اللقاح أم النكاح ؟!

أحزننى موقف جلوس معظم الدول الشرق أوسطية على مقاعد المتفرجين لمشاهدة السباق الجاري حاليا بين معامل الدول المتقدمة علميا لإنتاج لقاح أو مصل لمواجهة الجائحة الكبرى التى أصابت قرابة الستين مليون فرد فى العالم و قتلت أكثر من مليون، و الطريف أننا شاهدنا التصفيق و التهليل لكل هدف يحققه فريق ضد الآخر عندما يصل إلى إنتاج لقاح يحقق نسبة نجاح تصل إلى ٩٠٪ ثم يأتى فريق آخر ليتفوق على الأول ليصل بالنسبة إلى ٩٥، فإلى متى سنظل نجلس على مقاعد المتفرجين؟

الإجابة بسيطة، فنحن لا يشغلنا البحث العلمى و ما يجرى فى المعامل لأننا كرسنا حياتنا و تعليمنا و وسائل إعلامنا للتركيز على تمجيد مجموعة لآراء بشر ماتوا و شبعوا موتا لكى يأتى آخرون يجودون على تمجيد المجموعة الأولى لندخل جميعا فى هذه الدائرة المفرغة التى لا نهاية لها فى الوقت الذى يحرز فيه الآخرون أهدافا علمية بالجملة.

لقد شُغل الرأى العام فى الأيام الماضية بموضوع جواز نكاح المرأة المسلمة للكتابى غير المسلم و انقسمت الآراء حتى الآراء التى صدرت عن أناس ينتمون لنفس المؤسسة، و قد ضاع الوقت فى جدل عقيم حسمته مجتمعات أخرى منذ عقود بالعقل و المنطق فشغلنا أنفسنا عن الملف الأهم و هو مواجهة فيروس كورونا ، الذى تحتاج مواجهته إلى العلم و البحث و تمكين العلماء ،و هنا أعنى العلماء الحقيقيين المعنيين بالطب و الصيدلة و الهندسة و علم الڤيروسات، أما كورونا فتأكدوا أنه عند مهاجمته للجسد لا يفرق بين جسد المسلم أو الكتابى أو من تكفرونهم.

إذاً السؤال الآن لمن سنعطى الأولوية هل للقاح أم للنكاح ؟

التعليقات