قتله بمقص.. و التهمة سماع الأغانى

منذ أيام قليلة هزت أحد الجرائم مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، بعد أن قام داعية سلفى بطعن شاب يعمل سائق توكتوك .. قرر الداعية أن يمنع المنكر بالقوة على طريقة الإرهابى "سيد قطب" و المنكر هنا هو "الموسيقى"، و ذلك بقتل شاب برئ يعمل و يجتهد من أجل أسرته و كان كل ذنبه أنه كان يستمع إلى أحد أغانى المهرجانات و قد طلب منه الداعية غلق الصوت و التوقف عن الإستماع إلى الموسيقى التى أعتبرها من عمل الشيطان و عندما رفض سائق التوكتوك هرع السلفى المتشدد إلى محل الحلاقة المجاور و أخذ مقص و صرع الشاب المسكين بطعنة في صدره أمام كل المارة.
و هنا لابد من التوقف أمام هذه الجريمة فهى ليست جريمة قتل تقليدية على مال أو قطعة أرض أو حتى جريمة عرض، لكنها جريمة من نوع خاص عبر بها الجانى عما يدور داخل الكثير من المتشددين أتباع المدرسة القطبية و الذين يجولون الشوارع و يركبون المواصلات العامة و بداخلهم حِناق على تصرفات المجتمع الذى يعتبرونه كافر و لابد من تغييره بالقوة و العنف...و أنا أتذكر عندما كنا طلبة فى الجامعة فى أوائل الثمانينات عندما كنا نعزف و نغنى بعض الأغانى التى كانت تضفى جوا من البهجة و السمر على الحياة الجامعية وقتها، و أتذكر ردود أفعال التيار الإسلامى و تكسيره لآلات الموسيقى الخاصة بنا و كان الأمر أحيانا يصل إلى ضربنا بالجنازير و غيرها بحجة أن الغناء و الموسيقى رجس من عمل الشيطان.

لا أعلم عدد المتشددين المحتملين الذين قد يقومون بهذا النوع من الجرائم بحجة تنفيذ أحكام الخالق بالقوة.. لكن لا شك أن هذه الجريمة الشنعاء ما هى إلا إنذار لما قد يحدث من متشددين آخرين قد يحاولون فرض الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من وجهة نظرهم بالقوة و العنف الأمر الذى سيتسبب في التأثير السلبى على السلم الاجتماعى في بلد ثارت ضد التيار الإسلامى و أطاحت به إلى خارج الحكم.. و هنا يأتى السؤال الأهم.. ماذا نحن فاعلون فى مفرخة هذه الأفكار الغليظة المتشددة؟

التعليقات