«كراكشنجى دبح كبشه».. الإعلام وتفنيط أوراق الكوتشينة أكثر من مرة!

إعلامنا ينطبق عليه رائعة أحمد عدوية (كراكشنجى دبح كبشه/ يا محلى مرقة لحم كبشه) الجزار كراكشنجى الذى لا يجد متعته إلا وهو يذبح (عكشو فركش/ نكشو طنش/ قلشوا اقلش)، وما نراه من تخبط فى القرارات هو حالة مزمنة من القلش!!.

طبعا كثيرا ما نتابع تلك المتغيرات من خلال مقدمى البرامج، فهم رأس جبل الجليد الذى يطفو على السطح، إنهم النجوم الذين يشكلون ولاشك قوة وحضورا لهذه القناة أو تلك، المذيع ينال مكانته من خلال كثافة المشاهدة ودرجة التواصل التى تعلن عن نفسها.. بالطبع، هناك أحيانا تلاعبات ومجموعات تروج، وخير دليل على ذلك ما يجرى فى الدراما من تناقض فى الأرقام بين المسلسلات ونجومها.. ورغم كل هذه المؤثرات لا يمكن غض الطرف عن تواجد وتأثير عدد من المذيعين، مثل عمرو أديب الذى شكل فى السنوات الثلاث الأخيرة ورقة قوة أو هو الورقة الأقوى فى الفضائيات، صاحب الحضور والأجر الأعلى عربيا وليس فقط مصريا، تراه مثلا وهو يودع جمهوره فى حلقة، ثم فى الثانية يؤكد أنه لم يتحمل ألم الفراق وهو باق معهم، ثم يختفى من الشاشة وسره معاه.

الإعلام ليس مجرد مذيع مهما تمتع بـ(كاريزما)، ولكن يجب أن يمتلك بوصلة تتيح له أن يتحرك وسط منظومة بها الكثير من الألغام، وأيضا العيون التى ترصد كل كلمة، وربما يسىء البعض تفسيرها، إنها قطعا ضريبة النجومية.

ما نراه على مختلف الشاشات يؤكد أن هناك أكثر من منهج، وهكذا تتعدد الإيرادات، ومن ثم القرارات بين الأطراف المتصارعة، والدليل الملموس أن الخريطة لا تمكث سوى أسابيع ثم تتبخر.

مقدم البرامج مثل النجوم قد تحدث له فى لحظة ما درجة انطفاء، وتجد الستار بدأ يسدل تدريجيا، ذكاء المذيع قطعا يلعب دورا فى مقاومة علامات الأفول، والشاطر هو من يقرأ الشفرة ويحدد موقفه.

تتغير ولاشك التوجهات بين الحين والآخر، ويبقى السؤال: كيف يتحرك المذيع على الأشواك ويحافظ على مصداقيته وفى نفس الوقت لا يصل لمرحلة الصدام مع الجهات التى تملك القرار؟

قوة مصر الناعمة فى فنونها وإعلامها، لدينا بنية تحتية، ربما لا نشاهد على السطح سوى مقدم البرامج، هناك كوادر متألقة فى الديكور والتصوير والمونتاج والإعداد، ونملك عقولا قادرة على القيادة، تشكل قوة فاعلة تستطيع أن تجد طريقا لكى نعبر الأزمة التى يعيشها إعلامنا تصب لصالح الناس فى النهاية، بشرط أن ننصت لخبرات إعلامية فى بلادنا، ليس بالضرورة أن تشارك بتقديم برنامج، ولكنهم أشبه بالمايسترو الذى يضبط (الدوزنة) بين كل الآلات.

لدىّ أمثلة قطعا تستطيع لو أنصتنا لها أن تضيف الكثير، ولن أذكر أسماء حتى أبتعد تماما عن شخصنة الفكرة، فهى تتجاوز الخاص للعام.

إعلامنا بكل أجنحته يجب أن يتمتع بمساحة حرية أكثر، وأن نرى أيضا تنوعا بين الخاص والحكومى، وأن يعود للمنظومة عدد من المذيعين بعد أن صاروا خارج نطاق الخدمة رغم تمتعهم باللياقة، ولن أذكر أيضا أسماء، ننتظر شيئا من الخيال.هذا هو ما ينقذ الإعلام، وبعدها فنطوا أوراق كوتشينة مقدمى البرامج كما يحلو لكم، فقط لا تسمحوا لكراكشنجى بالاقتراب!!.

(عن المصرى اليوم )

 

التعليقات