المرأة ظالمة أم مظلومة؟!

فى أغلب أحاديث النجمات العالميات ستجد أن السؤال الذى يؤرقهن: لماذا يحصل النجوم على الأجر الأعلى؟.. ولا يختلف فى الحقيقة الأمر ما بين شرق وغرب، لدينا عادل إمام وأحمد حلمى ومحمد رمضان وكريم عبدالعزيز هم الأعلى أجرا، ولا يمكن أيضا مقارنة أجورهم بمنى زكى وهند صبرى ومنة شلبى ونيللى كريم.

 

تستطيع ملاحظة، فى المقابل، توجُّه عالمى تتعدد مظاهره لإنصاف المرأة، مثلا المهرجانات باتت لا تخلو عادة من منح تكريمات وزيادة متعمدة فى عدد النساء للمشاركة فى أغلب الفعاليات، مثلما قدم مهرجان القاهرة فى دورته الأخيرة بانوراما عن سينما المرأة العربية، الشعار الذى يدعو المرأة للبوح باسم المتحرشين الرجال، تجده ينتقل من مهرجان عالمى إلى آخر، وستلاحظ أنه لا مهرجان عربياً فعلها، وأظن لن يجرؤ أحد، لأن سيل الاتهامات لن ينقطع، لتكتشف أن قلة فقط من الفنانات لم يتم التحرش بهن، وتلك قطعا حكاية أخرى.
 
فى مصر، باتت لدينا مراصد عديدة تُطل من زوايا نسائية متباينة على حال الدراما والبرامج لتُثبت كم مرة قُدمت المرأة بصورة سلبية، رغم أن الرجل يُقدم دائما بصورة مشوهة، إذا لم تتساوَ فى العدد مع المرأة فإنها قطعا تتجاوزها، ولم نسمع عمن يدافع عن سمعة الرجل، دائماً منظمات المرأة والأمومة والطفولة تنشط لإدانة ظلم الرجل للمرأة، بينما لا أحد يجرؤ على أن يقترب من ظلم النساء للرجال.
 
مع ملاحظة أن النساء فى مصر كن الأغلى سعرا، مثلا الموسيقار محمد عبدالوهاب فى بدايات إنشاء الإذاعة المصرية الرسمية عام 1934، كان كثيرا ما يطالب بمساواته ماديا مع أم كلثوم، ولم يحدث أبدا العكس، ليلى مراد فى الأربعينيات كانت هى صاحبة الأجر الأعلى فى السينما، بل لا تزال فى تلك المكانة حتى الآن، وذلك طبقا للقوة الشرائية للجنيه المصرى قبل 70 عاما، لديكم أيضا فاتن وشادية وماجدة وهند وسميرة وسعاد ونادية ونجلاء وميرفت ونادية ونبيلة وغيرهن، كانت أسماؤهن تسبق النجوم على «الأفيش» و«التترات».
 
دعونا نرتكن فى نهاية الأمر إلى قانون العرض والطلب، أوبرا وينفرى عانت الكثير لأنها امرأة سوداء، إلا أنها نجحت فى أن تصبح الإعلامية الأولى، كما أنها أدبياً من الأكثر تأثيراً فى العالم، بل هناك من يرشحها لكى تُصبح أول رئيسة أمريكية.
 
ميريل ستريب تفوقت على الجميع، نساء ورجالا، فى عدد مرات الفوز أو الترشح لجائزتى «أوسكار» و«جولدن جلوب».
 
قبل بضع سنوات، تولت رئاسة لجنة تحكيم مهرجان «كان» المخرجة جين كامبيون، الحاصلة على «أوسكار» وعلى «سعفة كان»، وهى من المرات القليلة التى نالتها امرأة، ورغم ذلك فإنها كانت ترفض تماما تلك الدعوات التى كثيرا ما تتناول المرأة باعتبارها الكائن الأضعف الذى لم يحصل على ما يستحق، حيث شاهدنا احتجاجا نسائيا، بسبب عدم مشاركة أفلام نسائية فى المسابقة الرسمية لـ«كان»، وأخرى قبل بضع سنوات فى «الأوسكار».
 
لا أنكر قطعا أن هناك نظرة ظالمة للمرأة فى العديد من مظاهر الحياة، إلا أن فى العلاقة مع الفن والإبداع تحديدا ينبغى أن نترك الكرة فى نهاية المطاف لمشاعر الناس.
 
المرأة المبدعة لا تحتاج لمن يدافع عنها ويمنحها جائزة، الفن لديه ترمومتر اسمه «الوجدان»، ينحاز فقط للأجمل، المخرجة اللبنانية نادين لبكى هى الآن الأهم عربيا، وهى فقط المرشحة هذا العام بفيلمها «كفر ناحوم» لاقتناص أوسكار أفضل فيلم أجنبى، بينما تساقط مبكرا كل المخرجين العرب.
( المصرى اليوم)
التعليقات