هل يكفينا تقديم اتحاد الكرة لاستقالته؟

لاشك أن الحزن يخيم على جميع فئات الشعب بعد خروج منتخبنا من بطولة الأمم الأفريقية بهذا الشكل المترهل المهين بعد شعورنا بالفخر بقدرة الدولة الجبارة على تجهيز البنية التحتية للملاعب في وقت قياسي و تنظيم أكثر من رائع للبطولة لكن يأتى السؤال الأهم هل  يكفينا تقديم مجلس إدارة اتحاد الكرة لاستقالته خاصة بعد أن توفرت بعض المعلومات عن  أن راتب أجيرى الشهرى هو أكثر قليلا من  ٢مليون جنيه، الراتب الذى يدفع له بالعملة الصعبة في الوقت الذى اثبت فيه انه أحد أضعف المدربين و قد رأينا مدربين اوروبيين رائعين في أفريقيا يتقاضوا أقل منه بكثير، و علمنا أيضا  أن سلجادو مساعده عليه شبهات و علامات استفهام كثيرة. اذا سأكرر السؤال هل سنكتفي بقبول استقالة أعضاء اتحاد الكرة و هم كانوا مسئولين عن اختيار الجهاز الفنى للمنتخب و إهدار المال العام  و السيطرة على الإعلام الرياضى مع وجود شبهات فساد مالى و ادارى هل سيستقيلون دون حساب أو محاسبة. إن إستقلال اتحاد الكرة عن الدولة و تبعيته للفيفا لا يعنى أن الفاسد لا يعاقب رأينا ميشيل بلاتينى يستدعيه المدعى العام الفرنسي بعد أن توفرت لديه شبهات فساد عليه و على آخرين ، إن عدم المحاسبة سيطعن في اشياء كثيرة و سيفتح أبواب كثيرة للقيل و القال بسبب التغطية على هؤلاء. كرة القدم ليست فقط مجرد لعبة رياضية بل هى متنفس له أبعاد اجتماعية و سياسية خاصة في الوقت الذى يعانى فيه الشعب المصري من ضغوط اقتصادية غير مسبوقة يتحملها بوعى و صبر و لكن يأتى القائمون على منظومة الكرة ليغلقوا هذا المتنفس تماما و يتسببون في حزن عميق للشعب قد تكون له تبعات خطيرة . انا أطالب الجهات المعنية بالتحقيق الشامل مع هؤلاء و فتح الملف القديم الخاص بكأس العالم و موضوع أموال الرعاة و الجمع بين وظيفة إعلامية و عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة و كم كبير من تعارض المصالح، نطالب بالتحقيق لكثرة الشبهات و من منطلق المثل الشعبي ، المال السايب يعلم السرقة، و قد تكون كل هذه الاتهامات ليس لها اساس لكن الكل يعلم انه ليس هناك دخان بدون نار، و في كل الأحوال سيقول القضاء كلمته. أما عن ما نتمناه من القائمين الجدد على المنظومة فنرجو منهم الشفافية و الحرص على المال العام و تكوين لجنة فنية على أعلى مستوى من شرفاء لعبة كرة القدم أصحاب الخبرة و السمعة الطيبة تكون مهمتها إعادة هيكلة المنظومة بشكل شامل  على أسس علمية و اختيار كل الأجهزة الفنية بمعايير محددة و شفافة على أن تكون الاختيارات وطنية و لا مانع من الاستعانة بخبراء للإدارة الرياضية من الخارج باختصار تحويل كرة القدم لصناعة و ليس لتجارة، صناعة محترفة تخدم الدخل القومى و تكون متنفس حقيقي للمصريين . أما الخطوة الأهم هى أبعاد كل أصحاب الشبهات عن المشهد و ابعادهم تماما عن انتخابات الاتحاد حتى لا يجدوا لأنفسهم منفذ جديد و الأهم هو الفصل التام بين  اتحاد الكرة و أعضاءه و الإعلام و الصحافة الرياضية لكى يستطيع الإعلام العمل باستقلالية. و في النهاية انا أؤكد ان بدون ما ذكرت لن تكون هناك بطولات أما  الإصلاح و الشفافية و  الإدارة على أسس علمية ستكون هي الطريق الوحيد لاستعادة أمجاد مصر الرياضية التى فقدناها ، اللهم اني بلغت....

التعليقات