«رجب».. والحقيقة التي يهرب من الاعتراف بها!

هل تتذكرون شخصية (المحلل) الشرعى الذى يتزوج صوريا على الورق من الثرية الحسناء، من أجل أن تعود لزوجها، الذى استنفد مرات الطلاق التى يحددها الشرع بثلاثة؟ فى الأفلام غالبا ما ينقلب الأمر، وتقع الزوجة فى غرام المحلل ويتحول الصورى إلى واقع و(توتة توتة).

طبعا هذا يحدث فقط على الشاشة، بينما على أرض الواقع لا يوجد غالبا (توت)، ويكتفى المحلل (بالقرشين ، فيلم (بيكيا) من إنتاج أحمد السبكى منتج (الديزل)، بديهى لا أحد يلقى بفيلمه إلى التهلكة حتى لو كان مجرد (بيكيا) إلا إذا؟ وسوف نحاول العثور على (إلا إذا)، الفيلم يحل بالأرقام فى المركز السابع والأخير ومنذ اليوم الأول للعرض، الحقيقة أن المنتج أصر على أن يضحى به بينما رجب يعلم أنه لا يحق له البكاء بصوت مسموع، فهو يذرف الدموع مع نفسه، ويطبطب على نفسه بنفسه.

كل تجاربه السابقة التى تصدر فيها (التترات) لاقت هزائم فادحة وفاضحة، صحيح أنه ظل طوال السنوات الأخيرة يعيش دور البطل، لا بأس قطعا من بعض التنفيس، فهو يردد دائما أنه جهبز السينما ونجم الأفيش الأول، لا يعنيه رأى النقاد ولا حتى الناس، متجاهلا أن الأرقام مثل قطنة (أبلة نظيفة) ما بتكذبش، وبالطبع المنتج يعلم حقيقة الرقم والسبكى، يدرك أن (كل برغوت على قد دمه) ورجب سيرضى بالقليل فى كل شىء، فلا دعاية ولا ميزانية أساسا، شركات التوزيع لديها تجارب سيئة مع كل أفلام رجب فهو لا يحقق أى تماس مع الجمهور، وهو لا يملك سوى سلاح الصحافة والإعلام ليؤكد وجوده، فتجده مرة غلاف مجلة وأخرى مانشيت جريدة، إلا أن قانون السينما لا يعترف سوى بمردود شباك التذاكر، ولهذا فإن الفيلم من الصعب العثور عليه، أكثر من مرة اتصل بدار عرض تعلن عن (بيكيا)، وبعد أن أصل للسينما أكتشف أنه قد تم رفعه، وهذه هى الخطة، المنتج حجز شاشتين لفيلمين ولديه فيلم لا يحقق إيرادات فيصبح من السهولة أن يضع فيلم (الديزل) بدلا منه الذى يقش الإيرادات، وأصحاب دور العرض يرحبون بتلك المقايضة، لأنهم يتقاسمون الأرباح مع المنتج، ورجب يبكى ويتألم إلا أنه لا يستطيع أن يتكلم.

الفنان لا يحدد مكانته، الناس هى التى تحدد ذلك، نعم يستطيع رجب أن يجد بين الحين والآخر معادلة ما تضعه بطلا على الشاشة، وفى كل مرة يخسر، ويهبط السقف المتاح له من الفرص، أعترف لكم أنه الفيلم الوحيد الذى لم أتمكن من مشاهدته لأسباب خارجة عن إرادتى، كل محاولاتى باءت بالفشل ولهذا فأنا أكتفى بالحديث هذه المرة عن حالة رجب وليس حال الفيلم.

رجب ممثل موهوب له مساحته التى من الممكن أن تسمح له بالحضور على الشاشة، ولكن عليه أن يتعلم الدرس من فنان موهوب واكب خطواته مثل فتحى عبدالوهاب، امتلك فتحى الذكاء الذى يعنى القدرة على القراءة الصحيحة للواقع، حصل فتحى على العديد من أدوار البطولة ولكن أفلامه والتى كان يتصدر هو (الأفيش) و(التترات) لم تكن تحقق الإيرادات التى تنتظرها شركات الإنتاج، فلم يتشبث بوهم البطل نجم الشباك أمسك بما هو أهم أنه ممثل موهوب وهكذا تجده فى أكثر من فيلم ومسلسل لا يتصدر العمل الفنى، إلا أنك من المستحيل أن تنسى تلك الطلة ولا كل هذا الحضور، فأصبح مع الزمن له رصيد متميز، ولدينا أيضا تجربة ماجد الكدوانى لعب قبل 12 عاما بطولة فيلم (جاى فى السريع) فحقق الفيلم فشلا ذريعا، ولم يتشبث بعدها بالبطولة، صار الآن هو حاصد الجوائز الأول فى السينما المصرية.

أعلم أن رجب ليس لديه موهبة فتحى ولا حضور ومرونة ماجد، ولكن لا أنكر عنه أن لديه ما يقدمه فى مساحات درامية أقل، وإلا سيصبح الأمل الوحيد أمامه أن يحترف بأفلامه دور (المحلل)!!

(المصري اليوم)

التعليقات