مفتي الجمهورية: داعش ضد الإسلام.. والأديان تعارض المثلية الجنسية

قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن تنظيم "داعش" الإرهابي، لا يعتبر دولة، ولا أفعاله الإجرامية تعتبر أفعالًا إسلامية، ويجب ألا نستخدم أبدًا تسمية الدولة الإسلامية، في الإشارة إلى تنظيم داعش، لأن ما يقوم به هو وأمثاله من الجماعات المتطرفة تتعارض كلياً مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية.

وأضاف في حوار للتلفزيون البريطاني، أن التنظيم يخالف كل تعاليم الإسلام، بارتكابه جرائم ذبح الأبرياء وحرق المدارس، وسبي النساء واضطهاد الأقليات الدينية وترويع المجتمع بأكمله.

وأكد أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوِّض الأمن ويروع الآمنين، فجميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي.

وأوضح المفتي، أن الإسلام لا يبحث أبدًا عن الصدام والتعارض، والاختلاف ليس مدعاة أبدًا للفرقة بل هو أدعى للتعارف والتقارب والتحاور.

وأشار علام إلى أن العالم في حاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش في عالم رفعت فيه الحواجز والحدود، وينطلق من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، ويبقى على الاحترام ولا يسعى إلى تأجيج الكراهية أو السيطرة على الآخر، واحترام التعددية الدينية وتنوع الثقافات.

وقال إن المطلوب تحقيقه من المنظور الديني الإسلامي الصحيح هو تقبل الآخر واحترامه واكتشاف النقاط المشتركة فيما بينهم، حتى يتحقق التعاون والعمل سويًا من أجل عمارة هذا الكون.

وشدد مفتى الجمهورية على ضرورة العمل الجماعي من أجل التصدي للقضايا الشائكة التي تشغل بال الناس في يومنا هذا، مع السعي الجاد في السبل التي نجحنا من خلالها على مر التاريخ، في العيش والتعاون معًا بسلام في توافق وتسامح لقرون عدة.

أضاف أن دار الإفتاء المصرية تحرص دائمًا على نشر صحيح الدين، حيث إن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان العيش في وئام مع النفس وتعايش مع الآخر مؤسس على السلام والحب، اللذين هما أساس الأديان جميعًا.

وحول ما إذا كان هناك تأثيرا للشريعة والمفاهيم الإسلامية في المفاهيم الغربية، قال مفتى الجمهورية، إن التأثير جلى وواضح على مر التاريخ، فالقانون الفرنسي يتفق مع الفقه المالكي في كثير من نصوصه، وكذلك الأمر في مختلف العلوم، حيث استفاد الغرب من علماء الإسلام فى مجالات عدة، مثل الفلك والرياضيات والطب والعلوم وعلم الاجتماع، فضلًا عن كثير من العادات التي انتقلت إليهم باحتكاكهم للعرب والمسلمين.

وحول ما يثار عن أن الشريعة الإسلامية غير صالحة لعصرنا الحالي، بعد مرور أكثر من 1400 سنة، أكد مفتى الجمهورية أن الشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر، وتستوعب قضايا الإنسان في مختلف الأزمة والأمكنة، لذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادًا على القواعد العامة التي قررها.

وأضاف أن لكل عصر مستجداته ومشكلاته ولابد من اجتهاد جديد يعالج مشكلات العصر الذى نعيش فيه، موضحا أن الفقهاء الأعلام تَرَكُوا لنا ثروة كبيرة ينبغي أن نستفيد من مناهجنا ولا نقف عند مسائلها.

وعن المثلية الجنسية وموقف الإسلام منها، فأجاب المفتي بأن الأديان السماوية جميعها رافضة لمسألة المثلية الجنسية، باعتبار ذلك خروجاً عن القيم الدينية الراسخة عبر تاريخ الأديان كافة.

التعليقات