تنظير.. خسارة الأهلى

** أخطاء المدربين، مثل أخطاء الحكام، مثل أخطاء المحللين. فكرة القدم لعبة متغيرة، وليست مجرد معادلة كيميائية. والكرة بين فريقين والمباراة ليست استعراضا من فريق واحد يلعب وحده.

كرة القدم لعبة صراع فى الملعب. صراع بين فكرين وصراع بين أسلوبين، وبين إرادتين، وصراع بين لاعبين وبين مجموعة لاعبين.. وساحة هذا الصراع هى الملعب بما فيه من مساحات متسعة ومساحات ضيقة.. وفى إطار من الديناميكية والتحركات والمناورات والمتغيرات التى تحكم نهاية كل صراع فى حينه وفى لحظة.

** لكن هناك مشكلة.. فى مسألة المشاهدة الأفضل والأدق. فأول مايهدم تلك المشاهدة أن تكون مشجعا منتميا بكل جوارحك لفريق ضد الأخر. فترى فريقك بإيجابياته وسلبياته ولا ترى الفريق الآخر.. وهو ما حدث فى مباراة الزمالك وأسوان، وكذلك الأهلى والمقاصة ثم الأهلى وإنبى.. فأسوان بذل جهدا دفاعيا منظما ساعد على الخروج بتلك النتيجة بقدر ما ساعد الزمالك أيضا بالفرص التى تهدر.. والأهلى أمام المقاصة وجد فريقا ينظم صفوفه بصورة دقيقة، ويضيق المساحات، ويراقب صناع اللعب، ويطارد تحركات أصحاب المهارات والقرارات الهجومية.

** الأمر نفسه كان مع إنبى، وقد كان العشرى مختلفا عن إيهاب جلال، فبادر بالضغط والهجوم وأربك سيناريوهات البدرى. وفى كرة القدم لا تتكرر السيناريوهات سوى فى المباريات ضعيفة المستوى.. التى يخرجها طرف واحد ويشاهدها الطرف الثانى.. وكاد إنبى يفوز فى الشوط الأول. وكاد يخسر فى الشوط الثانى. ولأن شعبية الأهلى والزمالك جارفة. شاهد الجميع الزمالك ولم يشاهدوا أسوان وشاهدوا الأهلى ولم يشاهدوا إنبى. هم يتكلمون عن أسباب خسارة الفريق الكبير لنقطة ولا يرون كيف كسب الفريق الآخر نقطة؟

** مصر كلها تتحدث وتحلل كرة القدم. والنظريات كثيرة.. فترى من يطالب بمؤمن زكريا على حساب أجاى قبل مباراة ثم تراه يطالب بتغيير مؤمن زكريا بعد انتهاء المباراة. «وسيبك من دى».. هناك من يضعون الخطط وطرق اللعب، وهم يجلسون فى كافيهات اللعبة، ويفعلون ذلك قبل المباراة. إذن يبدأ الأهلى 4/2/3/1. ثم فى منتصف الشوط. يجب أن يلعب الأهلى 4/3/2/1.. أمام ضغط إنبى. ثم لماذا لم يلعب الأهلى 4/4/2.. ويكون السؤال بعد نهاية المباراة؟ وهل طرق اللعب تبتكر بعد إنتهاء اللعب؟ وهل كان ذلك سبب خسارة الأهلى لنقطة أم أن تنظيم إنبى ودفاعه كان سببا؟ وأن الفرص السهلة الضائعة والتعب وضعف التحرك وغياب الحركة الدائرية أمام صندوق إنبى سببا ثانيا أوثالثا؟ وماهو دور مروان محسن الحقيقى؟ هل هو أرنب السباق فى المهاجمين لسحب مدافعى المنافس والسماح للقادمين من الخلف بالاقتحام.. وهل يمكن أن يلعب الأهلى كل مبارياته بنفس هذا الأسلوب حتى مع المقاصة وإنبى؟!

** إن أكثر نقد يوجه إلى جوارديولا الآن خاصة بعد عثراته المتكررة وآخرها أمام ليستر سيتى هو تمسكه بأسلوبه.. الاستحواذ والهجوم. بينما يرى كثيرون أن الدفاع هو مفتاح الفوز، وأنه ليس صحيحا أن الهجوم خير وسيلة للدفاع.. والواقع أن هناك فارقا بين الدورى الإسبانى والألمانى وبين الدورى الإنجليزى. ففى الأول والثانى يحتكر فريقان القوة والسيطرة وفى الثالث يتنافس خمسة أو ستة فرق على اللقب. وفلسفة اللعبة عموما تختلف عنها فى ألمانيا وفى إسبانيا.. لكن جوارديولا لم يعترف بالخطأ ولا يريد..

** فى كرة القدم لا تجد من يعترف بأنه أخطأ.. لا تجد مدربا ولا تجد محللا ولا تجد مشجعا ولا تجد فيلسوفا يعترف بأنه أخطأ.

التعليقات