ويسكى تركى!

استعد صاحبنا لاستقبال الكريسماس بزجاجة ويسكى تركى ومزة تركية.. لم يفاجئه مسلح فيطلق عليه الرصاص، أو تأتِه جماعة النهى عن الويسكى فتضربه بالسوط.. لا شىء من ذلك حدث.. ولم يفاجئ هؤلاء المسلحون بيوت الدعارة فى أنقرة وإسطنبول وغيرهما ليغلقوها أو يحرقوها.. لكنهم أطلقوا الرصاص، أمس، على محل خمور فى العمرانية، وقتلوا اثنين أبرياء، ثم أعلنت الشرطة الاستنفار الأمنى!.

فهل سمعتم عن جماعة مسلحة هاجمت محلات خمور فى تركيا؟.. وهل سمعتم عن جماعة إرهابية قررت حرق بيوت الدعارة فى إسطنبول؟.. لا هذا حدث، ولا هذا حدث.. فلماذا هاجم مسلحون محل خمور على أطراف العمرانية، وفروا إلى الطريق الدائرى؟.. الإجابة حتى يقال إن مصر بلد خمور، وإن النظام لا يحكم بالإسلام وما أنزل الله.. وإن هؤلاء «الأطهار» يحاربون هؤلاء «الأشرار» فى سبيل الله!.

اذهب إلى البلاد التى ترعى الإرهاب فى بلادنا.. تأمل شوارعها.. وتأمل محلاتها وبيوتها.. راجع دفاتر اقتصادها.. احسب حجم الأموال التى تدخل فى اقتصادها من الدعارة والخمور.. ستجد أنها تمثل رقماً معتبراً.. لكنها فى الوقت نفسه تتحدث عن كونها دولة إسلامية.. لا علاقة لها بالموبقات بتاعتنا.. من مثل الكريسماس ورأس السنة، والكلام عن تهنئة المسيحيين فى الأعياد، وإطلاق الكنائس ومحلات الخمور!.

فما معنى هذا؟.. معناه أن هناك «أكذوبة كبرى» تعيشها هذه الدول وتروجها بين جماعات مضللة.. ثم تعطيهم الأموال لينفذوا عمليات إرهابية، بزعم أنها جهاد فى سبيل الله.. حدث ذلك فى أفغانستان زمان، ومازالت أفغانستان خرابة حتى الآن، وحدث ذلك فى سوريا وخربت سوريا.. هم يريدون أن تكون مصر خرابة.. يدخلون إلينا من باب الفتنة الطائفية.. كل بلد له وصفته.. سنة وشيعة أو مسلم ومسيحى!.

ضرب الكنائس ومحلات الخمور ليس هدفه الجهاد فى سبيل الله.. إنما الهدف هو ضرب الوحدة الوطنية للمصريين.. فهل كانت الأجهزة الأمنية يقظة لهذه المهمة؟.. لا شك هناك بعض القصور الأمنى.. فى حادث كنيسة حلوان كشف الموبايل هذا القصور.. كانت مدرعة الشرطة تسير بجوار «الإرهابى المتجول».. وفى حادث محل الخمور حدث الاستنفار الأمنى بعد الحادث.. فما قيمة هذا الاستنفار بعد الفرار؟!.

مصر تواجه حرباً شرسة.. نعرف أنها لن تهدأ.. لكن ينبغى يقظة الدولة ويقظة الأجهزة ويقظة الشعب.. ينبغى أن يكون الشعب شريكاً فى المواجهة.. كنيسة حلوان كشفت عن دور الشعب فى مواجهة الإرهاب.. عم صلاح الموجى كان مستعداً للمعركة.. إمام المسجد.. الشاب الذى صور الفيديوهات بموبايله ورفعها للمواقع.. إذن نحن نستطيع أن نفعلها ونطهر بلادنا من الإرهاب الأسود.. المهم أن تستعد الدولة!.

أكرر السؤال ثانية: لماذا لم تضرب الجماعات المسلحة محلات الخمور فى تركيا؟.. ولماذا لم تحرق بيوت الدعارة على أصحابها هناك؟.. القصة أنهم ممولون لمهمة خاصة فى مصر.. ضرب الكنائس وقتل الأقباط.. فقد تكتمل المؤامرة.. وتتكلم أمريكا عن حماية الأقباط.. هذه هى المؤامرة الكبرى.

التعليقات