اختفاء مريب للعمدة ناهد لاشين

فى 16 مارس الماضى خرجت «ناهد لاشين» من منزلها للذهاب إلى المستشفى، خرجت ولم تعد، ولم يبلغ زوجها عن حادث اختفائها إلا فى 26 إبريل، أى بعد اختفائها بأربعين يوماً، فقد تلقى اللواء رضا طبلية، مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة كفر صقر يفيد بتقديم بلاغ من شخص يدعى «محمد على»، يقيم بقرية حانوت بدائرة المركز، عن اختفاء زوجته المدعوة «ناهد عبدالحميد مصطفى إسماعيل لاشين»، 39 عامًا، منذ شهر، مقيمة بذات الناحية، وهى أول سيدة تترشح لمنصب العمودية على مستوى الجمهورية، ولم يعلل سبب ذلك أو يعرف أين ذهبت.

وصرح مدير أمن الشرقية لأحد المواقع الأخبارية، بأنه بالتحريات الدقيقة تم رصد رسالة على هاتف زوجها أرسلتها تخبره فيها بأنها لن تعود للمنزل، وستطلب من المحكمة الخلع، وأن زوجها حرر محضراً بذلك.

وعندما استضاف معتز الدمرداش صديقتىّ «ناهد لاشين»، خلال لقائهما ببرنامج «90 دقيقة»، المُذاع عبر فضائية «المحور»: أكدتا أن «ناهد إنسانة بمعنى الكلمة، وتسعى دائماً إلى عمل الخير ومساعدة الناس، وهى قريبة من الجميع وتشعر بمشكلة كل شخص، وأن (العمدة) ناهد شخصية معروفة ومشهورة فى محافظة الشرقية، وواقعة اختفائها لغز للجميع لا أحد يعرف سببه». وأوضحتا أن أسرتها وأهالى القرية ظلوا يبحثون عنها فى كل الأماكن التى كانت تتردد عليها، ولكنهم فشلوا فى العثور عليها، وقالت إحداهما «إنها شخصية عامة، ليها حق علينا أن نعرف ماذا حدث لها، 53 يوماً مختفية، هل بندور على فرخة».

ولأن المختفية امرأة فبدأت تنسج حولها الشائعات من أبناء دائرتها بأنها ممسوسة بالسحر، وكانت تذهب للشيوخ ليفك لها هذا السحر، الموضوع يلفه الغموض، فإذا كانت ناهد تريد أن تخلع زوجها، فهل يتطلب ذلك الاختفاء؟!، فالخلع يتم فى العلن وفى أروقة المحاكم وسيعلم الجميع به، لقد مضى على اختفائها شهران وأسبوع، فهل يعقل لامرأة تحدت مجتمعاً قبليا ذكوريا بترشحها لمنصب مهم، وهو منصب العمدة، أن تختفى هكذا عن الأنظار، وقد عرف عنها الهدوء والحكمة، بالإضافة إلى أنها كسبت شعبية تؤهلها إلى أن تحصل على هذا المنصب؟، هل يعقل أن تضحى ناهد بطموحها الذى أعلنت عنه عدة مرات فى لقاءات تليفزيونية بأنها بحصولها على (العمودية) تريد أن تمهد الطريق لنساء الريف ليتبوأن المناصب السياسية؟، هل يصدق عاقل أن امرأة تعمل فى وسط الناس تريد أن ينسج حولها الشائعات والمرويات؟، ولماذا يطمئن الأمن إلى أن اختفاءها مرتبط بخلافات زوجية؟، حتى لو صح ذلك، أليس من الأدعى أن تكون هناك شبهة جنائية إلى أن يثبت عكس ذلك. فلا يعنى أن يكون خلافها فى إحدى المرات مع زوجها وذهابها للمكوث عند أختها لمدة أربعة أيام، بصحبة ابنها البالغ من العمر أربعة عشر عاما، مبرراً لعدم التعامل مع الموضوع على أنه ربما يكون شيئاً آخر غير الخلافات الزوجية التى لا يخلو أى بيت منها.

وهل يمكن أن تختفى فى مكان أصحابه يعلمون مدى تبعات ذلك لأنها شخصية معروفة والموضوع منظور أمام النيابة؟، ومن المؤكد أن أهلها بحثوا عنها فى كل الأماكن المحتملة.

ربما يجب أن نذكر أنه تم قبول المهندسة الزراعية عزة عبدالحميد عبدالمحسن، كأول عمدة فى كفر الشيخ فى 19 مايو 2016م الماضى، وسط ترحيب من أهالى القرية والقرى الـ11 التابعة إلى عمودية كفر الحجنة، بعد أن خاضت منافسة بينها و5 من رجال القرية على منصب العمودية، بإجمالى أصوات 12 ألف ناخب، لتكون بذلك أول سيدة تتولى منصب العمدة بمركز بيلا ومحافظة كفر الشيخ، خلفًا لزوجها الراحل العمدة يوسف النورى.

 

التعليقات