جوجل يكتشف تزوير ميلاد فريد الأطرش

قبل ثلاثة أعوام احتفلت مصر بالعيد المئوى لفريد الأطرش، تواصلت مع المسؤولين لكى يتداركوا المعلومة الخاطئة، حيث تشير أغلب المراجع أنه مواليد 1917، بينما الحقيقة أنه 1910، مصدرى ما ذكره لى عمى الشاعر الكبير الراحل مأمون الشناوى الصديق الأقرب، والشاعر المفضل لفريد، كما أننى وجدت العديد من الحفلات الغنائية التى شارك فيها فريد مطلع العشرينيات، وتصفه بالمطرب الشاب، رغم أنه من المفترض، طبقا لتاريخ الميلاد المزيف، أنه كان ينبغى أن يطلقوا عليه (الطفل المعجزة).

(جوجل) لا يستسلم للشائع، فلديه فريق بحث يدقق فى التفاصيل، فريد فى حياته، مثل الآخرين يختصر سنوات من عمره الحقيقى، ستجد أن بعض المشاهير استخرجوا وثائق رسمية وبها تزوير فى سنة الميلاد، رغم أنها تعد جرائم يعاقب عليها القانون بالسجن، الموسيقار محمد عبدالوهاب لديه صورة من بطاقة شخصية متداولة على (النت) تشير إلى أنه مواليد 1910 بينما الحقيقة أنه 1901.

لا يريد الإنسان أن يعترف بأنه أضاع من عمره الكثير، يحاول التقليل من فداحة الخسارة، أم كلثوم أيضاً كانت تفعل ذلك، أتذكر أن د. مصطفى الفقى كتب «بورتريه» قبل أكثر من عشر سنوات، عن أم كلثوم، أشار إلى أنه عندما استقبلها فى إنجلترا، عندما كان يعمل فى شبابه ملحقا ثقافيا فى السفارة، اكتشف أثناء إنهائه لإجراءات (الفيزا) أنها فى الأوراق الرسمية أصغر على الأقل بحوالى عشر سنوات من عمرها الحقيقى، أم كلثوم كان لديها جواز السفر يشير إلى أنها مواليد 1908، بينما هى غالبا من مواليد نهاية القرن التاسع عشر.

وقالت لى رجاء الجداوى إنها فى كل مرة تعيد تجديد جواز سفر خالتها الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، تكتشف أن تاريخ ميلاد «تحية» يزداد رقميا، هى مواليد 1914، إلا أنها فى آخر جواز سفر كان عمرها المدون أصغر من ابنة شقيقتها رجاء الجداوى بخمسة أعوام؟!.

لماذا يلجأ الفنان إلى التلاعب فى تاريخ ميلاده؟ ربما هو الحرص على المعجبين حتى يظل صالحاً للتعايش مع كل الأعمار، أو لأن السنوات التى تمضى لن تعود، وهو لا يريد أن يعترف بأنه أضاع من عمره الكثير، يحاول أن يقلل بقدر المستطاع من فداحة الهزيمة، تجد فى كلمات الشاعر الكبير الراحل كامل الشناوى أثناء الاحتفال بعيد ميلاده تفسيراً لكل ذلك (عدت يا يوم مولدى/ عدت يا أيها الشقى/ الصبا ضاع من يدى/ وغزى الشيب مفرقى/ ليت يا يوم مولدى، كنت يوماً بلا غدى) والتى منحها فريد بصوته ونغماته الخلود.

عندما بدأت نجومية عبدالحليم حافظ منتصف الخمسينيات، وبات يشكل خطرا على كل السابقين، كان محمد فوزى يكبره بنحو 11 عاما، وفريد الأطرش 19 عاما، فوزى تراجعت جماهيريته وتضاءل حضوره على الشاشات، بينما فريد قدم ضعف عدد أفلام عبد الحليم، إلا أنه لم ينس لعبد الحليم عندما قال فى حوار إنه يعتبره فى عمر والده، عاتبه فريد فى حوار شهير بينهما فقال له عبد الحليم ساخرا: (خلاص ما تزعلش أنت زى جدى)!!.

حياة المبدعون الكبار أمثال فريد الأطرش نحسبها بما تركوه لنا من جمال، ولا نزال نعيش على نبضات أنغامه، شكرا (جوجل) على التصحيح!!

عن (المصري اليوم )

 

التعليقات