من هنا نبدأ!

حضرتُ على مدى الأيام الماضية صالونين للثقافة والفكر.. الأول فى منزل السفير السعودى أحمد قطان، وكان ضيف الشرف العالم الكبير أحمد عكاشة.. الثانى فى دوار الفكر والفن والعلوم بمؤسسة 57، وكان ضيف الشرف السياسى الكبير الدكتور حسام بدراوى.. ثم انتهى بى المطاف لألتحق بـ«كورس» عن «التخطيط الاستراتيجى»، وأعود إلى قاعة الدرس أستمع وأشارك، كما ينبغى أن يكون التعليم!

وقد تأخرتُ بالطبع فى التعليق عليها واحداً واحداً، لأسباب تتعلق بالأحداث التى جرت فى «الروضة» ببئر العبد.. وعلى ما يبدو فإن الأحداث هى التى تكتب اليوميات أو تفرضها فرضاً.. ما علينا.. وأعود إلى صالون رياض النيل، فقد أبدع الدكتور عكاشة حين تحدث عن «الصحة النفسية للشعوب ونهضة الأمم».. وقد نجح فى أن يفتح شهية كبار الكتاب فى مصر لنقاش مثير حول «أين نحن؟».. و«إلى أين؟!».

ومن الأمور التى يُعنى بها الدكتور عكاشة «موضوع الأخلاق»، فهو لا يرى أن نهضة الأمم تقوم على العلم فقط، وإنما لابد من تصحيح سلوكيات المواطنين أولاً، فضلاً عن وجود بنية أخلاقية ونفسية للمجتمع.. وبالتالى يمكن أن نتحدث عن «نهضة الأمم».. وبالمناسبة فهناك ورقة بحثية ممتازة عن «مشروع عكاشة»، أمام الرئيس، قدمها منذ اليوم الأول لاختياره ضمن «المجلس الرئاسى لكبار العلماء»!

ومن حسن الحظ أيضاً أننى حضرت صالون الدكتور حسام بدراوى.. فلم يتحدث عن دوره السياسى والظروف التى شارك فيها قبل 25 يناير أو بعدها.. وإنما تحدث عن «التعليم.. الفرصة للإنقاذ».. وكان مبهراً وجديداً حتى للذين يهتمون بالتعليم أنفسهم.. وقدم «برزينتيشن» أرجو أن ينجح فى عرضها أمام الرئيس، والاستفادة من خبراته الجبارة فى هذا الشأن.. فقد رأينا شكل التعليم فى المستقبل!

ومما قاله الدكتور بدراوى أننا لا نحتاج إلى كل هذه المدارس، ولا نحتاج إلى طباعة الكتب بالمليارات، ولا نحتاج إلى معلم تقليدى، ودروس خصوصية.. وبالتالى فإن منظومة التعليم تغيرت.. سواء من حيث المناهج والمدارس والمعلم وغيره.. وهنا قلت إذن التعليم فى المستقبل تعليم بلا فساد.. انتهى.. سواء فى طباعة الكتب أو بناء المدارس أو وضع المناهج، وهى من حسنات التكنولوجيا والتعليم الحديث!

وأتفق مع الدكتور «بدراوى» فى أن التعليم الفرصة للإنقاذ.. بالألف واللام.. الفرصة وليس فرصة.. ولابد أن نستعد له من الآن، ونتعلم ونتغير.. وإلا سوف يكون البديل خطيراً.. الأوطان التى لا تتطور تنتهى.. والمؤسسات أيضاً.. وعندنا مثل صادم هو شركة نوكيا.. وكان لابد أن أعود إلى قاعات الدرس والتعليم.. القصة هى أن ما تعلمته لا يكفى.. لابد من فكرة الاستدامة، سواء كنت فرداً أو مؤسسة او وطناً!

فمن هنا نبدأ لنحجز «مكاناً» فى المستقبل.. وفى كورس «الاستراتيجية» سمعت كلاماً رائعاً من الدكتور ياسر شاكر.. قدمه ببساطة متناهية، من خلال أشياء وصور نراها كل يوم.. لكنها كانت تعكس فلسفة فى علم الإدارة والتخطيط.. أتمنى أن يقدمها فى كل مؤسسة، وكل وزارة.. فالتعليم هو الفرصة للإنقاذ!

التعليقات