية وتوثيق الأعمال الموسيقية والمسرحية، إلى جانب برامجه الإبداعية التي تتيح تلاقي الأجيال المختلفة من المبدعين والجمهور.

 

التعليقات