** يرى كثيرون أن الدورى المصرى هذا الموسم شديد القوة أو شرس للغاية، ويبررون ذلك بتقارب المستويات. وسقوط المسافات. والتساوى فى النقاط. وهذا رأى انطباعى.. فهل الدورى قوى هذا الموسم فعلا وما هى معايير القوة؟
** أولا: فى كل موسم تقريبا يوصف الدورى بالقوة.. ومراجعة بسيطة للمواسم السابقة تكشف ذلك.
** ثانيا: التقييم لأى مسابقة ينقسم إلى قسمين. الأول فنى داخل الملعب.. وهذا يكون مرئيا مشهودا، ويجب أن نراه بعمق. والثانى يتعلق بالأمور التنظيمية والأخلاقية الرياضية وهذا حديث آخر..
** ثالثا: الجزء الفنى يرتبط بطرق اللعب والأساليب الجديدة التى يقدمها بعض المدربين، ودرجات الإبداع عند بعض اللاعبين، ومفهوم اللعب الجماعى عند معظم الفرق، ومدى تنوع الأبطال، وفلسفة اللعب عند الجميع. فهل يلعب الجميع كى يكسب أم أن ثلاثة أرباع هذا الجميع يلعب كى لا يخسر؟!
** رابعا: فيما يتعلق بهذا الموسم تحديدا.. ففى الأسبوع الحادى عشر كان الإنتاج الحربى يحتل المقدمة، يليه الزمالك ثم سموحة ثم بيراميدز.. وتتقارب النقاط فى القمة وفى الجدول كله. إلا أن الإنتاج لعب 11 مباراة وسموحة لعب 10، وبيراميدز لعب 9. والأهلى لعب 6، والمصرى لعب 7. والإسماعيلى لعب 9 لكنه واقعيا كان غائبا من بداية الموسم.. فكيف يمكن تقييم مستوى الدورى على أساس أن القمة يحتلها الإنتاج بينما الأهلى لو فاز فى مبارياته الخمس المؤجلة سوف يتصدر، والزمالك لو فاز فى مبارياته الثلاث المؤجلة سوف يدخل فى السباق مع الأهلى. والمصرى أيضا مرشح للعودة إلى دائرة القمة.. وهذا يعنى أن الصدارة الآن خادعة، وهذا مع تسجيل الأمل والأمنية فى استمرار الإنتاج متصدرا..!
** خامسا: المنافسة على البطولة لم تشهد تغييرا حقيقيا منذ عقود.. فهى غالبا بين الأهلى والزمالك، ويدخلها الإسماعيلى أحيانا والمصرى فى أحيان. ولأن المنافسة فى الدورى الإسبانى بين برشلونة وريال مدريد بالدرجة الأولى، فإن المسابقة لم ترق لمستوى البريمير ليج الذى يشهد تنافسا على قمته بين 6 فرق!
** سادسا: لاشك أن خريطة الكرة المصرية تغيرت، وظهرت فرق جديدة، وغابت فرق قديمة، لكن التغيير الذى ينعكس على الألقاب لم يتحقق بعد.
** سابعا: من الناحية الفنية تتسم بعض المباريات بالسرعة. لكنها سرعة العشوائية، والارتجال. وضعف التكتيك وضعف اللياقة البدنية. فالكرة تذهب وتروح بين فريقين بتمريرات طويلة. والمباراة تمضى بين الفريقين ذهابا وعودة، مثل مباريات البينج بونج لأن الهجمات لا تكتمل والكرة تقطع بأسرع مما تمضى. واللاعبون يجرون خلف الكرة. والتحركات بدون الكرة قليلة لقلة اللياقة وقلة الحيلة. والسرعة المحلية حين تقارن بسرعة المباريات الأوروبية، سوف تكشف أنهم هناك يلعبون كرة سريعة بتمريرات عديدة متبادلة وبأداء جماعى، فيهاجم فريق الفريق الآخر ثم يرد الآخر بهجوم مضاد وبتمريرات تصل إلى 15 و20 تمريرة، فتبدو تلك المباريات كأنها صراع جيوش منظمة وتشارك فى العمليات قوات مشتركة، بينما مبارياتنا تبدو فى أحيان كأنها حروب بين ميليشيات تضرب وتجرى.... هل الفارق واضح؟!