إسلام البحيري .. "برئ" في أكتوبر و"مدان" في مصر القديمة بإزدراء الأديان

 

 
ما بين جملة "مصر بلد الظلم" وحكم بالحبس لمدة عام ، يقف إسلام البحيرى حائرا بعد قرار محكمة مستأنف جزئى مصر القديمة، والمنعقدة بمجمع محاكم زينهم بالسيدة زينب، باعتبار معارضته على حكم سجنه 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان، "كأن لم تكن" والزمته بالمصاريف الجنائية وأيدت الحكم الصادر من محكمة أول درجة .
البحيرى الذى تغيب عن الجلسة كما تغيب دفاعه عن الحضور فوجئ بالحكم ليقضى ليلته مساء أمس بمحكمة مصر القديمة في إنتظار ترحيلة للسجن لقضاء مدته وتنفيذ الحكم الصادر بحقه ،وهو القرار الذى ترك جدلا كبيرا وأعاد للأذهان قضية الدكتور نصر حامد أبوزيد وحسن حنفى وغيرهم من مفكرين واجهوا أحكاما قضائية ودعاوى لاحصر لها بسبب أرائهم الدينية .
البداية كانت مطلع العام الحالي بعدما بزغ نجم إسلام البحيرى في برنامجه الذى يقدمه على فضائية القاهرة والناس وانتقد فيه كتب التراث وما بها من احكام وصفها بانها تخالف العقل والدين السليم ، مستشهداً بالعديد من الكتب لابن القيم وبن تيميه وصحيح البخاري ،علاوة على كتب كثير منها ما هو فاسد ويحتاج إلى تنقيح وامتد الأمر لوصف "الأزهر" بالجاهل حسبما كان يقول البحيري .
أراء البحيري قوبلت بموجات كبيرة من الغضب في الأوساط الشعبية والدينية وخاصة الأزهر الشريف الذى خاطب هيئة الاستثمار لا يقاف برنامج البحيري ،وهو ما حدث بالفعل وتم إيقاف البرنامج وبعدها تقدم عدد كبير من المواطنين والمحامين ببلاغات تتهم البحيري بازدراء الأديان وهى القضية التى حكم فيها عليه بالسجن خمس سنوات قبل أن يستأنف البحيري ويؤيد الحكم بسجنه عام.
محامى البحيري المستشار جميل سعيد قال إنه سيتقدم بالنقض على الحكم طبقاً للقانون، خلال 60 يوماً بحد أقصى بالإضافة إلى تقديمة دعوى أمام المحكمة الدستورية العليا، للفصل في التعارض الخاص بصدور حكمين مختلفين في واقعة واحدة، حيث فسر التعارض قائلا: “إن محكمة جنح أكتوبر قضت ببراءة موكله وتم تأييد الحكم من مستأنف أكتوبر، حيث أصبح الحكم نهائياً وباتا ببراءة إسلام من تهمة ازدراء الأديان، في حين أن جنح مستأنف مصر القديمة قضت بمعاقبته بالحبس عام فى نفس ذات الواقعة وهو ما يعتبر التباساً قانونياً يجب الفصل فيه وإزالة هذا التعارض بين الحكمين أمام المحكمة الدستورية العليا.
الحكم على بحيرى أثار موجة كبيرة من الانتقادات والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرينه عودة للدولة الدينية وتكميم الأفواه وجاء هاشتاج "اسلام البحيري، ضمن قائمة الأكثر تداولاً بـ"توتير"، وهو الهاش تاج الذى حَمَل بين طياته تغريدات مدافعة ومهاجمة للبحيري على حدٍ سواء، فيما دشن عدد من مؤيديه هاشتاج لدعمه حمل اسم "متضامن مع اسلام البحيري".

 

التعليقات