ستة أصفار للنجوم وثلاثة للوزراء!!

ما هو الفارق بين أجر نجم مثل عادل إمام 80 عاما أو محمد رمضان 30 عاما وقد وصلا لرقم 45 مليون جنيه، الأول فى مسلسل (عوالم خفية) والثانى فى (نسر الصعيد)، الفارق الزمنى بين النجمين يصل لنصف قرن، ربما يشفع هذا لعادل ولو قليلا، ورغم ذلك فالرأى العام لم تصدمه أجور النجوم بقدر ما توجه بركان الغضب للوزراء الذين يسعون للحصول على نفس الرقم، مع استبدال ستة أصفار للنجم بثلاثة فقط للوزير؟

الناس ترى أن الرقم مرتفع فى الحالتين، ولكن لأن (مرآة الحب عميا) فهم يتسامحون مع النجم الذى يحصل على أجره وفق آلية مباشرة يعبر عنها مردوده فى شباك التذاكر، أو بمقياس آخر، درجة كثافة المشاهدة التليفزيونية التى تتحول إلى إعلانات تدر أموالا على جهة الإنتاج، وطبقا لذلك يرتفع أجر النجم، ولو ترنح قليلا شباك التذاكر أو خفتت المشاهدة، يبدأ النجم فى رحلة (ودع هواك، واللى يروح مايرجعش)!!

أنت وأنا نسدد من حر مالنا وبرغبتنا أجور النجوم، شباك التذاكر هو صندوق الانتخابات الذى لا يمكن التلاعب فى نتائجه.

عادل إمام كان يقول دائما لا أحد يمنحنى أجرى فى السينما والمسرح والتليفزيون سوى الناس، النجم يتعرض دائما لاختبار قاس، أقصد (ترمومتر) لقياس درجة الحب، أحمد زكى كان يقول لى: فلوسى أخذها المنتج مسبقا من الشباك ووضعها فى خزنته وسوف يعيدها لى مضافة إليها الفوائد!!

الدولة تأخذ منك الضرائب ومن تلك الحصيلة تدفع بالنيابة عنك أجر الوزير، أنت مجبر أن تدفع للدولة، سواء رضيت عن العرض الذى تقدمه الدولة أو الوزير أم لا، النجم تستطيع عقابه، لو لم يعجبك العرض، بأن تحجم عن رؤيته فيتضاءل بالتبعية مردود شباك التذاكر أو كثافة المشاهدة، بينما الوزير مهما أخفق بل وحتى بعد أن يفقد منصبه تظل أنت تتحمل تكاليف راتبه بعد المعاش. الناس قطعا ترى أنها من الممكن أن تحتل كرسى الوزير ويصبح لديهم سكرتارية وموظفون وعربة وسواق وهيلمان، فهم ليسوا بحاجة إلى موهبة، خاصة صوت جميل أو قدرة على التمثيل، ولكن فقط (شوية بوليتيكا).

الستة أصفار عندما تسبقها برقم 45 يتسامحون معها وعيونهم تقول ربنا يزيد ويبارك، بينما أبوثلاثة أصفار عينهم دائما عليه!!

(المصري اليوم)

التعليقات