للراحلين الكبار سعاد حسنى وأحمد زكى والشاعر صلاح جاهين والملحنين كمال الطويل وعمار الشريعى والمخرج يحيى العلمى، عن قصة للرقيقة الموهوبة، متعها الله بالصحة والعافية، الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، قبل 32 عاماً، إطلالة فنية لا تُنسى، «هو وهى» مسلسل استثنائى، تعددت محاولات إقناع «سعاد» بتقديم جزء ثانٍ منه، إلا أنها أرادت أن تصبح هى المرة اليتيمة لها على الشاشة الصغيرة، البعض لم يكتفِ بهذا القدر، فأراد استدعاء «سعاد» مجدداً بالبحث عن أى وشائج قربى بين الفنانة المنتحرة أو المقتولة، مريم رياض، فى مسلسل «عوالم خفية»، و«سعاد». محاولة أراها متعسفة جداً للبحث عن خيوط قربى وتشابه بين الشخصيتين.

لم تترك شقيقة «سعاد» كعادتها الفرصة تفلت منها، فأمسكت فى رقبة مسلسل «عوالم خفية»، مؤكدة أنها قصة حياة سعاد حسنى، مستعينة بكتاب أصدرته قبل عامين، «سعاد.. أسرار الجريمة الخفية»، واعتقدت أن تكرار كلمة «خفية» فى العنوان يُعتبر قرينة على السرقة.

الورثة عادة يبحثون عن بقعة ضوء يطلون من خلالها على الناس مجدداً، وهذا بالمناسبة لا ينفى أن الكاتب من الممكن أن يستعين ببعض خيوط الواقع فى عمله الخيالى.

الكثير من الروايات الخيالية لها ظل من الواقع، مثل «اللص والكلاب»، عن حياة محمود أمين سليمان، السفاح الشهير، الذى أطلق عليه نجيب محفوظ اسم «سعيد مهران»، إلا أنها من الناحية القانونية بعيدة عن السيرة الواقعية، التى تمنح صاحبها أو الورثة مسوغات قانونية لإيقاف العمل الفنى أو الحصول على تعويض.

مثلما استوحى وحيد حامد شخصية السياسى الشهير فى «الراقصة والسياسى» إخراج سمير سيف، كما أن صلاح نصر فى «الكرنك» أشار إليه نجيب محفوظ بشخصية خالد صفوان، الذى أقام فى منتصف السبعينيات دعوى لإيقاف عرض الفيلم، وخسر القضية، الكاتب الكبير موسى صبرى فى «دموع صاحبة الجلالة» أراد أن ينال من الكاتبين الكبيرين محمد حسنين هيكل ومحمود عوض، فتضمنت الرواية بعض وقائع شخصية لـ«هيكل»، بينما أُطلق على الشخصية اسم «محفوظ عجب» ليستدعى على الإيقاع اللفظى اسم محمود عوض.

شخصية مريم رياض هى مفتاح المسلسل، وهى تحديداً حيرت المخرج رامى إمام وأيضاً عادل إمام فى العثور على مَن تؤديها، وتتابع اسما ليلى علوى وداليا البحيرى، وترددت أسباب مختلفة للاعتذار، إلا أن المؤكد أن الأجور المليونية التى يحصل عليها النجوم مقابل تسويق أعمالهم بأسمائهم فضائياً لعبت دوراً، بينما اسم عادل إمام وحده يكفى، فلم يعد هناك أى مبرر لدفع أجور أخرى بالملايين، وهكذا وقع الاختيار فى نهاية الأمر على رانيا فريد شوقى.

شخصية مريم رياض لديها أسرار مجهولة، وأظن أن المسلسل سيتطرق إلى قضايا شائكة لتزداد الأحداث سخونة، وما تردده الشائعات باعتباره هو الحقيقة عن حياة سعاد حسنى.

التفاصيل المتداولة عن حياة ومقتل سعاد حسنى طبعاً لا تُروى، وغير صحيح أن «سعاد» سجلت بصوتها شيئاً منها، وشخصيتها أبعد تماماً عن أن تتورط فى الحديث عن تلك المناطق الحرجة، إلا أن مريم رياض سيكون من حقها درامياً اقتحام كل ما هو شائك وغير معلن أو موثق فى حياة السندريلا، ورغم ذلك فإن «عوالم خفية» لا يروى حياة السندريلا!!.

(المصري اليوم)