التنمر ضد أبو زهرة

فجأة بعد كل هذا التعاطف الشعبى الذى حظى به عبد الرحمن أبو زهرة بدأت تتناثر كتابات من عدد من الممثلات تهين الرجل، ترسم له صورة فنان مغرور (سادى) عنيف مع الضعفاء يسخر من الجميع فى الاستوديو وخارج الاستوديو..

توقيت نشر أكثر من (بوست) يدعو للريبة لماذا فى هذه اللحظة؟ أبو زهرة إنسان من الممكن أن تراه فى لحظة غضب، لا يعنى هذا أن تلك هى حقيقة الرجل، أنا مثلا التقيت فقط مرتين بالفنان الكبير صلاح جاهين، وكان يعانى فى منتصف الثمانينيات من الاكتئاب جاءت كلماته معى مقتضبة جدا، ولم أشعر أبدا بأن تلك هى صورة الأستاذ الكبير، ولكنه فقط لم يكن فى حالة مزاجية مواتية، ولم يؤثر ذلك على صورته الذهنية بداخلى، وظل هو الكاتب والفنان الكبير الذى احتضن الجميع، بداية من سعاد حسنى وأحمد زكى، وصولا إلى على الحجار وشريف منير.

المفاجأة ليست أن تكتب فنانة رأيا ضد أبو زهرة أو عادل إمام، ما تابعته لم تكن آراء فنية يجب احترامها، ولكنها ترسم صورة إنسان، تدفعك بعدها لأن تكره صاحب الصورة.

فى المرات القليلة التى التقيته داخل وخارج مصر، لم أجد سوى الالتزام والحرص على مكانته الأدبية، روت لى رجاء الجداوى قصة نجم شاب كانوا يصورون أحد المسلسلات التى يلعب بطولتها، ودخل عليهما وهما يتبادلان الحوار، وكان معهما جمال إسماعيل، أراد النجم الشاب الاستظراف قائلا: (أنا حاسس إنى دخلت غلط قهوة المعاشات) تأففوا من الكلمة، أبو زهرة لم يكتف بالتأفف، وانتظر قليلا ليردها له، وأثناء تصوير أحد المشاهد تلعثم النجم الشاب فى الأداء قال له أبو زهرة (على فكرة لو عايز تتعلم التمثيل صح تبقى تيجى عندنا تشرب شاى فى قهوة المعاشات).

هل ما أقدم عليه أبو زهرة تعتبره تجاوزا؟ هذا النجم من الممكن أن يعترض أساسا على مشاركة أبو زهرة فى أى عمل فنى قادم بينهما، ولكن أبو زهرة لم يحبس كلمة الحق فى صدره.

لا تصدروا أحكاما على إنسان وأنتم لا تعلمون الخلفية، من لا يدرك الفصل الأول بين أبو زهرة وهذا النجم الشاب وشاهد فقط الثانى سوف يعتبره عنيفا ومغرورا.

فى أحد المهرجانات وجهوا له الدعوة ولم يكن الكرسى على درجة رجال الأعمال وطالب بتغييره، هل تعتبره مطلبا به تجاوز أم هو حقه الأدبى؟.

البعض يقول إنه ليس له علاقة بالكوميديا، فى المرات القليلة التى تجاذبنا فيها الحوار رأيته خفيف الظل، التقينا قبل عامين وكانت معه ابنته، فى حفل توزيع جوائز مسلسلات رمضان، أقامته جريدة الأهرام، وعلى مدى ساعتين لم أتوقف عن الضحك على قفشاته وسرعة بديهيته.

لست من أنصار أن يعلو صوت الفنان بالشكوى، إلا أننى لا يمكن أن أطلب أيضا ممن يتألم ألا يعلو صوته بالصراخ.

ما الذى حدث فى الوجدان المصرى الذى يدفع أكثر من فنانة شابة تُمسك بخنجر تطعن به رجلا يقترب من أبواب التسعين؟!! وما هو الدافع لكى يتحول هذا (البوست) إلى (تريند) وتتم إعادة تدويره بكل هذه الهمة والنشاط والتشفى، ما الذى حدث فى الوجدان المصرى؟!!.

(عن المصري اليوم)

التعليقات