داخل عالم مورينيو المضطرب..

**
كان ذلك عنوان تقرير نشرته الديلى ميل عن جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، بعد أن أصبح قريبا من العقوبة الثالثة من الاتحاد الإنجليزى خلال شهر لتجاوزه مع الحكام.. وكان المدرب البرتغالى ركل زجاجات مياه احتجاجا على الحكم جوناثان موس، لأنه أنذر بوجبا بدعوى التمثيل فى مباراة وستهام. وسبق أن تعرض مورينيو للإيقاف والغرامة المالية بقيمة 50 ألف جنيه إسترلينى لاعتراضاته على التحكيم.. وهذه ليست المرة الأولى التى يعترض فيها مورينيو على نفس الحكم فقد أوقف الموسم الماضى لمباراة واحدة حين كان مدربا لتشيلسى بسبب دخوله فى مشادة مع هذا الحكم اعتراضا على قراراته فى مباراة ضد وست هام أيضا.
**
عالم مورينيو المضطرب اكتشفته مبكرا، وعلقت عليه كثيرا منذ أن كان مدربا لفريق ريال مدريد. لكن تلك القصة أنقلها لمن يهمه الأمر فى اتحاد كرة القدم، أو فى اتحاد «الكونج فو»، أيهما صاحب السلطة على اللعبة الشعبية الأولى. فهذا واحد من أشهر المدربين فى العالم وفى إنجلترا لواحد من أشهر الأندية فى العالم وفى إنجلترا، يعاقب لأنه ركل زجاجة مياه غضبا، تعبيرا عن احتجاجه على حكم، فقرر هذا الحكم طرده. ولم يخرج تصريح واحد من إدارة مانشستر يونايتد اعتراضا على موقف الحكم أو الاتحاد الإنجليزى.. من نوع: «ابعدوا الحكام عن مورينيو؟».

**
أسمع الجملة المعتادة من بعض حضرات القراء: «يا عم وإحنا مالنا ومال الإنجليز فهو ده الفرق بين كورتنا وإدارتها وبين كورتنا وإدارتنا سنوات ضوئية». وهى جملة مخجلة للأسف، لأنها ترسخ الفارق، خاصة أن الأمر هنا لا يحتاج إلى مال قارون وعمر نوح، ودولارات العم سام.. فقط يحتاج إلى إرادة من الإدارة، وإلى قانون صارم، وإلى حساب سريع لكل من ينتقد ويهاجم الحكام والتحكيم، وهى ظاهرة عامة بالمناسبة، أما من يتعرض من الحكام للسب والقذف فأمامه القضاء، لعل تلك الكنافة تتوقف يوما ما؟

**
عالم مورينيو المضطرب يجذبنى من زمن، فهو يمكن أن يبتسم لك وفى لحظة، قد تكون اللحظة التالية مباشرة تراه متهجما ومهاجما، ويقول الإنجليز إنه يحمل فى داخله شخصيتين متناقضتين، إلا أن سلوكه مع الحكام لا يعجب إدارة مانشستر يونايتد العليا، فهو يخالف تقاليد النادى العريقه، بينما يرى بعض أعضاء تلك الإدارة أنه «الحماس» والعاطفة، والرغبة فى الفوز دائما.. وهذا الرأى يروى لنا كيف أن الخروج عن قيم الرياضة والأخلاق يفسر فى عالم مورينيو وحلفائه بأنه «الحماس»؟

**
على أى حال تلك أسوأ بداية لمانشستر يونايتد فى الدورى الإنجليزى منذ 27 عاما. فالفريق متخلف عن الأول بفارق 11 نقطة، وأهدافه قليلة للغاية، سجل 18 هدفا فى 13 مباراة بأقل بثلاثة أهداف من فريق كريستال بالاس، الذى يحتل المركز السابع عشر، ويصارع من أجل البقاء.. علما بأن إبراموفيتش وبوجبا صنع كلاهما للآخر 16 فرصة تهديف حقيقية، وأسفرت عن هدف واحد فقط.

**
رحل مورينيو عن تشيلسى بعد نتائج مخيبة، ولم يكمل عقده أطاح به بصورة مباشرة اتهامه للاعبيه بالخيانة، عقب خسارتهم أمام ليستر سيتى، حيث قال لهم: أنتم تخونون عملى.. وكانت تلك هى القشة التى قسمت ظهر مورينيو فى تشيلسى.. وقبلها تفوق عليه جوارديولا حين كان مدربا لبرشلونة وعلت أسهم الفريق الكاتالونى، وكذلك أسهم مدربه مقابل تراجع نتائج ريال مدريد وأسهمه وأسهم مدربه.. فهل هناك قشة ثالثة تنتظر مورينيو فى مانشستر يونايتد أم أن النادى العريق سوف يصبر على مدربه باعتبار يونايتد ناديا محافظا؟!
** نقلا عن الشروق

التعليقات