السلم والثعبان ودراما رمضان

فى رمضان يُكرم النجم أو يهان مقولة قاسية إلا أنها مع الأسف الشديد صحيحة تماما، اختبار رمضان ملىء بالدروس التى تُطل منها ليس فقط على الدراما بل الحياة، كلنا نقع تحت طائلة قانون (السلم والثعبان) إما نجد على الرقعة سلما يدفعنا للقمة أو نواجه لدغة ثعبان يخسف بنا الأرض. يبدو أن الشاشة الصغيرة أخذت على عاتقها مسؤولية إصلاح غلطة الشاشة الكبيرة تجاه المرأة، النجمات يتصدرن (الكادر) نتابع مثلا مى عز الدين وزينة ونيللى كريم وغادة عبدالرازق وعبلة كامل وانضمت للقائمة دينا الشربينى فى (مليكة) وتقف متأهبات على الخط روجينا وحنان مطاوع وريهام عبدالغفور وأمينة خليل حتى لو لم يحتلوا مقدمة (التترات)، والبطولة المطلقة قادمة لا ريب فيها، لم يتبق من جيل الكبار صامدا سوى يسرا التى واجهت شراسة المعركة بذكاء وهدوء، فلا تخلو كل مسلسلاتها من إيقاع شبابى وآخرها (لدينا أقوال أخرى).

ميرفت أمين تلعب فى مساحة خاصة، فى العام الماضى فرضت البطولة الجماعية تواجدها فى (لا تٌطفئ الشمس)، هذا العام تقف فى مساحة درامية تليق بها، يتصدر (بالحجم العائلى) تسويقيا يحيى الفخرانى، وهى تُقدم دورها بجواره بدفء وخفة ظل.

فى سوق الدراما لدينا عشوائية وتخبط وصراعات وضربات تحت الحزام، ومؤسسات خارج نطاق الفن تملى شروطها، إلا أن النجوم الذين تمت إزاحتهم من الخريطة فى اللحظات الأخيرة، يتحملون قسطا وافرا من المسؤولية بعد أن فقدوا شيئا من الجاذبية الجماهيرية، فتضاؤل الرهان عليهم، وهكذا فى اللحظات الأخيرة، دفع نجوم (الحُركرك) الثمن، مثل عمرو سعد وخالد النبوى وروبى، تبخرت فى لحظات وعود الفضائيات.

هناك من صعدوا من أسفل ليحتلوا المقدمة، فكان ينبغى أن يفسحوا لهم الطريق، أسماء مثل أمير كرارة نموذج متحقق لمشروع نجم جماهيرى، تواجد راسخ وقفزة جماهيرية فى (كلبش2)، عمرو يوسف يقترب أكثر مع (طايع) لنجومية التليفزيون، ياسر جلال كان هو الحصان الأسود فى رمضان الماضى فى (ظل الرئيس)، استطاع مواصلة الحضور مع (رحيم ) ليصبح ورقة رمضانية مضمونة، مصطفى شعبان أدرك أنه وصل لمرحلة ما بعد التشبع فى مسلسلاته السابقة فانتقل 180 درجة إلى (أيوب)، ناهيك طبعا عن صاحب الأجر والترقب الأعلى فى الدراما محمد رمضان ( نسر الصعيد). أضعف الحلقات فى تلك المنظومة هى الكوميديا وتحديدا جيل (مسرح مصر)، حتى الآن لم تتحقق الجماهيرية الطاغية لأى منهم، نترقب منذ سنوات أن يظهر النجم الكوميدى الفارق عن جيله دون جدوى، الكل يجرى محلك سر، لأنهم جميعا وقعوا أسرى الإيفيه. أكثر نجمين حافظا على المكانة الخاصة فى قلوب الناس عادل إمام ويحيى الفخرانى، عادل ظاهرة كونية، بقاؤه أربعة عقود على القمة الرقمية لم ولن يحدث مصريا ولا عربيا ولا دوليا، تضاءل عطاؤه فى السنوات الأخيرة، كما أن الأسرة تحيله حاليا إلى مشروع استثمارى لصالح رامى إمام، إلا أنه هذا العام فى (عوالم خفية) أفضل من (عفاريت عدلى علام)، ويبقى الحديث عن حالة من الإشعاع والوميض، إنها نفحة سماوية تسرى فى وجداننا، أتحدث طبعا عن زعيم الدراما العربية بلا منازع يحيى الفخرانى ورائعته (بالحجم العائلى) لهالة خليل ولنا قريبا معه وقفة قادمة.

(المصري اليوم)

 

التعليقات