هؤلاء من يتاجرون بأزمة الكورونا


يقول البارون روتشيلد، أحد زعماء الفرع الفرنسي لعائلة روتشيلد المالية اليهودية المسيطرة على النظام المصرفي في العالم، يقول "حين ترى دماء في الشوارع اذهب و اشترى" و هنا يقصد أن الأزمات ما هى الا فرصة للبعض لجمع أكبر كم من المال حتى لو جمعها في أوقات الحروب و الوباء على حساب جثث الآخرين.

و ها نحن نعيش في أحد هذه الأزمات و التى لم يرى العالم الحديث مثلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، و بجانب المأساة الإنسانية التى نراها كل يوم في بعض الدول و على رأسها إيطاليا و أسبانيا و الولايات المتحدة فمن المؤكد أن التداعيات الاقتصادية على العالم بسبب وباء فيروس كورونا ستكون عنيفة و لن يفلت منها أحد مهما كانت قوته الاقتصادية .

و لكن في ظل أزمة الكورونا و كالعادة تظهر دائما طفيليات على السطح تعمل جاهدة على استغلال الموقف و تتاجر بأوجاع الناس سواء دينيا أو سياسيا أو حتى صحيا للخروج من الأزمة بأكبر كم من المنافع و المصالح.
فلقد خرج علينا تجار الدين ببدع كورونية ليروجونها للبسطاء فمثلا رأينا هذا الداعية السلفي يشكر الكورونا على الخير و العافية بسبب أن الفيروس تسبب في غلق الخمارات و البارات و تناسى أن الفيروس تسبب أيضا في غلق الجوامع و الزوايا و يأتي تاجر آخر صاحب فكر مضلل ليحاول اقناع جمهوره أن كورونا هو جندى من جنود الخالق يبتلى به البشر و هنا اسأله و ماذا عن فيروسات الانفلونزا  الموسمية و انفلونزا الطيور و الخنازير هل هم أيضا جنود أم أنهم غير مرضى عنهم، أما عن  البدعة الكبيرة التى استوقفتنى، و لم أتخيل أبدا أن درجات التضليل وصلت الى هذا الحد، هى حكاية انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي يدعى أصحابها أن من يجد شعرة في المصحف داخل صفحات سورة البقرة ثم يضعها في الماء ويشربها يُشفى تماما من فيروس كورونا و للأسف صدق الكثيرون من العامة هذه البدعة و بدأوا يبحثون عن هذه الشعرة داخل المصاحف مما اضطر دار الإفتاء المصرية لنفي هذا الفعل و اعتباره من الخرافات.

موضوع التجارة بكورونا لم يقتصر فقط على تجار الدين بل وصل أيضا إلى السياسة فشاهدنا بعض المشتاقين يلصقون صورهم على زجاجات المطهرات و المنظفات و يوزعونها على الناس بالمجان كنوع من الدعاية السياسية و حتى في الولايات المتحدة حاول ترامب استغلال الأزمة بمحاولة وضع توقيعه على شيكات الاعانة التى أقرها الكونجرس لمساعدة المواطنين ماليا و طبعا أعتبرت المعارضة أن هذا الفعل يأتي تحت استغلال منصبه لعمل دعاية انتخابية مجانية و المتاجرة السياسية بأزمة كورونا.

و لكن ما أزعجني أكثر كان متاجرة قلة قليلة من الأطباء بالفيروس و هؤلاء بالطبع لا يمثلون الجيش الأبيض العظيم، فلقد دأبت هذه القلة على ركوب الأزمة عن طريق محاولة اكتساب بعض الشهرة في الوقت الذي أصبح فيه المواطن في أشد الحاجة إلى أي معلومة علمية من أي طبيب، و الطبيب هو  الشخص الوحيد الذي يعتبر المصدر الطبيعي الموثوق منه في زمن الوباء و لكن و مع الأسف وجدنا أطباء ينشرون نصائح لمنع الكورونا من إصابة الجسم ليس لها علاقة بالبحث العلمي بل أنها نصائح قد تتسبب في الوفاة فيأتي ذلك الطبيب لينصح بالغرغرة بالخل ضاربا عرض الحائط بما هو معروف علميا أن الغرغرة بالخل قد تتسبب في مشاكل بالحلق قد تؤدى إلى الاختناق و على الجانب الآخر قرأنا مقالا شعبويا لهذه الطبيبة تتحدث عن تأثير المِش و الجعضيض و الجرجير على كورونا و كيف يقتل طعام الغلابة الفيروس، لقد كتبت هذا الكلام لكسب شعبية و شهرة ضاربة بعرض الحائط أصول البحث العلمي الذي يعتمد على دراسات معملية تُنشر بعد اثباتها في أحد المجلات العلمية و كما علمت أن المِش و الجعضيض لم يُذكرا في أى ورقة بحثية علمية.

هذه بعض الأمثلة القليلة للتجارة بالأزمة و أعلم أن هذه التجارة لن تنتهى الا بزيادة الوعي و الإنفاق على البحث العلمي و البنية التحتية الصحية فهذه هي أدوات النجاة الوحيدة و ليست بالطبع خرفات تجار أزمة الكورونا

التعليقات