ثمن الغطرسة !

 
ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اضطهاد وقهر وتمييز عنصري يقشعر له البدن علي أيدي المستوطنين اليهود ونتيجة لسياسة الأمر الواقع التي تفرضها حكومة نتنياهو ومن قبلها معظم رؤساء الحكومات الإسرائيلية علي السكان العرب المسلمين منهم والمسيحيين، تؤكد بما لا يجعل مجالا للشك لجميع دول العالم ممارسة الدولة الإسرائيلية لسنوات طويلة سياسة ممنهجة للتفرقة علي أساس ديني. وما أقوله ليس سرا وليس بمفاحأة لأحد ولكن ما يؤلمني أننا تجاهلنا  لسنوات طويلة المأساة التي تعيش فيها الأسرة الفلسطينية كل يوم ثم نأتي اليوم لنتعجب لنقل السفارة الأمريكية للقدس واحتفال السفارة الإسرائيلية بإحدي فنادق القاهرة بالذكري السبعين لقيام دولة اسرائيل.  وأتعجب اكثر من ردود افعال العديد ممن ينتمون للطبقة الميسورة من المصريين وهم يدعون اننا أقحمنا أنفسنا في حروب وضحينا من أجل الفلسطينيي، وأننا تكبدنا الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية من أجل القضية الفلسطينية، وفي النهاية تبين تورطهم في دعم الاخوان المسلمين والجماعات الإرهابية للنيل من استقرار مصر. 
والحقيقة ان هذا الإ دعاء ما هو إلا هراء يرددونه لا يختلف عن كافة المغالطات التي بتنا نسمعها يوميا حتي أصبحنا نعيش داخل فقاعة من الأكاذيب والتضليل. 
وقد تكون حرب ٤٨ هي الحرب الوحيدة التي قامت من اجل فلسطين  إلا انها انتهت بخسارة الجيوش العربية وتسببت في قيام دولة اسرائيل.  وكان اقتصاد مصر في تلك الفترة من أقوي اقتصاديات العالم.
اما العدوان الثلاثي علي مصر فكان بسب تأميم مصر  لقناة السويس.
حرب ٦٧ لم تكن بسبب الفلسطينيين بل بسبب الغطرسة  الغير مدروسة لعبد الناصر وأحلامه الشخصية بقدرته علي احداث ما يراه من تغييرات في المنطقة العربية واعتماده علي التقدير الغير مسؤول من عبد الحكيم عامر. وتجلي هذا في تورطنا في حرب اليمن ودعم الانقلابات في العراق وسوريا والسودان وليبيا. وتصور عبدالناصر  ان اسرائيل لقمة سهلة فجائت الهزيمة واحتلت اسرائيل سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان والقدس الشرقية. 
وحرب ٧٣ استهدفت فقط استعادة الاراضي المصرية والسورية والاردنية المحتلة.
أما ما يشار اليه من دعم الاخوان والارهاب فأصابع الاتهام تشير فقط لحركة حماس وليس لعموم الشعب الفلسطيني. 
والحقيقة ان المواطنين الفلسطينيين المقيمين داخل اسرائيل والأراضي المحتلة هم الوحيدون المسئولين عن ابقاء القضية الفلسطينية حية حتي الأن حتي وان كانت مريضة.
اما العالم الذي يندد احيانا ويبدو قلقه احيانا فعليه ان يخجل من نفسه. 
تحية للمواطن الفلسطيني الحر
التعليقات