مصنع الكراسى!

قبل أسبوعين تقريباً، تلقيت اتصالاً من الأستاذ كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.. تحدثنا فى أمور كثيرة على الساحة الصحفية، وتوقفنا بالطبع عند اختيار رؤساء المؤسسات.. ولا أدعى أنه كشف لى عن بعض الأسماء التى صدرت أمس، لكنه حدثنى عن معايير الاختيار، أكثر من الأسماء.. وأظن أن الأمر انتهى بالقرار.. والآن من يحكم على معايير الاختيار هم أبناء المؤسسات أنفسهم!

ولا أملك إلا تهنئة الزملاء الذين تم اختيارهم لقيادة العمل الصحفى فى الفترة المقبلة.. لكن بالتأكيد هناك تساؤلات ممكن أن نطرحها.. هل تم اختيار الزملاء طبقاً لمعايير الكفاءة فعلاً، أم طبقاً لاعتبارات أخرى؟.. كم منهم تنطبق عليهم معايير الكفاءة، وكم منهم تنطبق عليه الاعتبارات الأخرى؟.. ومن منهم ينطبق عليه «آه لو لعبت يا زهر؟».. ما مدى الرضاء العام داخل المؤسسات بعد قرارات التغيير؟!

وفى اتصال الأستاذ كرم، سألته: هل استطاعت الهيئة، فى مدة قصيرة، معرفة الكفاءات؟.. أم أن الهيئة سوف تستفيد بخبرة الأعضاء لتقديم وتأخير بعض الأسماء؟.. ألا تخشى من فكرة تصفية الحسابات؟.. وهل الهيئة الوطنية حرة فى الاختيار، أم أنها ستستعين بمظاريف قد تأتى من هنا وهناك؟.. وأعترف بأن الأستاذ كرم قد دافع عن استقلال الهيئة، وقال: لم تتدخل أى جهة حتى الآن فى عملها أبداً!

والآن هل يستطيع الأستاذ كرم والزملاء فى الهيئة الدفاع عن الاختيارات التى صدرت؟.. هل لديه هذه القناعات؟.. هل لديه «سى. فى» عن مشوار كل زميل، ليعتلى الكرسى الأهم فى مؤسسته؟.. على فكرة، بعض الزملاء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أصلاً.. يعرفون أنهم تجاوزوا الكفاءات.. ويعرفون أنهم سيجلسون على كرسى أكبر منهم.. الناس فى النهاية لا «تصنعها» الكراسى، وإنما «تصنع الكراسى»!

الواضح أنه كانت هناك حالة من الارتباك فى الاختيارات.. والواضح أنه كانت هناك تصفية حسابات.. نفس المخاوف التى شرحتها لصديقى الأستاذ كرم جبر.. لماذا تم استبعاد س واختيار ص؟.. لماذا جمع س بين موقعين مؤثرين، ولماذا تم فك ص؟.. هناك شبهة تعارض فى المصالح.. الأمر كان أشبه بالكراسى الموسيقية؟.. فكّرنا بالتغييرات الوزارية.. بعض الأسماء كان لها «نفوذ» فلم يقربها أحد!

وبرغم ما قاله الأستاذ كرم عن «المعايير»، أستطيع أن أقدم له كشفاً بأسماء الذين كسروا المعايير.. وكنت أستطيع أن أصدر هذه النشرة، دون انتظار قرارات الهيئة الوطنية.. أتحدث عن الانتماءات خارج المؤسسات.. إذن لا تتحدث عن تغيير، ولا تتحدث عن معايير.. نفوذ بعضهم داخل الهيئة أكبر من نفوذ الأستاذ كرم نفسه داخل الهيئة.. تعيدنا الحكاية إلى فكرة «الكوتة»، والانتماء «خارج المؤسسات»!

باختصار، لم يكسب «الفواعلية» والكفاءات.. ربما حدث ذلك بنسبة ضئيلة، وتم استبعاد البعض بحجة أنه لا يصلح للإدارة.. وللأسف، كنا نحتاج إلى من يصنعون الكراسى، وليس لمن تصنعهم الكراسى.. فما حدث أن الهيئة الوطنية تحولت إلى «مصنع كراسى».. استبعدت الكفاءات، وسلمت «المحظوظين» كراسى المؤسسات تسليم مفتاح!
قبل أسبوعين تقريباً، تلقيت اتصالاً من الأستاذ كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.. تحدثنا فى أمور كثيرة على الساحة الصحفية، وتوقفنا بالطبع عند اختيار رؤساء المؤسسات.. ولا أدعى أنه كشف لى عن بعض الأسماء التى صدرت أمس، لكنه حدثنى عن معايير الاختيار، أكثر من الأسماء.. وأظن أن الأمر انتهى بالقرار.. والآن من يحكم على معايير الاختيار هم أبناء المؤسسات أنفسهم!

ولا أملك إلا تهنئة الزملاء الذين تم اختيارهم لقيادة العمل الصحفى فى الفترة المقبلة.. لكن بالتأكيد هناك تساؤلات ممكن أن نطرحها.. هل تم اختيار الزملاء طبقاً لمعايير الكفاءة فعلاً، أم طبقاً لاعتبارات أخرى؟.. كم منهم تنطبق عليهم معايير الكفاءة، وكم منهم تنطبق عليه الاعتبارات الأخرى؟.. ومن منهم ينطبق عليه «آه لو لعبت يا زهر؟».. ما مدى الرضاء العام داخل المؤسسات بعد قرارات التغيير؟!

وفى اتصال الأستاذ كرم، سألته: هل استطاعت الهيئة، فى مدة قصيرة، معرفة الكفاءات؟.. أم أن الهيئة سوف تستفيد بخبرة الأعضاء لتقديم وتأخير بعض الأسماء؟.. ألا تخشى من فكرة تصفية الحسابات؟.. وهل الهيئة الوطنية حرة فى الاختيار، أم أنها ستستعين بمظاريف قد تأتى من هنا وهناك؟.. وأعترف بأن الأستاذ كرم قد دافع عن استقلال الهيئة، وقال: لم تتدخل أى جهة حتى الآن فى عملها أبداً!

والآن هل يستطيع الأستاذ كرم والزملاء فى الهيئة الدفاع عن الاختيارات التى صدرت؟.. هل لديه هذه القناعات؟.. هل لديه «سى. فى» عن مشوار كل زميل، ليعتلى الكرسى الأهم فى مؤسسته؟.. على فكرة، بعض الزملاء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أصلاً.. يعرفون أنهم تجاوزوا الكفاءات.. ويعرفون أنهم سيجلسون على كرسى أكبر منهم.. الناس فى النهاية لا «تصنعها» الكراسى، وإنما «تصنع الكراسى»!

الواضح أنه كانت هناك حالة من الارتباك فى الاختيارات.. والواضح أنه كانت هناك تصفية حسابات.. نفس المخاوف التى شرحتها لصديقى الأستاذ كرم جبر.. لماذا تم استبعاد س واختيار ص؟.. لماذا جمع س بين موقعين مؤثرين، ولماذا تم فك ص؟.. هناك شبهة تعارض فى المصالح.. الأمر كان أشبه بالكراسى الموسيقية؟.. فكّرنا بالتغييرات الوزارية.. بعض الأسماء كان لها «نفوذ» فلم يقربها أحد!

وبرغم ما قاله الأستاذ كرم عن «المعايير»، أستطيع أن أقدم له كشفاً بأسماء الذين كسروا المعايير.. وكنت أستطيع أن أصدر هذه النشرة، دون انتظار قرارات الهيئة الوطنية.. أتحدث عن الانتماءات خارج المؤسسات.. إذن لا تتحدث عن تغيير، ولا تتحدث عن معايير.. نفوذ بعضهم داخل الهيئة أكبر من نفوذ الأستاذ كرم نفسه داخل الهيئة.. تعيدنا الحكاية إلى فكرة «الكوتة»، والانتماء «خارج المؤسسات»!

باختصار، لم يكسب «الفواعلية» والكفاءات.. ربما حدث ذلك بنسبة ضئيلة، وتم استبعاد البعض بحجة أنه لا يصلح للإدارة.. وللأسف، كنا نحتاج إلى من يصنعون الكراسى، وليس لمن تصنعهم الكراسى.. فما حدث أن الهيئة الوطنية تحولت إلى «مصنع كراسى».. استبعدت الكفاءات، وسلمت «المحظوظين» كراسى المؤسسات تسليم مفتاح!

 

التعليقات