مؤامرة راموس الكونية

منذ أكثر من أسبوع عبْرنا نحن المصريون عن استيأنا مما فعله راموس في محمد صلاح لأن الموضوع خرج عن الرياضة إلى شبهة تعمد الإيذاء و لكن الموضوع لا يجب أن يخرج عن كونه مباراة لكرة القدم لأن من الممكن أن يلعب صلاح بجانب راموس فى ريال مدريد و يصبحوا حبايب ، و لأن البعض وصلت به نظرية المؤامرة لدرجات مرضية و فعلا يحتاجون لمراجعات نفسية بدأ يتحدث عن محاولة الصهيونية العالمية إيذاء مصر و ضربها في مقتل عن طريق راموس ثم ذهب البعض ابعد من ذلك عندما تخيل أن شيخ خليجى شهير دفع لجهة ما حتى يكسر راموس صلاح ليتسنى لبلاده  الفوز على مصر في كأس العالم، ثم سمعنا عن المحامي الذي يريد الشهرة يرفع قضية على راموس في مصر لمطالبته بتعويض مليار يورو هذا غير مئات من التعليقات على الفيسبوك وصلت لمرحلة الجنون العقلي و لكن أقوى تعليق هو ما قاله المذيع الشهير الذي أراد أن يقف المصرييون جميعا أثناء الإفطار و الفجر ليدعوا على راموس بطريقة شعرت أنني على باب السيدة و ليس أمام قناة تليفزيونية . لقد حان الوقت للاستماع الى أصوات العقل لكى نضع الأمور في نصابها الصحيح في الإعلام لكن أيضا دعونا نعترف أن الإعلام المرأى ليس له أي تأثير على شريحة كبيرة جدا من الشباب  هذه الشريحة تستقي معلوماتها من مواقع التواصل و هذه هي المصيبة الكبرى فيستطيع اي شخص مسلوب الضمير أن ينشر أخبارا كاذبة لكن بصيغة محترفة يصدقها الناس على المواقع ثم تنتشر و تصبح ككرة الثلج التي قد تدهس كل من هم أمامها.  انا طبعا لا أنكر أن هناك مؤامرة واضحة على مصر من قوى شريرة معروفة و واضحة  و لكن لا يجب أن تتحول هذه المؤامرة إلى مرض نعلق عليه كالشماعة أي محنة أو اخغاق  لأن البعض قد وصلت به البجاحة أن يعتبر  الفساد المنتشر في الجهاز الإداري للدولة هو مؤامرة خارجية و هو نفس البعض الذي يسرق الشعب و يعطل مصالحه و هو نفس البعض الذي لا يعلم التلاميذ في المدرسة حتى يجبروهم على أخذ الدروس الخصوصية عندهم و هم نفس البعض الذي يتوقف عن العمل أثناء صلاة الظهر و العصر ثم يعود بعد ما قد أدى الصلاة يطالبك برشوة حتى ينهي مصلحتك التي هي أصلا من حقك. هل هناك حل لهذه المعضلة المعقدة التي تنمو يوميا مع نمو السكان المطرد، قولا واحدا نعم و لكن هذا يحتاج إلى حل علمي  يعتمد على تناغم بين جميع الأجهزة المعنية لتنفيذ توصيات لجنة تتشكل غالبيتها من علماء كبار متخصصين في علم الاجتماع مع بعض علماء الطب النفسي من جيل الشباب و الوسط حتى يكونوا على دراية بطريقة تفكير شريحة الشباب و لابد اولا ان نحلل طبقة الشباب و نقسمها إلى أقسام مختلفة بناء على الخلفيات الثقافية و المادية و العلمية و العمرية المختلفة فلا يمكن أن نختزل هذا التنوع الكبير بل المعقد أحيانا  في كلمة الشباب ككيان واحد لأن داخل هذا الكيان اختلافات عديدة لابد أن تدرس كل بذاتها، ان دور هذه اللجنة هام و قد يغير وجه مصر تغييرا شاملا لأن الدولة هي الشعب و ليست الحجر و التنمية المستدامة تبدأ بالاستثمار في الناس  فإذا توصل هؤلاء العلماء الى اسباب رسوخ فكرة الانجاب عند الشباب بعد الزواج مباشرة ,هل السبب مثلا لإثبات الذات حيث أنهم لم يستطعون إثبات ذاتهم في مجالات كانوا يحلمون بها ام انه ضغط من المجتمع و الأسرة على الشاب المتزوج حديثا لكي ينجب سريعا ام ان هناك احتمالات أخرى لها علاقة بإثبات الرجولة أمام المجتمع.
لقد ذكرت هذه النقطة تحديدا لأنها تساوي نصف المشكلة و نصف الحل فالزيادة السكانية تلتهم اي تنمية الا اذا كانت مع تنمية اقتصادية ثلاث أضعاف النمو السكاني أي أكثر من ٧.٥% في هذه الحالة طبعا ستكون الزيادة السكانية مطلوبة لكن في الوقت الحالي هي نقمة على مصر لأن معدل إنتاجية المواطن صغيرة جدا و لا أريد أن أسمع من البعض حكاية الصين كمثال لدولة لديها انفجار سكاني و في نفس الوقت استطاعت أن تحقق معدلات قياسية للتنمية لأننى سأرد بنفس الرد الذى أكرره دائما و هو  أن الصين أوقفت تقريبا معدل الزيادة السكانية بعد فرض قانون الطفل الواحد لمدة ٤٠ سنة فهل نستطيع في مصر إصدار هذا القانون في ظل هذه الشبكة العنكبوتية من الافتاءات الدينية التي تصدر من زوايا السلفيين، إذا دعونا نكون عمليين و نبدأ بجمع علماء الاجتماع و النفس حتى نلحق ركب التقدم قبل أن يفوتنا. 

التعليقات