«رانيا» والفصل الثانى

الأمور تجرى بسرعة وتنقلب فى لحظات من النقيض للنقيض، وهكذا وجدنا النقابة بعد أن فتحت اتهاماتها (ع الرابع) ضد رانيا وأخواتها، فى أول بيان لها وهى تدافع عن الفضيلة والأخلاق، وضرورة أن يتحلى أفراد النقابة بتلك القيم، وبين السطور كانت توجه اتهاماً قاسياً إلى رانيا، إلا أننا وجدناها فى بيانها الثانى تقف فى نفس الخندق مع رانيا، وهى وطبقاً للاتفاق مع النقابة، قررت أن تُصدر بياناً تعتذر فيه عما ارتدته أو حتى لم ترتدِه، إلا أن الملف لم يغلق بعد، حيث إنها صارت (لوحة تنشين) فى العديد من القضايا التى تنعتها بتهمة خدش الحياء والدعوة للرذيلة، وهذا هو ما دفع النقيب فى بيانه الثانى التأكيد على أنه سيرسل فريقا من المحامين للدفاع عنها، بعد أن كان قد أسقط أى حماية ممكنة لها فى بيانه الأول، تغيير قدره 180 درجة.

رانيا حتى تريح وتستريح وجدت أن الحل هو توجيه الاتهام لـ(البطانة) التى لم تصمد طويلاً فى الفستان، مما أدى لفضح ما أرادته أن يكون مستوراً، ولو صح ذلك لتوجه فريق المحامين الذى وقف فى خندق رانيا لكى يغير البوصلة مباشرة، بمقاضاة بيت الأزياء الإيطالى الشهير، الذى أدى إلى تلك الفضيحة، وسوف تحصل، لو صح الاتهام، على تعويض يُقدر بملايين اليوروهات، نظراً للضرر الأدبى الذى أحل بها، ولا أستبعد حتى أن فريق المحامين الذى يريد إدانتها بسبب الفعل الفاضح، سوف يتوجهون جميعا فى هذه الحالة إلى فريقها للدفاع عنها، عملاً بالمثل الشهير (أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى ع الغريب)، لتتوحد صفوف المقاتلين من جهابذة القانون للدفاع عن بنت بلدهم، ضد الغريب، الذى باع لها بضاعة (مضروبة) لا تحميها (بطانة)، ولا أتصور أن رانيا ستضنّ عليهم باقتسام مبلغ التعويض الذى يقدر بالملايين من العملة الصعبة، لتعلن بعدها أنها سوف تحل بأموال تعويض (البطانة) مشكلة النقابة المتمثلة فى (البطالة) المتوحشة والتى سوف تزداد توحشاً، لأن عام القحط الدرامى بات يُطل بوجهه الشرس على الجميع.

كل الأطراف تلعب على كل الأطراف، على طريقة (كده وكده)، النقابة تمثل أنها توجه لرانيا صفعتين على الملأ (كده وكده)، فتكتب بيان الشجب، ورانيا تدّعى أنها تألمت (كده وكده) وتتظاهر أنها عرفت خطأها (كده وكده). النقيب أشرف زكى يعلم أنه عليه تقديم أحكام فنية بغطاء أخلاقى على الأعمال الفنية، حتى يتم تمريرها من الدولة، بينما الدولة فى جزء عميق منها تريدها أحكاماً أخلاقية مباشرة بلا أى غطاء، الفن لا يُقيم بالأخلاق، هو قطعا لا يتعارض معها، ولكن (الترمومتر) الأخلاقى لا ينبغى استخدامه فى التقييم، ويدخل فى المعادلة أيضاً الجمهور الذى لا يرضى سوى بالأخلاق الحميدة المباشرة فى تعاطيه مع الفن. كثيرا ما تلمح الحيرة التى يعيشها أشرف زكى، فهو فى صراع بين صفتى الفنان الأكاديمى، الذى يطبق معاييره الفنية، بينما أمام غضب الناس، يقرر أن يعلو صوته هو أيضا بالشكوى من المستوى الفنى المتردى، وهكذا قبل عامين أو ثلاثة وبعد أقل من 24 ساعة من عرض مسلسلات رمضان، اجتمع مجلس إدارة نقابة الممثلين، وقرر أن ما يشاهدونه على الشاشة الصغيرة، هو الإسفاف بعينه، رفع سترة الحماية عن الفنانين، فصاروا ملطشة للجميع، وأصدر بيان الشجب ضد دراما رمضان، وهو بالضبط ما فعله مع (رانيا يوسف) عندما سارع باتهامها علناً فى البيان الأول، قبل أن تتشعبط هى فى بطانة الفستان، إلا أن السؤال الذى سوف يطارد الجميع هو: لماذا لم تلتقط الكاميرا على الريد كاربت صورة البطانة، لو صح أن هناك (بطانة)؟!!.

(المصري اليوم)

التعليقات