أندية بلا مكتبات... وطن بلا معرفة

 

هل الثقافة جزء من اهتمامات الأندية المصرية؟ في الحقيقة لا؛ لأن هناك تراجعا في الثقافة داخل هذه الأندية، فالعديد منها بلا مكتبات ولجان ثقافية، وللأسف الشديد لا تعتبر تلك الأندية الثقافة جزءا من أنشطتها ولا تنوي ذلك، هذا يتطلب أن يصدر وزير الشباب والرياضة إلزاما واضحا بأن تذهب عشرة جنيهات من اشتراكات الأعضاء لصالح نشر مكتبات في الأندية وتخصيص نصفها للأنشطة الثقافية، وبدون هذا ستكون الأندية إما مرتعا للمخدرات أو للتفاهات أو التطرف.
فالأندية ليست وظيفتها فقط رياضة البدن ، بل الاولى تأسيس صناعة العقل في مصر، هذا التأسيس ستكون هناك فرصة سانحة لبناء عقول المستقبل من اطفال وشباب المستقبل الذى سيحمل على عاتقة مسئولية هذا الوطن، لذا فان تزويد مكتبات الاندية بالكتب والانشطة الثقافية يجب ان يكون وفق سياسة تشجع القراءة في تاريخ الوطن والعلوم المعاصرة والتراث الوطني والصحة ، يصاحبها مسابقات تشجيعية بحوافز مغرية ومكأفات تشجيعية، اذ كيف مستقبل هذه الاجيال على القراءة والمعرفة دون حافز ينافس الجوائز التي تمنح للرياضين،  فضلا عن ان مثل سيشجع على اكتشاف المبدعين والموهوبين من ابناء هذه الاندية ، ويجب ان يصاحب هذا كله دورات حرة لتعليم اللغة العربية وعروض الشعر العربي واللغة المصرية القديمة وكتابة الرواية والقصة القصيرة، هذا كله سيصب في النهاية نحو جيل جديد يحمل ثقافة حقيقية وتكوين ثقافي قوى ، مما سيسهم في رصانة النقاش العام في كافة قضايا المجتمع، بل سنرى جيلا يفهم معنى حرية التعبير، وينافس بلا تعصب، ويفهم اهمية واسباب التقدم، بل ويدافع عن الاستقرار ضد التطرف، لذا اردنا اعادة بناء مصر فعلينا ان نبدأ من هذا الطريق، وهذا ليس الا قطرة من غيث، فالمطلوب منا الكثير لإصلاح هذا الوطن .
التعليقات