نواصل الحديث عن النماذج السلبية التي قدمتها الدراما التليفزيونية في رمضان، ونقف هذه المرة عند مسلسل حكاية مرة. مرة كانت أمها عاهرة، وتقوم بأي عمل يأتي لها بالنقود. تقول مرة عنها إنها كانت تهتم بالجنيه أكثر مما تهتم بها، لذلك خرجت مرة إلي الدنيا أسوأ من أمها، فباعت أولادها الثلاثة لرجل اسمه الخواجة يعقوب، وقتلت زوجها، ثم رحلت عن القرية.
تشق مرة حياتها مرتكبة كل الجرائم، فتقتل مثلاً الخواجة يعقوب بعد أن تعرف منه لمن باع أولادها، وتسرق ماله، وتزور مستندات وشهادات لنفسها باسم جديد، هو مروة سلطان، وتذهب إلي الرجل الثري طارق التميمي الذي تنسب إليه إحدي بناتها، وتتزوجه، فنظن أنها تسعي لرعاية بنتها، وأنها ستقوم بدور الأم مع بقية الأولاد، لكن ظننا يخيب، فنراها تمارس أسوأ التصرفات ضد أولادها، حتي إن بنتها التي تنتسب لطارق التميمي تكرهها. ثم تفتتح مروة سلطان ملجأ نشم من تعاملاتها أنها تستغله للقيام بأعمال غير مشروعة ضد الأطفال.
تتواصل أفعال مروة سلطان السوداء لمدة عشرين عاماً، وحين يكبر الأولاد يتقدم أحد الشباب للزواج من بنتها، لكن أهله يتعرفون عليها لأنهم رأوها حين كانت تسمي مرة، وتبدأ الدائرة تضيق، وتبلغ الخسة بمروة لحد أن تتآمر علي زوجها الذي عاشت في كنفه عشرين عاماً، لكن الشاب الذي كان سيخطب ابنتها يسلم تسجيلاً صوتيا بمؤامرتها لزوجها، وينتهي الأمر بأن يستولي زوجها علي ما جمعته من ملايين، ويقدمها للعدالة، إلا أنها لا تستسلم بل تهدد محامياً كبيراً اشتري ابناً من أبنائها بأنه إما أن يترافع عنها أو تكشف للناس أنه ليس والد هذا الابن، فيترافع الرجل عنها ويحصل لها علي البراءة، وفي الطريق للبراءة كان لابد من قتل الشاهد الأساسي، فيجدونه مشنوقاً في زنزانته. ثم تهدد طارق التميمي نفسه بأنها ستعلن للجميع أنه ليس والد ابنته، إذا لم يعطها ثلاثين مليون جنيه، وفي النهاية تقدم للعدالة مرة أخري ويحكم عليها بالإعدام.
باختصار نحن أمام قاتلة، مزورة، تبيع أولادها، تبيع أي شخص وأي مبدأ وأي شيء أمام المال، هذا هو النموذج الذي تقدمه غادة عبد الرازق لجمهورها، وأنا أسأل الست غادة ومؤلفها ومنتجها: ألم يقل لكم أحد أن في مصر ملايين النساء الفضليات اللاتي يخلصن لأزواجهن، ويكافحن لتربية أولادهن، بل إن المرأة قد تستدين لتزوج ابنتها وتسجن لعدم قدرتها علي السداد، فلماذا نترك هذه النماذج الإيجابية لنقدم مرة؟ إرحمونا يرحمكم الله.