لواء بدرجة جندى!

هناك جندى مجهول فى كل حدث كبير.. وفى منتدى الشباب بشرم الشيخ، هناك جندى بدرجة لواء، أو لواء بدرجة جندى.. إنه خالد فودة.. محافظ جنوب سيناء.. مسؤول من الوزن الثقيل.. محافظ فوق العادة.. يتصرف بحسم، لكن فى منتهى الهدوء.. ويتصرف بهدوء، لكن فى منتهى الحسم.. لا ينام حتى تستعيد شرم الشيخ مكانتها الدولية.. سألته ذات يوم: إيه الأخبار يا افندم؟: قال: اطمن المركب هتتحرك!

وأغادر اليوم إلى شرم الشيخ لحضور منتدى السلام، أو منتدى شباب العالم.. لكننى قبل أن أذهب إلى مدينة السلام تابعت أخبار المحافظة.. كيف تتجمل لاستقبال ضيوف مصر!!.. وكان اللواء فودة يضع لمساته وبصماته على كل مكان من أنحاء المدينة.. فتارة تجده فى وسط المدينة، وتارة أخرى تجده فى منطقة السوق القديم.. أو ما يطلق عليها «أولد إيجيبت».. وهى منطقة تكتظ بأبناء البلد والسياح!

ومن المظاهر التى لا يمكن أن تتجاهلها فى شرم أداء سائق التاكسى بزيه المميز.. فغير مسموح له بإساءة الأدب مع السائح.. وسائق التاكسى فى العالم هو الذى يعطيك أول انطباع عن المدينة التى تزورها.. إن كان نصاباً فأنت أمام ناس تسرق الكحل من العين، وترجع بأسوأ انطباع يمكن أن تعود به.. وإن كان محترماً يشغّل العداد وسيارته نظيفة فسوف يكون انطباعك جيدا منذ الوهلة الأولى طبعاً!

ولا يتسامح المحافظ مع الأخطاء البسيطة.. وهو من أول لحظة موجود فى الحدث.. يتابع التنظيم.. يتابع التجميل على أعلى مستوى.. يدرس كل الاحتمالات الأمنية.. يحضر فى المطار لاستقبال ضيوف مصر.. وقد ألغى جميع الراحات والإجازات.. وبالتالى فهو القدوة والنموذج.. فلا راحة ولا إجازة.. وسوف تجده فى طرقات المؤتمر يتابع سير الأحداث.. هذا هو «اللواء» الذى يعمل بدرجة «جندى»!

أيضاً هناك «جندى مجهول» آخر.. الوزير الذى يعمل بدرجة جندى فى الميدان.. إنه خالد عبدالعزيز.. قمة فى الانضباط والأخلاق والتفانى.. لا يقل عن خالد فودة.. فأنت أمام خالد شرم الشيخ.. وأنت أمام خالد الشباب.. وجود هذين الاسمين يعنى أن الحدث سوف يكلل بالنجاح.. ومن أهم ما يميز الوزير خالد عبدالعزيز أنه أعاد هيبة الدولة لقطاع الشباب والرياضة، لكنه لم «يخسر» أى أحد، فى الوقت نفسه!

فلا المحافظ خالد ينتظر كلمة شكر.. ولا الوزير خالد ينتظر كلمة ثناء.. وقد نجح «الأخير» فى تحريك شباب مصر، وتقديم عناصر رائعة ومبدعة.. وتغلغل فى أوساط الشباب، وتواجد معهم على صفحات التواصل.. يكتب اسمه فقط، ولا تعرف أنه الوزير إلا من صورته.. وتجد جمهور الفيس بوك يقدم له التحية والاحترام.. لأنه ودود وبسيط.. فقد عمل فى ظروف حرجة للغاية، و«عبر» بالمركب إلى بر الأمان!

هذه «كلمة حق» فى حق رجلين يعملان فى صمت.. فالمحافظ خالد يسهر ليل نهار ليستعيد مكانة شرم الشيخ عالمياً.. والوزير خالد يسهر ليل نهار ليستعيد مكانة الرياضة، ويدفع بالشباب للصفوف الأولى.. وينتظر اللحظة التى يعود فيها الشباب للمدرجات.. (كلمة شكراً زى «البنزين» لأى سيارة)!
 

التعليقات